تم تصنيع «لايك» لتكون رمز للجروب في عالم الفيس بوك تعتبر ايقونة «لايك» اكثر العلامات استخداما وانتشارا، حتي انها بدأت تفقد دلالتها، فرغم انها تعبر عن الاعجاب بمنشور ما بدأ الكثيرون في استخدامها كنوع من اثبات الوجود ومجاملة صاحب المنشور، وهكذا اصبحنا نفاجأ بعلامة «لايك» لمنشور عن وفاة شخص ما! ومن موقع التواصل الاجتماعي الشهير استلهم عدد من طلبة جامعة اسيوط فكرة «اللايك» ونقلوها إلي عالم الواقع، حيث قاموا بطباعة الايقونة ونزلوا بها إلي شوارع المدينة ليرفعوها كلما شاهدوا موقفا ايجابيا. سألنا الطالب محمود هدهود صاحب الفكرة عن كيفية ابتكاره لها فأجاب: الفكرة جاءت من الواقع الذي نعيشه حاليا، فمعظمنا كشباب نقضي نصف يومنا تقريبا علي مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» او الفيس بوك ومقضينها «لايكات» علي الحاجات اللي بتعجبنا ولو عجبتنا جدا بنكتب تعليق، مقضينها «لايكس لايكس» وينتهي الامر عند هذا الحد لكن الحقيقة التي تجاهلناها أننا بدأنا فعلا نفقد صلتنا بمن حولنا وأصبحت وسيلة الاتصال الوحيدة بيننا عبارة عن «لايك» التي تمنحنا شعورا بأننا انجزنا وترفع روحنا المعنوية عندما نراها علي كلمات كتبناها.. من هنا جاءت الفكرة التي قررنا ان نطبقها علي أرض الواقع ونستخدمها في الاشادة بصاحب أي عمل أو سلوك ايجابي لتشجيعه علي الاستمرار فيه. كيف؟ قمنا بتجسيد ايقونة «لايك» التي اصبحت معروفة للناس علي انها علامة استحسان او اعجاب كرمز لنا وقمنا بتصنيعها لتكون مجسمة نرفعها «مثل العلم» امام السلوكيات الايجابية التي نجدها من المواطن وبدأنا كجروب من شباب جامعة اسيوط بجامعاتنا اولا ثم وسعنا نشاطنا بالنزول إلي الشارع، وجمال الفكرة ينبع من بساطتها وتأثيرها المفرح في الشخص صاحب الموقف الايجابي وهو ما نلمسه بانفسنا من ابتسامته العريضة لناومن تفاعل الاخرين حولنا بالمبادرة بتقليدنا برفع اصابعهم بالعلامة نفسها، كلنا نحتاج ان نفرح حتي ولو بمقدار بسيط لمن رفعتم «لايك»؟ رفعناها لنماذج كثيرة منها علي سبيل المثال لا الحصر عسكري مرور كان يؤدي واجبه باخلاص وتفان في عمله وعامل نظافة يؤدي واجبه بضمير «بدون كروتة» وطفلة وجدناها تقوم بعمل واجبها وترسم تحت الكوبري، وشاب يأخذ بيد رجل مسن ويعبر به الشارع وآخر استخدم سلة المهملات المعلقة علي الرصيف بدلا من إلقاء المخلفات في الشارع، اما انعكاس ذلك عليهم فكان مبهرا لاننا فوجئنا ان الناس العاديين الموجودين في الشارع انضموا الينا باستخدام ايديهم وعمل شعار لايك بأصابعهم. مها عبدالرحيم فودة