ليس بإمكان مصطفي بكري، أو غيره رد واجب العزاء، حتي لو كان أصحاب الواجب هما علاء وجمال مبارك...(فالعرف في العزاء شيء، والموقف السياسي شيء آخر) هكذا علق مصطفي بكري، حين فاجأه علاء وجمال مبارك، بتقديم واجب العزاء في وفاة والدته... وبالتأكيد لا يخلو فعلهما من سلوك سياسي، ومن رسائل سياسية محددة.. فالذهاب إلي مسجد عمر مكرم، في قلب ميدان التحرير، هو ذهاب رمزي إلي ما يعنيه الميدان من دلالة الثورة، والملايين التي هتفت برحيل مبارك ونظامه، وقد كان... أيضا مصطفي بكري، أحد الخصوم البارزين لمبارك، قدم عشرات البلاغات ضده، وسبق أن قام باتهام جمال مبارك رسميا بالاستيلاء علي 75 طن ذهب، وتحويلها لحسابه الخاص...!! في العزاء، كما في السياسة، كما في التجارة، لا توجد خصومات دائمة، ولا نزاعات دائمة... توجد فقط مصالح، وصفقات، ورسائل علنية، ورسائل مطوية أيضا... لكن الحفاوة الشديدة التي استقبل بها أبناء مبارك داخل سرادق العزاء، بدت لافتة وغريبة، تلك الابتسامات والنظرات، وتلك الحشود من المعزين الذين ذهبوا لمصافحتهما، وكأنه ليس عزاء، وكأنها ليست ثورة، اقتلعتهما قبل 3 أعوام!! سرادقات العزاء بدت مناسبة سياسية من الطراز الأول... كل رجال مبارك فور خروجهم من السجن، وحصولهم علي البراءة لم يجدوا سوي سرادقات العزاء لإعلان حضورهم، وإطلاق الرسائل إلي الرأي العام.. أول ظهور لزكريا عزمي فور خروجه من السجن، هو سرادق عزاء اللواء أركان حرب سعد أبو ريده.. وكان الظهور الأول للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء في عهد مبارك، بعد خروجه من السجن، هو عزاء د. عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق.. سرادقات العزاء.. صندوق الرسائل السياسية!