عادة تجلس وسام فهمي في الأماكن المرتفعة، لتتأمل المشهد كاملا.. صحيح هي في النهاية ترسم مشهدا مختلفا، وطبيعة أخري، وألوانا أخري أقرب إلي الخيال والسحر، لكن الاختلاف لا يغادرالمشهد، ولا يفارقه.. فالخيال الذي تقدمه وسام فهمي في لوحاتها، ينتمي بوضوح لجماليات شرقية، ولخصوصية المكان الذي تطل عليه.. هذا الأصفرالساطع..الأصفر اللافت.. الأصفر القادم علي الأغلب من ذاكرة الطفولة، من مشاعر عفوية فطرية..هذا الأصفرالمتكرر في كثير من اللوحات، والذي أختارته لونا لجبل أسوان، في أكثر من لوحة بديعة لا يشبه الجبل تماما.. لكنه يحمل سماته، وخصائصه وخصوصية أهل الجنوب، ويعبر عن روح المكان، حيث السخونة والوضوح والسطوع.. ربما هذا ما يميز لوحات وسام فهمي، حيث اللون نتاج خيال وثقافة، واحساس عميق بالبيئة، وثقة شديدة، وجرأة وانفعال ووضوح.. لا تراكم وسام فهمي اللون فوق ألوان أخري، لا تبحث عن تركيبات لونية تخفي اللون الأصلي.. الخفاء لا يروقها، ولا يليق بها.. ألوان وسام ساطعة وصريحة ومباشرة، تراكم نفس اللون فوق نفس اللون، لتمنحه سطوعا أكثر وكثافة.. وفي كتابها (الشرق الفنان) الصادر هذا الأسبوع عن الدار المصرية اللبنانية، 175 لوحة بالألوان، هي مشوار وسام فهمي عبر 29 معرضا فنيا خاصا في بلدان العالم المختلفة (القاهرة - باريس- بلجيكا - هولندا - مارسيليا - أمريكا) من معرضها الأول 1963 حتي أحدث معارضها 2012. (الشرق الفنان) عنوان دال جدا علي لوحات وسام فهمي بجمالياتها الشرقية، وحسها الزخرفي، وسطوع ألوانها.. وفي تلك الحالة من الصفاء والهدوء والسكينة.