تحقيقاً لمبدئي الشفافية والتواصل أطالب جميع السُلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) وكافة الجهات (الإنتاجية والخدمية) أن تقدم تقارير دورية عما تم إنجازه وما لم يتم طبقاً لما خُطط له خلال فترة زمنية مُحددة يحضرني حوار دار بيني وبين اللواء أ.ح. نوال سعيد والذي كان يعمل (كبير مستشاري كلية القادة والأركان)رحمه الله، بعد انتهائنا من مناقشة أهم عَشَرة أخطاء للفكر، حيث كان مشرفاً علي دراسة عن «إعمال الفكر» التي كنت أقوم بإعداد موضوعاتها، حيث بادرني سائلاً: «من دراستنا للموضوع، ما هي أخطر حالات أخطاء الفكر التي يمكن أن يصل إليها قائد من وجهة نظرك؟».. فجاوبته قائلاً: «أن يصمم القائد علي رأيه ولا يستمع للآخرين، وتزداد سوءا مع قائد مُستبد يتخذ قراره ثم يسأل أتباعه لإيجاد المبررات اللازمة لتهيئة العامة للإقتناع بقراره".. فرد عليا مبتسماً «هذه أسوأ العيوب، أما أخطرها أبعد من ذلك، فيأتي اليوم علي هذا القائد المستبد الذي ذكرته أن يخشي الاستماع لآراء مستشاريه، بل لا يمتلك المقدرة علي ذلك رغم حاجته الشديدة لهم ولكن بعد فوات الآوان، حيث جَمُد عقله وخارت إرادته التي تمكنه من التعامل مع الواقع بمنطقية ومرونة، فأصبح لا يستطيع أن يتراجع عن أفكاره الخاطئة وأصبح يخشي مواجهتها بصراحة». فهل عندما يأتي اليوم الذي يختار أكثر من 90% منا قائداً واضحاً وصريحاً، يعمل بكل طاقته في ظل تحديات لا تقوي دول كبيرة علي مواجهتها، ويطالبنا بأن نعمل معه بقوة ونتكلم معه بصراحة في مشاكلنا، وأن نبذل الجهد والعرق معا لحلها، أجد أننا نعمل جاهدين بل نُصِر علي أن نفسد آخر آمال لإصلاح حالنا.. يريدنا أن نراقب المسئولين ونواجههم بتقصيرهم وهو علي رأسهم، شريطة أن يعمل كل منا ما عليه إرضاءً لله وضميره لكي يستطيع أن يأخذ كل منا ما له، فنعيش عيشة كريمة في مجتمع عادل تغمره الحرية الحقيقية.. ولكن الكثيرين يريدون الطريق الأسهل بالعودة لعهد «الفرعون» الذي نؤلهه لنعبده ولا نتفوه إلا بكلمة آمين، «ولقمة هنية تكفي ميه» وولادنا ياخدهم «الوبا». تُبني الديمُقراطية علي ثلاث «الشفافية» و»التواصل» وتنفيذهما مسئولية الرئيس والحكومة، ثم «الرقابة» وتنفيذها مسئولية مجلس الشعب، وكما أن مجلس الشعب رقيب علي الرئيس والحكومة، فالشعب يجب أن يكون رقيباً علي الجميع. سيادة الرئيس..نعم، نثق في الحكومة التي تختارها وفي مجلس الشعب الذي سنختاره، ولكن تحقيقاً لمبدئي الشفافية والتواصل أطالب جميع السُلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) وكافة الجهات (الإنتاجية والخدمية) أن تقدم تقارير دورية عما تم إنجازه وما لم يتم طبقاً لما خُطط له خلال فترة زمنية مُحددة، فتُعلَن بدقة علي البوابات الإليكترونية الرسمية بشبكة الإنترنت وفي الجرائد القومية (بعيداً عن الجدل والصويت الإعلامي علي الفضائيات)ليطلع عليها الشعب بجميع فئاته ويُقْيِم من خلالها أداء القائمين عليها، محققين بذلك ثالث وأهم دعائم الديمقراطية الحقيقية وهي «الرقابة». وبقول لكل مواطن، لو بتحب بلدك صحيح وبتحب رئيسك ساعده، فعندما تراه علي إحدي القنوات الفضائية يستمع لمطالب مواطن فقير أو مُعاق، أو تراه يعطي توجيهات لمسئول، لا تفعل ما يفعله الكثيرون من الإعلاميين والاستراتيجيين والنخب العُجاب، وتفضل تتغزل في الرئيس وكلامه وتنسي طلبات شريك الوطن، بل يجب أن تتابع جدية القائمين علي تلبية تلك المطالب لتحقيقها.. وكذا لا تنسي وعود المسئولين أمام توجيهات الرئيس، بل عليك أن تتابع جدية تنفيذها. وعندما تكون موظفا عاديا ولا مسئولا كبيرا قم بواجباتك بما يرضي الله وضميرك، ولما تُسأل عنها كفاك قولاً «بناءً علي تعليمات (فُلان) وأوامر (عِلان) وتوجيهات (تِرتان)».. ثِقْ بنفسك، فأنت تنفذ مهامك التي سيحاسبك الله عليها قبل أي أحد وطبقاً لواجبات ومسئوليات وظيفتك وليس لأوامر وتوجيهات صدرت بناءً علي أهواء شخصية لمن هم فوقك، لأنك المسئول المباشر عن تنفيذها أمام الشعب، وما تنساش إنك خادم للشعب مش للي مشغلينك. كما هللنا عندما انحني لرئيسنا زعيم فرنسا وغيره البعض من زعماء العالم إجلالاً واحتراماً، أدعو الله أن يأتي اليوم الذي ينحني لنا شعوب العالم إجلالاً واحتراماً.. ولو بنحب الرئيس حقيقي وعاوزين نساعده لازم نشتغل بجد ونراقب أداء حكومتنا ونُطالب بمحاسبة المُقْصِر أيا كان موضعه.. ونوفر جهودنا علي صفحات «تويتر» و»فيسبوك»، ونبطل بأه حكاية «اللي بيحب الرَيْس يدوس لايك».