اقبال متوسط على أسواق الياميش ساعات قليلة تفصلنا عن هلال يعلن قدوم شهر الصيام.. «الياميش والفوانيس».. أبرز مظاهر الاحتفال ب رمضان.. عادة توارثها المصريون أجيال تسلم أجيال، فلا روحانيات بدون الفانوس في أيدي الصغار وعلي الشرفات وفي الواجهات؛ ولا اجتماعيات بدون الياميش لوز وجوز وتمر وعين جمل وبلح وقراصية.. ولكن الأمر لا يخلو من بعض «المنغصات» ارتفعت أسعار الياميش بنسب كبيرة، وتراجعت فاتورة الاستيراد؛ بسبب ارتفاع الأسعار في بلد المنشأ.. أما الفوانيس فرغم الثبات النسبي للأسعار، وكذلك فاتورة الاستيراد بعد قرار وزير الصناعة بمنع استيراد الفوانيس حفاظًا علي الصناعة المصرية، فقد أكد التجار وجود تراجع حاد في المبيعات وركود تام بالأسواق.. فاتورة الاستيراد أكد رجب العطار، رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، أن «فاتورة ياميش رمضان 2015 تقدر قيمتها بحوالي 15 مليون دولار، مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت فاتورة الاستيراد 2014 بحوالي 80 مليون دولار»، مشيرا إلي أن الارتفاع في أسعار ياميش رمضان هذا العام سببه الارتفاع في بلد المنشأ».. وأضاف «العطار» أن حركة البيع والشراء في أسواق الياميش تأثرت إلي حد كبير جدا، نتيجة لارتفاع الأسعار، والتي بلغت من 5% إلي 30 % في بعض الأصناف، ما أدي إلي إحجام المواطنين عن الشراء. وفي سوق منطقة الساحل بالقاهرة، الأشهر في بيع ياميش رمضان، تبهرك الأضواء الليلية للعشرات من المحلات والخيام، التي تحوي كميات كبيرة من السلع الرمضانيه، تنظيم غير عادي كل شيء في مكانه والابتسامة في انتظار الزبائن، ولكن حركة الأقدام لا تكاد تسمع لها صوتًا.. فالإقبال ضعيف.. تجار السوق أكدوا ل«الأخبار» أن زيادة الأسعار كانت وبالا علي تجارتهم وموسمهم الذي ينتظرونه من العام إلي العام، موضحين أنه لا دخل لهم بأي زيادة في الأسعار، والأمر خارج عنهم، فبعض أنواع الياميش تجاوزت نسبة الزيادة في أسعارها حاجز ال 100% مثل اللوز وعين الجمل والبندق المقشر فقد بلغ سعرها مابين 132: 162 جنيها هذا الموسم وحسب بلد المنشأ.. وأوضحوا أن الزيادة في الأسعار تراوحت ما بين 10 % وال 100 %، حيث بلغ سعر التين 30 جنيهًا بعد 20 في 2014، والقراصية 40 جنيها بعد أن كانت 30، الفول السوداني من 22: 28 جنيها وكان من 20: 22 جنيها، المشمشية 45 جنيهًا وكانت 35، البلح من 6: 30 جنيهًا هذا الموسم وكان يبدأ العام الماضي من 3 جنيهات، بلح السيسي 56 جنيها، بلح الجيش المصري 85 جنيها، أما قمر الدين فسجل الموسم الحالي من 6: 12 جنيها في مقابل 6: 8 خلال 2014، الكاجو 120 جنيها. الأسعار مولعة وعلي هامش جولة «الأخبار»، رصدنا المواطنة «صباح الشقيانة» -كما أحبت أن تسمي نفسها- وقالت: «الأسعار مولعة والمعاش اللي جاي علي قد اللي رايح»، مضيفة: «نلجأ لسياسة العينات لمواجهة غلاء الأسعار، نظام الربع كيلو للأصناف ذات السعر المتوسط فقط، ولكن الغالي لا اقتراب منه مثل الجوز واللوز والبندق والكاجو ونستبدلها جميعا ب «الفول السوداني».. أما «فانوس رمضان».. الشقيق الأبرز للياميش أحد أعرق مظاهر الاحتفال بشهر الصوم في مصر.. في ميدان الكيت كات، الموسكي، العتبة، والدقي وباب الخلق أشكال وألوان وأنواع وأحجام وتكنولوجيا مختلفة، فقد بلغت فاتورة استيراد الفوانيس هذا العام ما يقرب من ال 5 ملايين دولار رغم قرار وزير الصناعة والتجارة منير فخري عبد النور الخاص بمنع استيراد الفوانيس، وتقريبا هي نفس فاتورة الاستيراد في 2014 أو أقل قليلا، بحسب ما أكده أحمد أبو جبل رئيس شعبة الخردوات ولعب الأطفال باتحاد الغرف التجارية. حركة البيع أكد «أبو جبل» أن قرار الوزير جاء في وقت كانت قد تمت قبله معظم التعاقدات علي استيراد الفوانيس، وبالتالي من تعاقد قبل القرار يسمح بدخول بضاعته، لذلك أثر علي الاستقرار النسبي لأسعار الفوانيس بين الارتفاع في بعض الأنواع واستقرار أخري وكذلك المخزون، مؤكدا أن هناك تراجعًا حادًا في حركة البيع والشراء للفوانيس عن الأعوام السابقة، وركودا تاما يسيطر علي تجارة الفوانيس، وقال: «نجهز للقاء وزير الصناعة والتجارة بعد شهر رمضان لبحث تنشيط سوق الأدوات المكتبية والصناعات الصغيرة».. وأوضح أن الفوانيس المصرية تختلف كليًا عن نظيرتها الصينية فلا مجال للمقارنة، فكل منهما له طريقة، فالأولي تناسب البلكونات والكافيهات ومداخل العمارات من حيث الحجم والمهارة اليدوية، ويتم تصديرها لجميع دول العالم، حيث الجاليات المسلمة هناك ومنها أوروبا وكندا والولايات المتحدة، أما الصيني فيقتصر علي الفوانيس التقليدية صغيرة الحجم وتخص الأطفال بالأساس». السيد شكري