يمكن أن يقال بواقعية إن مصر قد وضعت قدمها علي طريق المستقبل بكل ما يحمله من طموحات ومسئوليات وآمال.. ويمكن أن يقال إن مؤتمر مصر الاقتصادي الذي تحقق في شرم الشيخ بهذا الحشد من ملوك ورؤساء الدول والحكومات ورجال الاعمال والشركات العالمية قد نجح قبل أن يبدأ أعماله وأنه حقق اكثر مما كان منتظرا منه وأن مصر المستقبل تمضي علي الطريق الصحيح بخطي ثابتة وأنها صارت نقطة جذب للاستثمارات العالمية بمشروعات عملاقة وبمساعدة الاشقاء والأصدقاء الذين قدموا المليارات لدعم الاقتصاد المصري وتنفيذ مشروعاته الواعدة.. فقد قدمت الكويت أربعة مليارات دولار وقدمت السعودية أربعة مليارات دولار وقدمت الامارات اربعة مليارات دولار أخري ولم تتوان سلطنة عمان عن الاسهام بما في استطاعتها وهو نصف مليار دولار في أول اجتماع للمؤتمر الكبير حتي تشجع المستثمرين العرب والاجانب علي دخول سوق الاستثمار في مصر والمشاركة في المشروعات الكبري والواعدة بثقة.. وهكذا كان المؤتمر منذ اليوم الأول دليل ثقة في مصر المستقبل. كان هذا الحشد من قادة الدول والمستثمرين والشركات العالمية الذين جاءوا إلي مؤتمر شرم الشيخ دليلا واضحا علي الاهتمام بمؤتمر دعم الاقتصاد المصري، فقد وصلت الدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي 30 رئيسا و100 دولة و2500 مستثمر و30 منظمة عالمية- منها صندوق النقد- وقد حضرت وفود جميع الدول العربية- بما فيها قطر- وعدم دعوة تركيا وإيران واسرائيل.. وكما اكد الامير مقرن ولي عهد السعودية استمرار دعم المملكة لمصر سواء في شكل مساعدات غير مستردة ومنح بترولية لتعزيز الاقتصاد المصري بالاضافة إلي حزمة مساعدات بمبلغ 4 مليارا دولارونقل تحيات الملك سليمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وقال إن الملك الراحل عبدالله كان صاحب فكرة المؤتمر وبالتنسيق مع دولة الامارات. وأن المملكة تعداكبر بلد عربي مستثمر في مصر وكشف عن حجم مشاركة القطاع الخاص السعودي الكبير في المؤتمر.. وفي ذات الوقت اشار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات وحاكم دبي إلي ما قاله الشيخ زايد بن سلطان منذ اربعين عاما انه لن تكون الأمة العربية بدون مصر وعندما تكون قوية فإنها تكون قادرة علي بث الحياة في الأمة العربية وأشار إلي أنه بلغ ما قدمته الامارات إلي مصر في عامين اكثر من 14 مليار دولار. وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد افتتح المؤتمر واعلن عن حرصه علي تدعيم العلاقات التاريخية للاستثمارات الكويتية في مصر وقيام دولة الكويت بإيداع أربعة مليارات في قطاع الاقتصاد المصري من خلال الادوات الاستثمارية واكد دعم الكويت اللامحدود لأشقائنا وجهودهم لصيانة الأمن والاستقرار.. وفي ذات الوقت قدمت عمان نصف مليار دولار.. وكانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح المؤتمر تؤكد أن مصر تقدم نموذجا للحضارة العربية والاسلامية بقيمها السمحة الحقيقية.. دولة تنبذ العنف والارهاب والتطرف وتعزز الاستقرار والامن الاقليمي وتحترم جوارها.. تدافع ولاتعتدي .. تقبل وتحترم الآخر وتؤمن بأن اختلافه وسيلة للتعارف وإثراء للحضارة الانسانية. لقد وجدت مصردوما من أشقائها العرب مواقف تبرهن علي أخوة حقيقية وصداقة وفية.. ان اجتماعنا اليوم نتاج خالص لجهد صادق بذله المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال دعوته الكريمة لعقد هذا المؤتمر وليس غريبا من المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ان تكون هذه هي مواقفها المشرفة ازاء اشقائها فذلك نهج صاغه ملكها المؤسس الملك عبدالعزيز وسار علي خطاه ملوكها. لقد وضعت مصر استراتيجية للتنمية المستدامة بعيدة المدي حتي عام 2020 تهدف إلي بناء مجتمع حديث وديمقراطي ترتكز علي عدة محاور: الأول : إعادة استقرار الاقتصاد الكلي للدولة الثاني : تحسين بيئة الاستثمار- والعمل علي جذب الاستثمارات.. الثالث: المشروعات القومية والخطط الطموحة والتي من شأنها تحقيق التنمية وخلق فرص العمل. وما حدث في مؤتمر شرم الشيخ دليل علي تقدير العالم لما حدث في مصر!