أكد السفير د. محمد حجازي سفير مصر في ألمانيا، بأن العاصمة برلين تتأهب الآن لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي يومي 3 و4 يونيو المقبل، في واحدة من أهم محطات زياراته الخارجية، وقال: «إن القيادات الألمانية عبرت في أكثر من مناسبة عن ترحيبها بالزيارة». وأضاف، « لعل تعبير كل القيادات الألمانية من الرئيس الفيدرالي يواخيم جاوك، والمستشارة ميركل، ونائبها زيجمار جابريال، ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير عن تطلعهم لإتمام الزيارة هو تعبير وإدراك لأهمية العلاقات المصرية الألمانية، وإدراك للدور الأساسي والمحوري الذي تقوم به مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي والنهوض بمنطقتها وحماية كل شعوبها، وتحقيقًا لأمن واستقرار المنطقة والمتصل حتما بحكم الجوار المتوسطي بالأمن الأوروبي». وتابع حجازي: «هذا باعتبار مصر نقطة التواصل البري والبحري بين أوروبا ومصادر الطاقة وطرق التجارة البحرية عبر مصر، فضلاً عن وجود استثمارات أوروبية هامة في مصر والمنطقة، بالإضافة لما تحمله مصر من آفاق وفرص هامة للاستثمار والتنمية، وفي ظل إدراك أن مصر هي حائط الصد الأول الأهم والأقدر علي مواجهة مظاهر عدم الاستقرار وتفشي الإرهاب وانهيار الدول، وما يحمله ذلك من مخاطر جمة تهدد الجميع سواء في منطقتنا أو في جوارنا الأوروبي». واستطرد السفير قائلاً، «وبناء عليه وفي ظل نظرة ألمانيا لأهمية تلك العلاقة وأبعادها المستقبلية، يأتي الترحيب الألماني علي هذا النحو ليتخطي أي عقبات وضعت كي تحول دون تحقيق هذا التلاقي بين دولتين هما الأهم في محيطهما الإقليمي، وأكد أن العلاقات المصرية الألمانية هي علاقات وطيدة قادرة علي مواجهة كل التحديات التي تعترضها». وحول برنامج الزيارة، قال السفير حجازي، إن الرئيس السيسي سيبدأ برنامج عمل حافلا منذ وصوله للعاصمة الألمانية بلقائه مع الرئيس الفيدرالي والمستشارة الألمانية، كما سيلتقي بنخبة من الساسة والبرلمانيين والإعلاميين ورجال الفكر وقيادات الشركات الألمانية الكبري والبنوك والمؤسسات التمويلية والاستثمارية، وسيشهد التوقيع علي عدد من العقود الهامة في مجالات الطاقة والإسكان والبنية التحتية والتعليم والتدريب وعقود استراتيجيه أخري هامة، فضلاً عن مشاركة الرئيس في الجلسة الختامية للمنتدي الاقتصادي المصري الألماني، الذي سيعقد خلال أيام الزيارة، ويضم نخبة من رجال الأعمال المصريين والألمان ما يقرب من 200 رجل أعمال ومؤسسه كبري، مما سيعطي الزخم التنموي والاستثماري والاقتصادي. وأضاف حجازي، أنه سيعقد علي هامش الزيارة لقاءات بين وزيرة التعاون الدولي نجلاء الأهواني ووزير الصناعة منير فخري عبد النور، اللذين سوف يعقدان جلسة أعمال اللجنة الاقتصادية الألمانية المشتركة، وتابع «هناك العديد من الفعاليات الملحقة بالزيارة، والتي سوف تسهم في تحقيق عائد كبير علي مصر من النواحي التنموية والاستثمارية، ومن نواحي ترسيخ دعائم العلاقات بين البلدين. وأشار السفير، إلي أن الجالية المصرية تتطلع لاستقبال الرئيس السيسي والترحيب به، والتعبير عن تضامنها معه في مسيرة قيادة مصر نحو المستقبل. من ناحية أخري أكد د. رضا شتا رئيس جمعية الصداقة المصرية الالمانية أهمية زيارة السيسي إلي المانيا مشيراً إلي أنها ستكون نقطة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين. وفي القاهرة أكد سامح شكري وزير الخارجية أن الشعب المصري هو الذي يملك قراره ومصيره مؤكداً أهمية مصر كمحور للاستقرار في المنطقة، فضلاً عن دورها الرئيسي في مواجهة أعمال الإرهاب التي تضرب مختلف دول العالم بما فيها أوروبا ومكافحة ظاهرة تجنيد الشباب في صفوف التنظيمات الإرهابية، وشدد شكري علي ما يربط هذه التنظيمات من روابط إيديولوجية وفكرية تتطلب مواجهة جميع هذه التنظيمات في إطار مقاربة شاملة. جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية أمس مع مراسلي وسائل الإعلام الناطقة باللغة الألمانية والمعتمدين في القاهرة، حيث تناول خلال اللقاء تطورات العلاقات الثنائية وعملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي تشهدها مصر وقرب انتهاء استحقاقات خريطة الطريق مع إجراء الانتخابات البرلمانية وتحقيق تطلعات الشعب المصري في بناء نظام ديمقراطي عصري يضمن مبدأ الفصل بين السلطات ويشيع ثقافة احترام حقوق الإنسان ويضمن المساواة الكاملة أمام القانون وفقاً لأحكام الدستور، وذلك في إطار الخصوصية الإجتماعية والثقافية والتاريخية للنظم القانونية والقضائية للدول. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي ان الوزير شكري استعرض ما يتم تحقيقه علي الصعيد الاقتصادي والمشروعات الكبري التي يجري تنفيذها وعلي رأسها مشروع قناة السويس وإقرار قانون الاستثمار الموحد، وتحقيق العدالة الاجتماعية استجابة لمطالب المصريين. كما تناول معهم الترتيبات الإجرائية والموضوعية الجارية لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبرلين بما يسهم بمزيد من تطور العلاقات المصرية-الألمانية في مختلف المجالات خاصة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والأكاديمية. وقال عبد العاطي ان اللقاء بين الوزير ومراسلي وسائل الاعلام الألمانية تناول عددا من القضايا التي أثارها المراسلون فيما يتعلق بتقنين أوضاع المؤسسات الألمانية العاملة في مصر في إطار حكم القانون واحترام سيادة القانون.