أمثالها أصبحن جدات، أقصي طموحهن أن يصحبن أحفادهن إلي الحضانة،أما هيلاري كلينتون(67عاما) فهي تعشق الكرسي والأضواء ولا تحتمل فراقهما ولو لبعض الوقت، وذلك منذ أن حصلت علي وظيفة في لجنة التحقيق حول فضيحة ووترجيت عام 1974، وحتي اعلان ترشحها للرئاسة الأمريكية للعام القادم. وعلي الفور بدأت حرب تكسير عظامها وعظام زوجها الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون. آخر الفضائح التي يريدون بها هدم فرص فوزها بالرئاسة، الحديث الدائر عن السيطرة التدريجية لوكالة الطاقة الذرية الروسية علي الشركة التي تتحكم في خمس انتاج امريكا من اليورانيوم ودور هيلاري كلينتون خلال توليها لمنصب وزير الخارجية، في الموافقة علي بيع هذه الشركة لروسيا،وعلاقة هذه الموافقة بالتبرع الذي قدمته روسيا لمؤسسة بيل كلينتون الخيرية. وقد تفجرت هذه الفضيحة بعد أن اكتشف اعداء هيلاري من الجمهوريين ان ما روجوه عن خطورة استخدام هيلاري كلينتون لبريدها الاليكتروني الشخصي في المراسلات الرسمية، لم يضرها في شيء وتمكنت بالفعل من تجاوز هذه الأزمة. الأمر الذي يشهد لها بالقدرة الدائمة علي تجاوز الشدائد مهما كانت قوتها. وقد ظهر ذلك واضحًا عندما اصبح زوجها رئيسا للولايات المتحدة عام 1992واصبحت هي سيدة امريكا الاولي فقد تباين اسلوبها مع اسلوب سابقاتها من سيدات امريكا الاوائل، فقد لعبت كما تشير وكالة الانباء الفرنسية دورا سياسيا رمز إليه مكتبها في الجناح الغربي من البيت الابيض، لكن علاقاتها مع نواب الكونجرس والصحافة لم تكن جيدة، حتي ان بعض الجمهوريين وصفها بأنها مناصرة «متطرفة لحقوق المرأة». وفي جميع الأزمات التي واجتهها وقفت تتغلب عليها بشجاعة، فحتي الوضع المذل الذي تعرضت له مع فضيحة علاقة زوجها بمتدربة البيت الابيض مونيكا لونيسكي عام 1998، خرجت منه وشعبيتها مرتفعة حيث أيدها 67% في الاستطلاع الذي اجراه معهد جالوب في ذلك العام. وبعد فضيحة مونيكا بعامين أقنعها اصدقاؤها بالعودة إلي حلبة السياسة فانتخبت عام 2000 عضوًا بمجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، ولم تكتف بذلك فترشحت عام 2004 لانتخابات الرئاسة الا انها منيت بهزيمة في الانتخابات التمهيدية امام السناتور باراك اوباما الذي انتقدها بسبب تصويتها لصالح اعلان الحرب علي العراق. ورغم رأيه هذا اختارها اوباما لتكون وزيرة للخارجية خلال ولايته الاولي الامر الذي كرس صورتها كسيدة دولة. وفضلا عن قوتها في مواجهة المواقف الصعبة يصفها خصومها بالسياسية الماكرة. فهل تستطيع ان تسخرهيلاري هذا المكر لمواجهة فضائح التبرعات التي تلقتها مؤسسة زوجها الخيرية وأثرت علي قرارتها وهي وزيرة للخارجية خاصة انها لا تقتصر فقط علي موافقتها علي بيع شركة اليورانيوم الامريكيةلروسيا بل تتجاوزها إلي فضائح مالية اخري. واخيرا هل يقبل بيل - اذا تولت هيلاري الرئاسة- ان يكون دوره الجديد في البيت الابيض هو» رجل امريكا الاول» أو «جوز الست».