مصر تحتاج منا الكثير وعلينا جميعا ان نمد يدنا لنعبر بها الجسور نحو الافضل ومن اليأس إلي الرجاء والرخاء «أم الدنيا وحتكون قد الدنيا» ذلك الشعار الذي رفعه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عرفناه قائدا للجيش قبل ان يصبح علي رأس المسئولية يحتاج منا الكثير . الرجل لم يقل هذا ككلام مرسل انفعالي في لحظة عشق للبلد الذي نبت فيه وتعلم واخلص كغيره من المصريين الشرفاء له ولكنه رفعه وهو يستطلع المستقبل الذي كان امام عيونه بمخاطره التي ادركها تماما علي بلده الذي يعشقه من مصريين ارادوا بيعها وأغراب يتمنون خرابها. ام الدنيا قد الدنيا وحتي تكون كذلك لم يهدأ الرئيس في قطع الأميال شرقا وغربا شمالا وجنوبا لاستعادة المكانة التي ضاعت خاصة في سنة حكم الإخوان واهتزت بشدة علي كل الجبهات، استعاد لمصر دورها الأفريقي وريادتها العربية وسمعتها الدولية فعاد صوتها مجلجلا وقف له العالم احتراما وتقديرا بعد ان اراد لها اعداؤها الضياع والانكسار. تلك الخطي السريعة التي حقق بها الرئيس الكثير خلال الشهور التي تلت انتخابه قائدا لمصر كان لابد منها رغم كل الخطورة التي تحيط بها ولكنه رجل مقاتل لا يعرف الا الإقدام والنجاح والنصر لم يخف ولم يتردد لأنه يعلم ان تلك الخطوات هي السبيل الوحيد لتكون مصر في مكانها اللائق ، والدليل كل تلك الكلمات الرائعة التي وردت في كلمات ضيوف المؤتمر الاقتصادي الأخير في شرم الشيخ وعلي ألسنتهم مباشرة والحمد لله عادت مصر مشرقة، ذلك البلد الذي شرفه الله في قرآنه الكريم وذكره باسمه دون غيره من البلدان باستثناء مكة ويثرب . لا اخفي ان الملايين من الناس وأنا منهم تنتابنا حالة من القلق علي الرئيس تدعو الله ليلا ونهاراً أن يحفظه وان يوفق خطاه لأنه الامل في مرورنا من عنق الزجاجة سياسيا واقتصاديا فهو وعلي المستوي الخارجي يبذل كل الجهد وعلي المستوي الداخلي يتابع ويحاول الاصلاح في كل المجالات من اجل توفير لقمة العيش وتوفير العدالة الاجتماعية وفرص العمل وكان طرحه للعديد من المشروعات القومية دليلا علي اننا بدأنا نضع خطواتنا الأولي علي الطريق الصحيح وعلينا ان نكمل المشوار وان ننظر الي المستقبل بعيون طموحة واسعة الحدقات لنستشرف نتائجه التي ستأتي بلا شك بمجهودنا وسعينا مع تلك القيادة الواعية التي ترعي الله في وطنها وشعبها. من شاهد الرئيس وهو يتحدث بحرقة يوم ذبح الشهداء المصريين ال 21 في ليبيا وهو يقول لا استطيع ان افعل شيئا إلا بكم أنتم ايها المصريون يدرك انه كان يقصدها تماما فهذا الشعب هو ادواته لفعل المعجزات شريطة العمل الجاد المخلص بلا تواكل او انتظار وبأمر هذا الشعب يفعل الرئيس ما في صالحه دون تأخير، ولكن هل سنتركه يعمل بمفرده ننتظر ما يعلنه او يقوله دون ان نبادر بمساعدته خاصة في حل مشاكلنا المزمنة بدلا من تحميلها علي كاهله ثم نشكو ونعلن عصياننا لان الحكومة لا تسمعنا ولا تحقق مطالبنا ؟ اين المشاركات الشعبية من حل المشاكل المزمنة كالأمية والبطالة لم نر تجمعا لرجال الأعمال مثلا لإقامة مدينة صناعية جديدة تستوعب العمالة او احياء صناعة قاربت علي الاندثار تخيلوا رجال الأعمال اصحاب عشرات القنوات الفضائية لو خصصوا حصيلة اعلانات يوم واحد مجتمعة لحققوا بها احلام الناس من البسطاء من وسط تلك الملايين التي نسمع عنها الرئيس مد يده لنا لنعبر معا المرحلة الصعبة ووضعنا قدما علي الضفة الأخري من النهر فقط علينا ان نكون بمثل عطائه وتعبه جميعا حتي تصل القدم الثانية لبر الامان ، ولا تغوص فنغرق جميعا.