البعثة الاولي هي بعثة المعهد الاوربي للآثار تحت الماء «الفرنسية» وقد بدأت العمل في خليج ابي قير علي مواصلة الكشف ودراسة مدينة هرقليون الشهيرة، حيث يتركز عمل هذا العام علي الأرصفة البحرية الخاصة بالمدينة وأحد المعابد والسفن الغارقة، ويرجع تاريخ مدينة هرقليون الي الاسرة 18 الفرعونية ويمتد حتي العصر البيزنطي، وقد تم الإعلان عن اكتشافها في عام 2001 حيث كانت تعتبر الميناء الرئيسي التي تدخل منه المراكب قبل بناء الاسكندر الأكبر للاسكندرية. كما أوضح د. محمد مصطفي ان البعثة الثانية هي البعثة الروسية التي تعمل في موقع شمال غرب جزيرة رأس التين منذ عام 1999 وتواصل هذا العام أعمال المسح الاثري وخاصة علي سفينة الاسطول الفرنسي التي غرقت عند وصول الحملة الفرنسية علي مصر. وقال إنه من المتوقع ان تقوم بعثة الدراسات السكندرية الفرنسية بالعمل الاثنين المقبل في منطقة قلعة قايتباي، حيث ستقوم بالتصوير الطبوغرافي لموقع القلعة لرسم خريطة دقيقة، وقياس الاثر واتاحة الفرصة لصنع مجسمات دقيقة له، كما تنتظر الاسكندرية وصول بعثة المعهد الهليني والتي تعمل خلال فصلي الربيع والخريف من كل عام علي امتداد واسع ما بين منطقتي الشاطبي والمنتزة حيث تبحث عن الآثار الثابتة والمنقولة. أما البعثة الاخيرة فهي البعثة الايطالية التي تعمل خلال شهر أكتوبر سنويا علي جزير نيلسون منذ عام 1999، حيث عثرت مسبقا علي مكتشفات متعددة مثل مقابر من العصر الفرعوني المتأخر ومقابر العصر اليوناني والروماني وأخري للجنود الانجليز في موقعة ابي قير البحرية، كما كشفت عن ثكنات عسكرية وخزانات مياه، ورصدت فترة سكن اليونانيين للجزيرة من قبل قدوم الاسكندر الأكبر. وحول مصير الآثار المكتشفة اوضح رئيس إدارة الآثار الغارقة بمصر، انه غالبا ما يتم الحفاظ علي الآثار المكتشفة تحت الماء في موقعها بعد تسجيلها وتوثيقها خاصة ذات الحجم الثقيل الذي يتعدي 200 كيلو ولا يخشي عليها من الضياع لعدة أسباب أولها الحفاظ علي جسم الاثر سليم حيث ان تعرضه للهواء بعد تشبعه بالأملاح لمئات السنوات قد يؤدي إلي تآكل الطبقة الخارجية له، وأما في حالة كونه فخارا أو حجرا، أو تعرضه للصدأ اذا كان معدنا، كما يتطلب ميزانية ضخمة لترميمه. واوضح ان عدد القطع الاثرية التي تتعدي 7 آلاف في منطقة الميناء الشرقي وقلعة قايتباي لوحدها لا يوجد موقع متحفي متاح يكفي لعرضها، والافضل هو بقائها في تحت الماء لاتاحة فرصة عرضها لجمهور في موقعها الاصلي مستقبلا. وفي سياق مختلف تستعد قلعة قايتباي بالاسكندرية لاستقبال فريق علمي من المعهد القومي للبحوث الفلكية الجيوفيزيقية ووزارة الآثار، السادس عشر من شهر مايو الحالي، لدراسة وضع الصخرة الام التي تستند إليها القلعة، وذلك في استجابة لتحقيق «الأخبار» حول تأثيرات نوات الشتاء علي اتساع فجوات قلعة قايتباي بالاسكندرية بما يهدد سلامتها الانشائية، وتتمتع القلعة بوضع خاص نظرا لوجود ما يقارب من 4 آلاف قطعة آثار غارقة تلاقي اهتماما عالميا خاصة من اليونسكو، وهو ما يتطلب تنفيذ اعمال حماية بحرية لها بحذر الشديد حتي لا تتعرض القطع الأثرية النادرة للتلف مثلما حدث في وقت سابق. الاسكندرية - أمنية كريم