الحديث عن الانتخابات البرلمانية أصبح الشغل الشاغل للمجتمع المصري هذه الأيام،خاصة أن الكثير ينتظر استكمالها باعتبارها الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق التي قامت علي أساسها ثورة 30 يونيو، وكان للأقباط نصيب من هذا الاهتمام بعد أن أقر الدستور باستحواذ هذه الفئة علي جزء من مقاعد مجلس النواب القادم لا تقل عن 24 مقعداً مثلهم مثل المرأة والشباب وذوي الإعاقة وغيرها من فئات المجتمع، ومنذ إجراء هذه التعديلات في الدستور وقانون مباشرة الحقوق السياسية كثرت الأقاويل حول دور الكنيسة في الانتخابات المقبلة، وعلي الرغم من تأكيد البابا تواضروس مرارا وتكرارا بعدم تدخل الكنيسة تلك المؤسسة الدينية في أمور السياسة إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك، و«الأخبار» تكشف في السطور القادمة الدور الخفي للكنيسة في الانتخابات البرلمانية من خلال إعدادها لقائمة بيانات ل 130 شخصية قبطية بارزة بأنحاء الجمهورية من أجل تقديمها لمن يلجأ من الأحزاب أوالتحالفات الانتخابية للكنيسة من أجل هذا الأمر. وكشف مصدر مسئول عن أن الكنيسة قامت من خلال الأنبا بولا بإعداد وتجهيز بيانات كاملة واسترشادية لحوالي 130 مرشحا من الشخصيات القبطية كي تفاضل فيما بينهم القوائم الحزبية الأربع واختيار من يتناسب منهم مع توجهات كل قائمة، وأوضح المصدر أن أبرز الوجوه التي تضمنتها هذه القائمة الاسترشادية د. عماد جاد وسوزي ناشد ومارجريت عازر وفريدي البياضي وعايدة نصيف وإيهاب رمزي ونادية هنري والمستشار نجيب جبرائيل وإيهاب عطالله وغيرهم وجميعهم مقسمون بين مختلف دوائر الجمهورية. بينما أكد البابا تواضروس الثاني أن الكنيسة لا تدعم قائمة بعينها لأن كل القوائم ستضم أقباطا وكلهم من أبناء الكنيسة أما ما تقوم به الكنيسة فهو الحشد للمشاركة في الانتخابات وذلك لأجل الصالح العام وليس لصالح حزب معين، مشيرا إلي أن الكنيسة لا تعمل بالسياسة ولا تتدخل فيها بل تقوم بتوعية وطنية.. أكد الأنبا بولا أسقف طنطا والذي صدر قرارا بابويا له ليكون ممثل الكنيسة في جميع المناقشات الوطنية والقانونية وعلاقاتها مع الدولة إن الكنيسة حتي هذه اللحظة لم تتدخل بصورة مباشرة لترشيح أي قبطي للأحزاب والتحالفات الانتخابية لخوض الانتخابات وأن الكنيسة لا تسعي إلي أي أحزاب بل انها هي التي قد تسعي إلي الكنيسة، إلا أنه في تصريحات سابقة للأنبا بولا أكد أنه إذا طلب منا المساعدة في المشاركة في اختيار بعض المرشحين في أي منطقة من المناطق ينبغي علينا أن نكون جاهزين لذلك بناء علي دراسات ميدانيه للأمر. وعلمت «الأخبار» أنه تم عقد اجتماعات مكثفة مع الكنائس بالمحافظات لإعداد السير الذاتية للمرشحين قبل التقدم بها للتحالفات الانتخابية. وقد استطلعت «الأخبار» رأي عدد من الشخصيات القبطية الشهيرة في هذه القائمة وتجهيزهم للمعركة الانتخابية القادمة، ففي البداية قالت مارجريت عازر أنها تم اختيارها ضمن قائمة الجنزوري وهي سعيدة بهذا الانضمام والاختيار، مؤكده أنها لا تنتمي لأي أحزاب حاليا بخلاف عملها كأمين عام المجلس القومي للمراة، وأشارت إلي أنها سوف تتحرك من خلال ترشيحها في قائمة الجبهة المصرية مع باقي المرشحين بشكل جماعي لبدء الدعاية الانتخابية في وقت واحد... بينما قال إيهاب رمزي إنه إذا لم يتم اختياره ضمن قائمة الجنزوري فلن يقبل أي قائمة أخري ولن يترشح كمستقل. أما سوزي ناشد فقالت إنها قرأت مثل الكثيرين خبر اختيارها ضمن قائمة أو الجبهة المصرية والمعروفة باسم قائمة الجنزوري، موضحه أن ذلك يعد شرفا كبيرا لها. وحول قائمة الكنيسة فقالت إنها سمعت عنها في وسائل الإعلام فقط مؤكده أن لا توجد قوائم خاصة بالكنيسة