الحوثيون يهتفون ضد أمريكا ويتفاوضون معها سراً "أمريكا الشيطان الأكبر" "الموت لأمريكا" شعارات يرددها المتظاهرون الحوثيون ويعلقونها علي المباني ونقاط التفتيش التي يسيطرون عليها في صنعاء ومدن يمنية أخري لكن هذا لايمنع جماعة الحوثيين من التعامل مع الشيطان الأكبر أو واشنطن إذا وجدوا أنه يحقق أهدافهم خاصة وأن هذا نفس ما تفعله واشنطن نفسها فقد كانت تجاهر بالتعامل مع الحكومة اليمنية وتتعاون سرا في نفس الوقت مع الحوثيين إذ يجمع الاثنان رابط أساسي وهو العداء لتنظيم القاعدة في اليمن. في الوقت نفسه فإن علاقة الحوثيين بإيران تسهل التقارب الأمريكي الحوثي. كانت الأزمة اليمنية قد دخلت الأسبوع الماضي منعطفا جديدًا بعد إعلان أمريكا الدخول علي خط التفاوض بين جماعة الحوثيين وبقية الأطراف السياسية هناك وإعلانها إجراء محادثات مع الجانبين، وهو تطور جديد من نوعه منذ اندلاع الأزمة اليمنية. ورغم أن البعض لم يفاجأ بدخول واشنطن علي خط هذه الأزمة علي أساس أن البيت الأبيض من قبل كان الداعم الأول لنظام علي صالح ثم لنظام منصور هادي، وبعد سقوط الأخير اتجه إلي الجماعات الحوثية، علي أساس أنها الطرف الأقوي حاليا أسباب واشنطن وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون إن واشنطن تجري محادثات مع ممثلين عن الحوثيين في اليمن الذين انقلبوا علي السلطة. وإن المحادثات تركزت علي الوضع السياسي المتقلب وليس علي تقاسم معلومات استخباراتية بشأن تنظيم القاعدة في اليمن حيث لا يوجد اتفاق رسمي بشأن هذا الامر، وواشنطن بحاجة لهذه الاتفاقات الرسمية لتحقق ذلك..وأكد أنه نظرًا للفوضي السياسية، يصبح من الصواب ايجاد قنوات اتصال بين مسئولين أمريكيين وجميع أطراف الأزمة اليمنية بمن فيهم الحوثيون. ويري المراقبون أن الأسباب التي دفعت أمريكا لبدء مباحثاتها مع الحوثيين.هي ضعف النظام الحاكم في اليمن، والبحث عن وسائل لتأمين مضيق باب المندب، وكذلك الملف النووي الإيراني، والكشف عن مواقع تركز تنظيم القاعدة داخل اليمن. فالواضح أن واشنطن تعتبر اليمن ركنا أساسيا في الحرب التي تشنها ضد تنظيم القاعدة وكانت تعتمد علي الحكومة اليمنية لتقاسم المعلومات الاستخباراتية حول الفرع اليمني للتنظيم، خاصة وأن الحكومة اليمنية سمحت لواشنطن بشن غارات بطائرات من دون طيار ضد زعماء في التنظيم، بالإضافة إلي نشر عناصر من قوات المارينز في اليمن.. وفور تدهور الأوضاع هناك أعلن خبراء أمريكيون أن تنظيم القاعدة سيستفيد من أي فراغ في السلطة في اليمن، وأن أي تراجع في الحملة العسكرية الأمريكية ضده، ستزيد من إمكانية التنظيم في شن هجوم كبير ضد أهداف غربية وهو ما جعلها تواصل ضرباتها ضد التنظيم وهي ضربات تشعل غضب اليمنيين حيث يري معارضوها أنها تسفر في أحيان كثيرة عن مقتل متشددين من الصف الثاني ويسقط فيها مدنيون دون أن يقع كبار رءوس التنظيم، في نفس الوقت الذي بدأ فيه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يستقطب مزيدا من الحلفاء من الأغلبية السنية في اليمن منذ أن اجتاح المتمردون الحوثيون الشيعة العاصمة صنعاء ومناطق أخري في سبتمبر الماضي. ويري محللون أن تعاون واشنطن مع الحوثيين بدأ بعد سقوط صنعاء في أيدي الحوثيين في 21 سبتمبر الماضي وما جاء بعده من تطورت جعلت خبراء أمريكيين يصفون الأزمة الحالية في اليمن بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد وتوقعوا أن ينجم عن انهيار الحكومة اليمنية تعاظم نفوذ تنظيم القاعدة هناك، حيث ستكون لدي التنظيم حرية أكبر للتحرك وسط الفوضي السياسية التي تشهدها اليمن واعتبروا أن الأحداث الأخيرة ستؤثر علي السياسة الأمريكية في مكافحة الإرهاب في شبه الجزيرة العربية وستدفع واشنطن إلي التحالف مع الحوثيين. وقد تأكد هذا التوجه في السياسة الأمريكية من خلال تصريحات الخبراء والمحللين الأمريكيين، الذين بدأوا مرحلة الترويج للتعاون الحوثي الأمريكي بحجة محاربة تنظيم القاعدة. تحول أمريكي التأكيد علي هذ التعاون جاء بأكثر من شكل منها تصريحات مايكل فيكرز المسئول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي أكد أنه علي الرغم من عدم الاستقرار السياسي الذي يشهده اليمن فإن أمريكا قامت بتطورير علاقاتها الاستخباراتية مع الحوثيين خلال الأشهر القليلة الماضية حفاظا علي استمرارية عملياتها العسكرية ضد تنظيم القاعدة باليمن. وهو نفس ما أكدته مجلة فورين بوليسي الأمريكية عندما أشارت إلي أن أمريكا أقامت علاقات مع الحوثيين، وهو مؤشر علي التحول في نهج واشنطن في إطار سعيها لمواصلة حربها ضد فرع رئيسي لتنظيم القاعدة وأن المسئولين الأمريكيين يتواصلون حاليا مع الحوثيين من خلال وسطاء لتعزيز تحقيق تحول سياسي متوازن مع اكتساب الحوثيين المزيد من السلطة، ولضمان إمكانية متابعة واشنطن لحملتها الجوية ضد قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كما اعتبرت تقارب واشنطن مع الحوثيين يمثل تناقضا لسنوات من التأييد الأمريكي لحكومة عبد ربه منصور هادي، وشددت علي أن هذا التحول يمكن أن يضعها بالطبع في جانب فيما يتعلق بالصراع في اليمن.