الحادث الخاص بالتسمم أو الاضطرابات المعوية الحادثة، التي وقعت في محافظة الشرقية منذ عدة أيام، وأصابت المئات من المواطنين بحالات مرضية مفاجئة، وأثارت الفزع والقلق بين الناس، لا يجب أن يمر مرور الكرام دون تدقيق من جانب كل المسئولين عن المرافق والخدمات في المحليات، وكذلك المسئولين في الحكومة بحثاً عن الأسباب وإدراكاً للنتائج واستخلاصاً للعِبر. وفي ذلك هناك ملاحظة لابد من رصدها والتركيز عليها، وهي أن هذا الحادث بكل ملابساته ليس جديداً، ولم يكن الأول من نوعه، فقد جرت مثله حوادث أخري مشابهة في العديد من محافظات مصر، علي مدار السنوات الماضية. ولعلنا لازلنا نذكر ما جري في إحدي قري القليوبية منذ سنوات قليلة، عندما ظهرت فجأة عدة حالات من الاضطرابات المعوية المشابهة لتلك التي جرت مؤخراً في قرية الإبراهيمية بالشرقية، وقد صاحب ذلك أيضا نفس حالة الفزع والقلق العام، التي صاحبت الحادث الأخير بكل ما فيه من تفاصيل. ولعلنا مازلنا نذكر أيضا، أنه بعد البحث والمتابعة، ظهر أن الأسباب وراء ما جري هي تلوث مياه الشرب، أي أنه ذات السبب المسئول عن الحادث الأخير بالشرقية ،..، وهو نفس السبب وراء كل الحوادث التي جرت قبل ذلك في محافظات أخري، مع اختلاف طفيف في بعض التفاصيل. وفي هذا، لابد أن نقول بصراحة، إنه سواء كانت الأسباب وراء هذه الحوادث المتكررة في قري ونجوع مصر، ومدنها الصغيرة المتناثرة في كل المحافظات، عائدة إلي تلوث محطات المياه الأهلية أو العامة، أو تلوث طلمبات المياه الجوفية، أو حتي «الجراكن» التي يتم نقل وتداول المياه بها، فإننا أمام نتيجة واحدة في كل هذه الحوادث المتكررة، وهي الإصرار علي تجاهل الحقيقة الواضحة وضوح الشمس. وهذه الحقيقة الواضحة، تعرفها الحكومة كلها، ويعرفها وزير الإسكان والمرافق بالذات، ويعرفها المسئول عن هيئة المياه والصرف الصحي علي وجه الخصوص ،..، وقبل هؤلاء جميعا هي حقيقة مؤكدة لدي كل المحافظين، وكل مديري المياه والصرف الصحي بالمحافظات. هذه الحقيقة المعلومة والمعروفة للجميع، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك قصورا شديدا وخللا كبيرا في شبكات المياه في المحافظات، وأن هناك قصورا وخللا أشد وأكبر في شبكات الصرف الصحي، بل وهناك غيبة لهذه الشبكات في قري كثيرة ،....، وهذا له معني واحد ولا معني غيره، وهو أن هذه الحوادث ستتكرر وقابلة للوقوع في أي لحظة، طالما ظل الحال علي ما هو عليه دون مواجهة حقيقية ودون علاج ناجح.