الرئيس السيسى خلال حواره مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي إن العلاقات المصرية السعودية تعتبر ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن المسئولين في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر، وقال السيسي أن هذا هو المتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه. جاء ذلك في حوار للرئيس السيسي مع جريدة الشرق الاوسط السعودية أجراه بمناسبة زيارته للعاصمة السعودية الرياض اليوم الاحد في زيارة قصيرة تستغرق عدة ساعات يلتقي خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. وأجري الحوار سلمان الدوسري رئيس تحرير الجريدة.. وأكد السيسي أن مصر لن تنسي مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر 1973، مبينا أن مصر حريصة علي استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع العاهل السعودي.. وحول علاقات بلاده مع قطر، قال: أنا أسألك: قدم لي تصريحا رسميا واحدا صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطروتركيا. بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبيا واحدا، مستدركا أن القاهرة لا تزال ملتزمة باتفاق الرياض التكميلي، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير. واعتبر السيسي أن سقوط مصر هو سقوط للمنطقة بأكملها ل50 سنة علي الأقل، معترفا بأنه في الوقت الذي استطاع فيه المصريون تغيير وضع سياسي في بلادهم والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، كان لا بد من ثمن اقتصادي وأمني دفعه ال90 مليون مصري، مشيرا إلي أن بلاده لم تصمد إلا بوقفة السعودية والإمارات والكويت. وحول تشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب قال السيسي إنه حريص علي التحرك الجماعي وأن يكون هناك دورا عربيا مشتركا لا يقتصر علي الدور السعودي والمصري والإماراتي كل علي حدة، مضيفا: نحن نتشاور مع أشقائنا بشأن قوة عربية مشتركة. وفيما يخص جدول زيارته اليوم قال: لدينا مباحثات هامة وبناءة، سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب.. وردا علي سؤال حول عودة جماعة الإخوان المسلمين للمشهد المصري من جديد، قال الرئيس السيسي: هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام. وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورا، مضيفا أن «هناك بالفعل حالة غضب وألم مصرية منهم (الإخوان).. وفي ملف العلاقات مع دول الخليج، قال السيسي: لدينا أربعة عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج هي، الأول: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج. والثاني: أمن الخليج خط أحمر. والمحور الثالث: (مسافة السكة) التي تحدثت عنها سابقا. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة، مؤكدا في الوقت ذاته أن مسافة السكة من دول الخليج ما زالت كما هي ولم تتغير.. ورداً علي سؤال حول ما حققه السيسي لتحسين حياة المواطن المصري قال الرئيس : في الوقت الذي استطاع المصريون فيه تغيير وضع سياسي في بلادهم والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، كان لا بد من ثمن اقتصادي وأمني دفعه ال90 مليون مصري وما زالوا يدفعونه، وبصراحة لولا وقوف الأشقاء معنا وإلي جوارنا باستمرار، ولهم كل التقدير في المملكة العربية السعودية ودولتي الإمارات والكويت، ما كان لنا أن نصمد إلا بوقوفهم مع الشعب المصري.. وحول الذي تنتظره مصر من المؤتمر الاقتصادي القادم في شرم الشيخ أكد السيسي أولا نبذل كل الجهد لتجهيز أنفسنا لاستقبال المستثمرين والأصدقاء والأشقاء. وكما تعلم أن فكرة المؤتمر كانت منذ البداية سعودية حينما أعلن المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم مصر، إلي أن وصلنا لأن يكون المؤتمر للدفع باستثمارات لدعم الاقتصاد المصري، واليوم نعمل علي ضبط البنية التشريعية لحل المشكلات العالقة التي تناسب مناخ الاستثمارات، وتختصر الإجراءات البيروقراطية.. وحول ما سيتم مناقشته اليوم خلال زيارته الرسمية الاولي بعد تولي الملك سلمان قال السيسي : ستكون لدينا مباحثات هامة وبناءة، سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب.. ورداً علي سؤال حول العلاقات المصرية الايرانية في ظل العلاقة المتوترة مع دول الخليج العربي : أكد السيسي أن مصر لديها 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج. الأول: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والثاني: أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: مسافة السكة التي تحدثت عنها سابقا. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة. تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلي حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد. وحول رؤيته لوضع جماعة الاخوان المسلمين الان في مصر بعد كل التحولات التي مرت بها مصر والمنطقة بمعني عودتها للمشهد السياسي من جديد.. قال السيسي أن هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورا. وحول وجود ضغوط من جهات غربية لعودة الاخوان مرة أخري أكد السيسي أنه لا بد أن يعلم الجميع أنه وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما المصريون، من الصعب أن يحدث مثل هذا الضغط علي دولة مستقلة مثل مصر، مع التأكيد بأن مصر تدفع ثمنا غاليا نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية.. وحول لوم قطر لمصر بسبب مهاجمة الاعلام لها بضراوة قال السيسي أن الإعلام في مصر لديه هامش من الحرية، وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرا، إلي حد أن البعض يظن أن الإعلام موجه لتأييد النظام، مما يتسبب في حرج للدولة المصرية لأن هناك من يحسب الآراء علينا كجهات رسمية، ولكنه في الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب وتوجهات الشعب المصري والرأي العام.. وأكد السيسي أن مصر كانت ومازالت ملتزمة باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير.. وحول ماتريده مصر من قطر قال السيسي : نحن نريد أم هم؟ نحن لا نريد شيئا. هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عاما. وفيما يخص استمرار التصريحات التركية الرسمية ضد الدولة المصرية والتي لم تتوقف منذ ثورة 30 يونيو، وعدم وجود موقف مصري مقابل وتأثير ذلك علي هيبة الدولة قال السيسي: إن هيبة الدول بقدرتها وقوتها، أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية. نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا، ونحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب. أما الإساءات والتلاسن فنحن في مصر قد تجاوزناها في علاقاتنا مع الآخرين، ومن يسيء للآخرين فهو يعبر عن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا. وحول ما يشهده اليمن من تقسيم وانقلاب الحوثيون علي الشرعية ومازال الموقف المصري يراقب من بعيد قال السيسي أستطيع القول بكل صراحة إن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا جميعا الاهتمام الكامل، وكلنا تأخرنا في التعامل مع الأزمة اليمنية. وحول وجود مخاوف من عودة رجال نظام مبارك من الأبواب الخلفية لإدارة الدولة المصرية قال السيسي: إن الشعب المصري يتمتع بوعي غير مسبوق وبأكثر مما تتصور، ولن يسمح بالعودة للخلف وأنا معهم، ولا تنسي أن الشعب دفع فواتير التغيير. وإختتم السيسي حديثه قائلا : أنا لست محسوبا علي أحد، وكل ما أتمناه أن يوفقني الله سبحانه وتعالي لتحقيق آمال وطموحات المصريين.