المثل بيقول «أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب». هذا حالنا في الوقت الحالي من خلال المطالبة الإعلامية اليومية لتعديل الخطاب الديني وتحديثه في إطار تطورات الفكر الجديد الذي نواكبه الآن. في نفس الوقت لا يوجد أي مطالبة لتعديل مضمون الرسالة الإعلامية والاجتماعية التي تقدم في مسلسلات رمضان التي ينفق عليها المليارات من أجور الممثلين وأطقم العمل وأماكن التصوير وغيرها. صحيح أنا غير متابع للمسلسلات لكني في الوقت القصير الذي اجلس فيها أمام التلفزيون لا اشاهد في المسلسلات التي تعرض في الشهر الكريم إلا مشاهد تدخين المخدرات والجلوس في شقق الدعارة لتحقيق المتعة أو مشاهد البلطجة أو سطوة رجال الأعمال لتحقيق صفقاتهم بطريقة غير مشروعة. لذلك اتعجب من حال الإعلاميين والممثلين الذين يطالبون طوال الوقت بتحديث الخطاب الديني وينسون تماما حالهم وحال أعمالهم ! لو تم تحديث الخطاب الديني وهذا أمر صعب المنال في الوقت الحالي.. سوف يتم تحديثه لمن ؟! إذا اختفي من مسلسلات رم ضان الطابع الديني و»القدوة» التي يبحث الجميع عنها ، كنا في الأعوام الماضية نشاهد في مسلسلات رمضان «القدوة» والمثال المشرف الذي يقوم البطل بتمثيل دوره وكنا دائما نتمني أن نكون مثله.. لكن للأسف الآن نربي الأجيال علي مشاهد تحمل عنفا ومخدرات وصفقات مشبوهة وكأننا نصور هذا حال بلدنا فعلا دون تزييف للحقائق.. ضاربين عرض الحائط بأن المسلسلات يتم مشاهدتها في مختلف الدول العربية.. إذن السؤال الذي سوف يدور في عقل كل مشاهد عربي هل هذه مصر بعد ثورتين ؟! وإذا كان هذا الحال في الخارج فما هو حال الشباب في الداخل.