وبدأت السياسة الخارجية التي تحكم فيها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية في مجريات الأمور وسادت أجواء الكراهية تجاه العرب ومصر الأسرةالحاكمة في قطرهي السبب في تعرض شعبها إلي انتقاضات كثيرة هذه الأيام لدرجة أن القطريين أصبحوا في غلبة علي أمرهم لا يعرفون كيف يحسنون علاقاتهم أمام دول العالم.. لأنهم أصبحوا لا يجدون التفسيرات المقنعة لهذه القرارات والسياسات المتضاربة التي تسيء لهم.. ومعرفتي بهذا الشعب العربي الطيب في قطر هي التي جعلتني أحاول إيضاح متي الظلم الواقع عليه من حكامه عشت في قطر قرابة الخمس سنوات من عمري بدأت في مايو 1991عندما سافرت لألتحق بالعمل في جريدة الشرق القطرية كمسئول للمكون المحلي بها (المحليات والتحقيقات) تحت إدارة زميلي القدير حامد عز الدين مدير التحرير ويقود فريقنا الصحفي القطري الكبير ناصر العثمان المشرف العام علي تحرير الجريدة وكان معنا فريق من الصحفيين المخضرمين من مصر والسودان وفلسطين وعدد من الشباب القطري ومنذ أيامي الأولي في الدوحة شعرت بمدي الحميمية والمودة التي تجمع فئات الشعب القطري ومحبته وترحيبه بجميع الوافدين لبلادهم وعشقه الكبير لجميع أنواع الآداب والشعر والصحافة وإقبالهم علي التطور الفكري والعلمي وهذا ما وجدته في كل مكان عملت به كصحفي سواء في مجالات التعليم والأوقاف والشباب والرياضة والخارجية وارتبطت بحكم التعامل ونشر الأخبار والموضوعات التي تتحدث عن أهم قضايا المجتمع القطري بفئات عديدة من كافة المصالح والهيئات والمنظمات الخيرية والمدنية وعرفت عشق هذا الشعب الكريم لنشر التكافل الاجتماعي والرقي الإنساني في التعامل فيما بينهم ولا خلاف بين أحد حول الارتقاء بالمستوي العلمي والمعيشي للكافة وأذكر هذا الصرح العظيم الممثل في جامعة قطر وحجم الميزانيات الضخمة التي ترصدها الدولة لتقديم أرفع مستويات التعليم والدراسات للقطريين كلهم بنين وبنات وشاء قدري أكثر من مرة أن أزور مستشفي حمد الرائع سواء للعمل أو العلاج لأري مدي الاهتمام بصحة الكل مواطنا كان أو وافدا وهذا ليس غريبا علي شعب حقق طفرات كبري في مستوي معيشته منذ استقلاله في 3 سبتمبر 1971 وهذا المناخ السياسي الذي حقق خططا اقتصادية ضخمة تتماشي مع اكتشاف الغاز الطبيعي الذي كان كنزاً تعوم عليه قطر ويحقق لها ثورات هائلة اتجهت كلها لرفعة مستوي القطريين وكانت علاقة قطر والعالم تحت حكم الأمير المفدي الشيخ خليفه آل ثاني نموذجية تسودها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل خاصة مع مصر.. وخلال رحلتي الصحفية في قطر لم أشعر يوماً بهذا الجو العدواني الذي نعيشه الآن ولا هذا الصلف والكبرياء الذي يتعامل به حكام قطر خاصة وأنني عدت في نفس التوقيت الذي أطاح فيه الشيخ حمد ولي العهد بوالده خلال زيارته للخارج في صيف 1995 وبدأت السياسة الخارجية التي تحكم فيها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية في مجريات الأمور وسادت أجواء الكراهية تجاه العرب ومصر خاصة بعد أن تنازل الشيخ حمد عن الحكم لابنه تميم في 2013 وبدأ التقارب مع أمريكا وإسرائيل وتركيا واتخاذ الموقف المؤيد لعصابات الإرهاب الديني وتمويل عملياتها الإجرامية في معظم الدول المجاورة وخاصة في مصر.. هكذا تغيرت قطر بسبب حكامها وبقي شعبها المغلوب علي أمره ينتظر كلمة الله للخلاص من حكامه.