هل الذاكرة نعمة أم نقمة؟ يعتقد البعض أن هذا سؤال ساذج لأن الإجابة المنطقية هي أن الذاكرة نعمة، ويبقي السؤال الاخر إذا تذكرنا أشياء مؤلمة نرغب في نسيانها لنتجنب المرور بآلامها هل تصبح الذاكرة نعمة؟ قد يقول إنسان عندما نستعيد أحداث الذكريات فإننا حتما نستفيد من نتائج هذه الأحداث وعلي الوجه الآخر يقال أيضا ان النسيان نعمة وفي غالب الاحوال ندعو الله أن ينسينا ذكريات مضت لما تسببه لنا من ندم أو ألم وتجيب التجارب عن تساؤل من منهما نعمة والآخر نقمة النسيان أم الذاكرة بأن كليهما نعمة فالإنسان يتمتع بنعمة التذكر للاستفادة من أخطاء الماضي. وفي هذه الحالة تؤدي الذاكرة دورا عمليا هاما في صناعة سلوك الإنسان فما هو ماض حاضر فينا ينمي خبرتنا في الحياة لأن الإنسان نتيجة لذاكرته وسلوكه الحاضر ترجمة لآثار متراكمة من الأحداث الماضية، ولكن عندما يكون النسيان من صنع الإنسان - أي متعمداً - وليس نتيجة لمرض أو تزاحم للذاكرة بالاحداث التي تنسيه اشياء فيتخيل أنه اصيب بداء النسيان هنا لابد لنا من وقفة مع النفس خاصة اذا كان النسيان متعلقا بنعم الله تعالي علينا وهي كثيره لا تعد ولا تحصي قال تعالي «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم» بل هو أمر من الله تعالي بتذكر نعمة وشكرها قال سبحانه «يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم» فكيف يكون هذا التذكر؟ يكون بالشكر والطاعة فهو سبحانه المنعم وحده علي عباده. وأرشدنا الرسول صلي الله عليه وسلم الي طريقة عملية نتعرف من خلالها علي نعم الله وشكره عليها ولا ننكر فضله فنصحنا بأن ننظر الي من هو اسفل منا ولا ننظر الي من هو فوقنا وهذه النصيحة جامعة لانواع الخير.