ظاهرة جديدة تشهدها الساحة الانتخابية مع قرب الموسم الانتخابي وهي ظاهرة «الكتائب الاليكترونية» التي اعتبرها العديد من الساسة سلاحا جديدا لمرشحي البرلمان لمواجهة خصومهم والطعن في ذممهم المالية..حيث قام عدد من المرشحين باستغلال انتشار مواقع التواصل بين الناخبين وقاموا بتكوين خلايا من انصارهم للدعاية المباشرة بنشر أنشطتهم الانتخابية.. وغير المباشرة بالضرب تحت الحزام في خصومهم وتصفيتهم معنويا لاحراجهم امام الناخبين في معركة مبكرة لتكسير العظام. وقال السفير معصوم مرزوق مسئول العلاقات الخارجية بالتيار الشعبي ان المقدمات تؤدي الي نفس النتائج، واللجان الاليكترونية بدأها الاخوان ومن بعدهم فلول الحزب الوطني المنحل، بسبب قانون الانتخابات البرلمانية، الذي سينتج مجلسا لن يختلف عن برلمانات ما قبل 2011 بسبب غلبة المال السياسي علي الانتخابات المقبلة لوجود اكثر من 80% من المقاعد للفردي، والغاء دور الاحزاب وعودة الممارسات القديمة للاخوان واعضاء الوطني المنحل الي المشهد مرة اخري، وكذلك عدم وجود ميثاق شرف انتخابي يضمن اجراء انتخابات نظيفة بعيدا عن الطعن في الخصوم او الاساءة الي اي من الاحزاب او المرشحين . وأضاف مرزوق في تصريح للأخبار ان اللجان الاليكترونية موجودة ايضا علي ارض الواقع من خلال استعادة الطرق القديمة للحزب الوطني والاستعانة ببلطجية الانتخابات لادارة المشهد الانتخابي في اغلب الدوائر، موضحا ان الوقت اصبح متأخرا لمناهضة هذه الطرق، في ظل الانفاق الرهيب للاموال علي الدعاية واللافتات، وخطة التأثير علي الناخبين التي بدأت منذ شهور عدة. وأكد د.وحيد عبد المجيد رئيس مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ان استخدام بعض المرشحين لما يسمي بالكتائب الاليكترونية لمهاجمة منافسيهم يثبت عدم خضوع الانتخابات البرلمانية لاية قواعد او ضوابط، وان ما ورد من نصوص في قانوني مباشرة الحقوق السياسية وانتخابات مجلس النواب هي معطلة بالفعل، مشيرا الي وجود العديد من العقوبات التي تحد من الاستخدام السييء للنشر سواء اليكترونيا او في الصحف ولكنها دون تفعيل علي أرض الواقع. وقال عبد المجيد «يبدو ان اللجنة العليا للانتخابات ليست معنية باداء دورها تاركة الانتخابات «سداح مداح»، مشيرا الي الدليل علي ذلك - فيما يخص اجراءات تنظيم العملية الانتخابية – لم تتطرق اللجنة الي أهم الاجراءات بإيجاد آلية محددة وفعالة لمراقبة الانفاق الانتخابي. واضاف عبد المجيد ان اللجنة لم تقم بأي عمل يدل علي أنها تؤدي دورها لضبط العملية الانتخابية وفقا لقانوني مباشرة الحقوق السياسية ومجلس النواب، مشيرا الي حال استمرار هذا المشهد السييء سيكون الاقدر استخدام المال والدعاية السوداء الأقرب لحجز مقعده في مجلس النواب القادم ،قائلا « في هذه الحالة لاداعي للانتخابات، ويكفي ان تبحث اللجنة عن الأكثر مالا للاعلان عن فوزه بمقعد في البرلمان». و من جانبه أكد أحمد الخيال أمين عام حزب المصريين الأحرار بجنوب الجيزة ان الكتائب الاليكترونية ظاهرة ليست قديمة ولكنها لم تكن بنفس