اللواء مختار عبداللطيف يتحدث ل «الأخبار» حديقة مترامية الأطراف، أشجار البرتقال واليوسفي تملأ المكان، ذلك هو المشهد بعد دخولنا من البوابة الرئيسية لشركة النصر للكيماويات الوسيطة بمقرها بأبي رواش، طريق طويل يكسوه اللون الأخضر قطعناه بالسيارة في مشهد لا يوحي أبداً بأن المكان مقر لمجمع مصانع لإنتاج الكيماويات لتصل أخيراً إلي مبني إدارة الشركة لنلتقي برئيس مجلس إدارتها اللواء أركان حرب مختار عبد اللطيف. في البداية سألناه عن سر اللون الأخضر الذي شاهدناه في الشركة ومجمع مصانعها بأبي رواش بالجيزة؟ فأكد أن الشركة حريصة علي صحة العاملين بالمصانع لهذا قامت بزراعة عدد من الأفدنة في مدخل الشركة بالأشجار المثمرة والنخيل لتنقية الهواء في المقام الأول، كما أننا نقوم بتوزيع إنتاجها علي العاملين بأسعار زهيدة جداً. وأضاف أن شركة النصر للكيماويات الوسيطة أكبر الشركات الرائدة المتخصصة في الصناعات الكيماوية وصناعة الأسمدة والغازات الصناعية والطبية والمبيدات الحشرية المنزلية، وقد أنشئت عام 1975، وتتميز مصانع الشركة باستخدام أحدث التكنولوجيات العالمية والتقنيات الحديثة في مجالاتها مما يضمن الجودة العالية للمنتجات مع الحفاظ علي البيئة من كافة أنواع التلوث.. وهي تقوم بتوفير احتياجات القوات المسلحة في المقام الأول ثم تقوم ببيع الفائض للقطاع المدني. وكشف رئيس مجلس إدارة الشركة عن تفاصيل لقائه بالرئيس السيسي قائلاً: « طلب الرئيس من القوات المسلحة إقامة عدد من مصانع الاسمدة بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة، وعلي الفور قام الفريق اول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي بإصدار توجيه لشركة النصر بإعداد الخطة اللازمة باعتبارها إحدي شركات جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة ولها باع طويل في إنتاج الأسمدة وقمنا بإعداد الدراسات لإقامة 9 مصانع كبري لإنتاج الاسمدة. وأشار إلي أنه سيتم إقامة المشروع بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة ويضم « مصنعين لإنتاج حامض الكبريتيك المركز بطاقة 3800 طن في اليوم، ومصنعين لإنتاج حامض الفوسفوريك المركز بطاقة 1200 طن في اليوم، ومصنعين لتركيز وتنقية حامض الفوسفوريك بطاقة 300 طن في اليوم وهذا المصنع معد للتصدير فقط، بالإضافة لمصنع لإنتاج سماد « الداب « المحبب بطاقة 1200 طن في اليوم ومصنع لإنتاج سماد « داب/ماب « بلوري بطاقة 300 طن في اليوم وأخيرا مصنع لإنتاج ثلاثي سوبر الفوسفات بطاقة 750 طنا في اليوم «، موضحا ان تلك المصانع ستغطي احتياجات مصر بالكامل والفائض سيتم تصديره للخارج للدول العربية والافريقية والاوروبية. وأشار الي أن المشروع سيحقق زيادة في الانتاج الزراعي يسهم في تقليص استيراد السلع الاستراتيجية من الخارج وعلي رأسها محصول القمح، بالإضافة إلي تحقيق مردود اقتصادي واجتماعي اخر بتوفير 1500 فرصة عمل مباشرة، و3 الاف فرصة عمل غير مباشرة، فضلا عن توفير 5 الاف فرصة عمل خلال مراحل بناء وتشييد المصانع. وحول مشروعات الشركة الأخري قال اللواء عبد اللطيف أن الشركة تجري حاليا عددا من التوسعات بإنشاء المصنع الرابع لإنتاج الكلور بطاقة 85 طنا في اليوم «25 الف طن في العام» وهو يعادل إنتاج المصانع الثلاثة الموجودة بالفعل بالإضافة إلي مصنع الأسمدة الثاني لإنتاج أحادي وثلاثي سوبر الفوسفات المحبب بالفيوم بطاقة 150 ألف طن في العام وسيتم افتتاحه في أكتوبر القادم. وحول فترة الركود خلال السنوات الأربع الماضية منذ ثورة 25 يناير قال إن الشركة لم تتوقف يوماً عن العمل بجميع مصانعها سواء في المنطقة الصناعية بأبي رواش بالجيزة أو بكوم أوشيم بالفيوم، كما لم تتأثر مبيعاتنا خلال الفترة السابقة منذ ثورة 25 يناير 2011، ولا يوجد لدينا منتجات بمخازن الشركة حيث نقوم بتوزيع منتجات المصانع أولاً بأول. وأوضح عبد اللطيف أن الشركة تنتج للقطاع المدني جناحي صناعة مياه الشرب في مصر وهما الشبه السائلة لتنقية المياه والكلور اللازم لتعقيم مياه الشرب ويتم توريده إلي 19 شركة من شركات مياه الشرب والصرف الصحي بمختلف محافظات الجمهورية ، كما تنتج الصودا الكاوية السائلة والصلبة وهيبوكلوريت الصوديوم وحامض الهيدروكلوريك والتي تستخدم علي نطاق واسع في شركات المنظفات الصناعية ومصانع السكر ومحطات الكهرباء. وأشار اللواء عبد اللطيف أن مجمع مصانع الشركة بكوم أوشيم بالفيوم يعتمد علي توليد الطاقة الكهربائية ذاتيا للمصانع باستخدام الطاقة الناتجة عن حرق الكبريت بمصنعي حامض الكبريتيك والتي تصل إلي درجة حرارة 1050 درجة مئوية تستخدم في إنتاج البخار اللازم لتشغيل 2 توربينة بخارية بطاقة 10.4 ميجا وات / ساعة، وبذلك يتم توفير تلك الأحمال الكهربائية للدولة، وأضاف أن الشركة لديها معامل لتحليل مكونات التربة للوقوف علي احتياجات التربة من الأسمدة اللازمة لزيادة خصوبتها..