القدس المحتلة - وكالات الأنباء: تتوجه أنظار العالم اليوم إلي اسرائيل حيث يدلي الناخبون بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التي قد تعيد هيكلة الخريطة السياسية الإسرائيلية وتحدد مصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستقبل أي اتفاق سلام محتمل مع الفلسطينيين بعد صراع دام نحو 70 عاماً. ويحق لنحو خمسة ملايين و881 ألفاً اسرائيلياً المشاركة في الانتخابات لإختيار الأحزاب التي تشغل مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 وتشكل الحكومة المقبلة. وذلك في ظل تنافس 26 حزباً بينهم 11 حزباً فقط يتوقع دخولهم البرلمان. واشتدت الحرب الإعلامية والنفسية بين الأحزاب المتنافسة أمس قبل يوم من بدء عملية الاقتراع، في حين ظهرت القائمة العربية المشتركة لأول مرة كقوة بارزة، حيث أشارت استطلاعات الرأي إلي أن القائمة جاءت في صدارة المنافسة بحلولها ثالث أكبر الأحزاب المنافسة بواقع 13 مقعداً. في الوقت نفسه، يمثل عرب 48 «حصان طروادة» لليسار إذ يشكلون 15% ممن لهم حق التصويت. وكثف المرشحون للانتخابات أمس حملتهم الانتخابية في محاولة لاقتناص أصوات الناخبين، بعدما أظهرت أحدث استطلاعات للرأي تقدم الاتحاد الصهيوني الوسطي، الذي شكله اسحق هرتزوج زعيم حزب العمل المعارض مع تسيبي ليفني وزير العدل السابقة ومسؤولة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين - علي حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بنحو أربعة مقاعد، وأظهرت الاستطلاعات أن حزب «كلنا» اليميني الوسطي بزعامة موشيه كحلون العضو السابق في حزب الليكود قد يكون الكفة المرجحة في الانتخابات من خلال انضمامه إلي ائتلاف مع نتنياهو أو الاتحاد الصهيوني. ومع تبني الاتحاد الصهيوني موقفاً أكثر مرونة تجاه التوصل لاتفاق سياسي مع الفلسطينيين وتعهده بتجميد البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية الرئيسية، سعي نتياهو - الذي يرفض فكرة إقامة عاصمة فلسطينية في الجزء المحتل من القدس ويقول إن اسرائيل ستتمسك بالكتل الاستيطانية الكبري في أي اتفاق سلام - إلي جذب اليمين المتطرف. وقرر نتنياهو اختتام حملته الانتخابية بزيارة حي هار حوما ( جبل أبو غنيم) الاستياطني لتأكيد تمسكه بعدم تقسيم القدس أو تقديم تنازلات للفلسطينيين. وحذر نتنياهو الناخبين من أن منافسيه في الاتحاد الصهيوني مستعدان للتنازل عن القدس كعاصمة موحدة لاسرائيل في مفاوضات السلام. وكان البناء في هار حوما قد بدأ خلال ولاية نتنياهو الأولي عام 1997 بعد اتفاق سلام بين اسرائيل وفلسطين. كما حذر من موقف منافسيه من الملف النووي الإيراني. وقال إن أموالاً طائلة تتدفق من خارج إسرائيل لتتولي زمام الأمور حكومة يسارية وحث الناخبين اليمينيين علي المشاركة الكثيفة في الانتخابات. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد الأسبوع الماضي استعداده للتفاوض مع أي مسؤول إسرائيلي يفوز في الانتخابات التشريعية. ورغم تركيز المنافسين علي قضايا الأمن إلا أن الإسرائيليين قلقون بشأن وضعهم الاقتصادي. وفي أعقاب صدور النتائج الرسمية سيكون أمام الرئيس رؤوفين ريفلين سبعة أيام لتكليف زعيم الحزب الفائز بتشكيل الحكومة.