تظل العلاقات المصرية السعودية ركيزة للأمن في المنطقة ونموذجا للروابط التاريخية بين البلدين منذ تأسيس المملكة وتوحيد اراضيها علي يد العاهل المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود والذي كان ينظر الي مصر دوما علي انها السند الداعم والقوي للمملكة في كل الظروف العربية والاقليمية ولذلك اوصي اولاده بالعلاقات الاخوية مع مصر وروابطها الضرورية والمتينة علي حد قول الملك سلمان خادم الحرمين وهكذا ينظر ابناء الملك عبدالعزيز اليها ويعتبرون العلاقة بين مصر والسعودية مصدر القوة العربية وتجلي ذلك في قرار الملك فيصل يرحمه الله وموقفه الشجاع بقطع البترول عن الغرب في حرب اكتوبر بالإتفاق مع الرئيس السادات وكان لذلك ابلغ الاثر في دعم مصر وقدرتها علي الصمود امام اسرائيل وامريكا. وقبلها في العدوان الثلاثي في عام 1956 عندما بادر اولاد الملك عبدالعزيز وكان منهم الملك سلمان بالتطوع في الجيش المصري وجاءوا للقتال في صفوفه مع باقي المتطوعين وضربوا بذلك رمزا للروابط بين الشعبين والاخوة الدائمة.. وكان الامير سلمان امير منطقة الرياض وقتها هو مهندس العلاقات المصرية السعودية وكان يرعي آلاف المصريين العاملين في السعودية ويقدم لهم العون والمساعدة ويتولي حل مشاكلهم. وكان في مقدمة المشاركين في مراسم تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي بصفته ولي العهد وقتها ونائباً عن الملك عبدالله يرحمه الله لظروف مرضه وتعبيرا عن قوة العلاقات المصرية السعودية وأصالة روابطها. وكان موقف المساندة من السعودية لثورة 30 يونيو قبل ذلك دليل العلاقات القوية حينما تصدت مصر للضغوط الامريكيةوالغربية واعتبرت ما حدث انقلابا، وارسل الملك عبدالله وقتها الامير سعود الفيصل الي باريس لمقابلة الرئيس الفرنسي، وافهمه حقيقة ما حدث في مصر بناء علي ارادة الشعب المصري ضد حكم الاخوان واستجاب الجيش لرغبة الملايين.. وكان لذلك تأثيره علي مواقف الدول الغربية من ثورة يونيو.. وأتوقف امام المساعدات الاقتصادية التي قدمتها السعودية بالمليارات لمواجهة الازمة وكان موقف الملك عبدالله الذي لا ينسي لمساعدة مصر وتوالت بعدها مساعدات الكويت والامارات حتي تقف مصر علي قدميها في ظل الظروف الصعبة ولم يتوان الملك عبدالله عن تلبية المطالب.. ورفض ضغوط امريكا والغرب للتدخل في شئون مصر الداخلية وكان لذلك ابلغ الاثر في تجاوز مصر لهذه المرحلةالصعبة. وكان الملك عبدالله رحمه الله هو صاحب مبادرة عقد مؤتمر للدول المانحة لمساعدة مصر اقتصاديا للخروج من أزمتها ومواجهة مشكلتها الاقتصادية باعتبار ان الدول المانحة والصديقة سوف تسهم في المشروعات وتقرر عقد مؤتمر شرم الشيخ.. وهكذا تمضي العلاقات بين مصر والسعودية.. وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: نحن في مصر نؤمن بأن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز وهي ركيزة للامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والمسئولون في البلدين مدركون لهذا الامر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبدالعزيز العاهل المؤسس يرحمه الله الذي ادرك بحسه الاستراتيجي اهمية وضرورة دعم هذا التوجه وقد سار علي الدرب كل ابناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة علي التنفيذ المخلص والامين وبمايحافظ علي هذه العلاقة. اننا ننظر دون شك للعلاقة مع خادم الحرمين الملك سلمان نظرة تحمل كل تقدير واحترام ولن تنسي مصر له مواقفه المشرفة منذ ان تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي وكذلك مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب اكتوبر 1973. واستطيع ان اؤكد اننا سنعمل ليس للحفاظ علي العلاقات فقط وانما لتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات المطلوبة لتقويتها وتدعيم اواصرها وبما يتسق مع المسئولية التي نتحملها نظرا للحفاظ علي ما هو مطلوب لامن الوطن العربي وفي مواجهة ما يحاك ضدنا ولذا لابد ان نعمل معا.. وقال الرئيس السيسي: لدينا عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج واولها ان امن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والثاني ان امن الخليج خط احمر والثالث مسألة مسافة السكة بيننا وبين منطقة الخليج .أما العنصر الرابع فهو اقامة قوة عربية مشتركة لحماية امتنا.. ولنا ان نتصور لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والامارات والكويت جوية وبحرية وبرية ومثل هذه الخطوة سوف تهدف الي حماية امننا القومي وليست موجهة ضد احد.. ووجود قوة عربية سوف يساعد علي استقرار المنطقة.