الحدة المتواجدة بها حاليا لافتا الي ان هناك العديد من المرشحين المحتملين قاموا باعداد مكاتب دعائية لنشر الشائعات علي منافسيهم في المعركة الانتخابية. و اوضح ان هناك أحد المرشحين قام بانشاء 15 حسابا علي مواقع التواصل المختلفة باسماء وهمية مهمتها الاساسية نشر الاكاذيب والشائعات للنيل من سمعة المرشحين مؤكدا ان هذا خلق حالة من الضغينة في النفوس واثيرت العديد من المشاكل. و حذر الخيال من الاستمرار في هذه الاساليب الدعائية الرخيصة دون مواجهة التي ستتسبب في خلق حالة من الصراع بين العائلات ستبقي أثارها بعد الانتخابات لسنوات طويلة. واكد قدري ابوحسين رئيس حزب مصر بلدي أن فكرة الكتائب الاليكترونية لتشويه صورة مرشح او حزب لاغراض الوصول لمنصب او حصد اكبر عدد من المقاعد بالبرلمان تعد منافسة غير شريفة، تهدف لتحقيق مصالح الشخص لا المجتمع او الدولة. وقال ابو حسين إن الانتخابات البرلمانية منافسة سياسية لتحقيق افصل سبل الديمقراطية التي نادي بها الشعب المصري في ثورة 30 يونيو، فلا يجب ان تخرج عن السياق الانتخابي حتي لا تتسبب في مزيد من الفرقة والفوضي خاصة في ظل حالة الاستقرار النسبي الذي تعيشه البلاد. وطالب ابو حسين الجهات المسئولة بالتصدي لمثل هذه الظواهر حتي لا تستشري بين جبهات المرشحين وانصارهم، مشيرا الي ان الملاحقة القانونية لمروجي حملات الكتائب الاليكترونية المشوهة ضربة استباقية لاجهاضها. و اكد هشام مصطفي عبدالعزيز رئيس حزب الاصلاح والنهضة ان هذه الظاهرة في غاية الخطورة وقد ينتج عنها خلافات ومعارك أنكي من المعارك الانتخابية قد تتحول الي جرائم ثأرية ويجب مواجهتها بحسم شديد من خلال طرق مبتكرة لا سيما انه ستسري مثل النار في الهشيم.. وقال الشائعة التي تتطلب اسبوعا لكي تنتشر ستسغرق 7 دقائق فقط في حالة الاستغلال السيء لمواقع التواصل الاجتماعي. و أكد جورج اسحق منسق حركة كفاية الاسبق القيادي بتحالف التيار الديمقراطي ان مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك تلعب دورا هاما باستغلالها من قبل بعض المرشحين المحتملين خلال هذه المرحلة بالتزامن مع بدء العد التنازلي لاجراء الانتخابات البرلمانية، مطالبا كافة المرشحين بضرورة الاستغلال الاليكتروني الامثل والابتعاد عن اية محاولات لضرب منافسيهم كاحدي السبل المرفوضة لحصد الاصوات. كما طالب اسحق – في تصريحات خاصة له امس - اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية بضرورة وضع قواعد للحد من انتشار الظواهر الدعائية السلبية والتي ينبثق منها الخوض في أعراض المرشحين والتعرض للحياة الخاصة للمنافسين، وفرض عقوبات علي كل من يتبع مثل هذه الاساليب، محذرا من عواقب عدم صدور مثل هذه الضوابط وتأثير ذلك علي الناخبين. وقال اسحق انه خلال انتخابات مجلس الشعب الماضية استغل بعض مرشحي جماعة الاخوان مواقع التواصل الاجتماعي للنيل من منافسيهم في الدوائر الانتخابية وهو ما كان يجبر المرشحين المنافسين علي الرد بنفس الطريقة، واصفا المنافسة السلبية آنذاك بانها كانت اشبه بحرب اليكترونية.