عمرو أديب: إنهاء ملف مخالفات البناء سيحقق رواجا كبيرا في هذا القطاع    عاجل: سعر طن الذرة الصفراء اليوم 3 من مايو 2024 في الأسواق التجارية للمستهلكين    بعد «اتفاقية التكييف».. محافظ بني سويف: تحوّلنا إلى مدينة صناعية كبيرة    إدخال 349 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من معبري رفح وكرم أبو سالم    عاجل.. وفد حماس يصل القاهرة السبت وترجيح التوصل إلى اتفاق    موريتانيا.. أقدم معارض يدعم الرئيس الغزواني في الانتخابات المقبلة    لقجع يرد على ترشحه لرئاسة الكاف : لن أنافس أبوريدة في أي موقع    تير شتيجن على موعد مع رقم تاريخي أمام جيرونا    التحقيقات تكشف سبب مقتل شاب علي يد جزار ونجله في السلام    حملات تموينية للرقابة على الأسواق وضبط المخالفين بالإسكندرية    محمد رمضان يعلن عن موعد أولى حفلاته في لبنان    عمر كمال: بيعت شرايط دينية وأنا عندي 13 سنة.. واشتغلت في محل جزم    فريدة سيف النصر ترد على اتهامات توترها للفنانين داخل لوكيشن "العتاولة"    بالصور.. ياسمين صبرى تشارك جمهورها رياضة "اليوجا"    5 فئات ممنوعة من تناول الرنجة في شم النسيم    لعنة تخطي الهلال مستمرة.. العين يخسر نهائي كأس الرابطة من الوحدة    وزير الشباب والرياضة يتفقد معسكر يلا كامب بمدينة دهب    عمرو أديب ل مصطفى بكري: التعديل الوزاري إمتى؟.. والأخير يرد    أحمد كريمة: الحجامة ليست سنة نبوية لكنها وصفة بيئية موجودة منذ ما قبل النبي    اتحاد الكرة يحدد 20 مايو موعدا لانطلاق الدورة التدريبية للرخصة A    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    ردا على بيان الاهلي.. الكومي يكشف تفاصيل ما سوف يحدث في أزمة الشيبي والشحات    وظائف وزارة العمل 2024.. بالتعاون مع شركات القطاع الخاص    أخبار الأقصر اليوم.. تفاصيل لقاء قائد قطاع المنطقة الجنوبية لإدارة التراخيص والتفتيش ونائب المحافظ    قتلا الخفير وسرقا المصنع.. المؤبد لعاطل ومسجل خطر في القاهرة    بعد غيبوبة 10 أيام.. وفاة عروس مطوبس تفجع القلوب في كفر الشيخ    "قطّعت جارتها وأطعمتها لكلاب السكك".. جريمة قتل بشعة تهز الفيوم    في عيد العمال.. تعرف على أهداف ودستور العمل الدولية لحماية أبناءها    من 100 سنة، مرسوم ملكي بحل أول مجلس نواب مصري بعد دستور 1923 (فيديو)    الوزراء: منظومة الشكاوى الحكومية تلقت 2679 شكوى بمخالفات مخابز    كيف يعاقب قانون العمل المنشآت الممنتعة عن توفير اشتراطات السلامة المهنية؟    «خفت منها».. فتحي عبد الوهاب يكشف أغرب مشاهده مع عبلة كامل    بعد محور جرجا على النيل.. محور يربط «طريق شرق العوينات» و«جنوب الداخلة - منفلوط» بطول 300 كم لربط الصعيد بالوادي الجديد    أجمل دعاء ليوم الجمعة.. أكثر من الصلاة على سيدنا النبي    بمشاركة كوكا، ألانيا سبور يتعادل مع أنقرة 1-1 في الدوري التركي    أنشيلوتي يؤكد مشاركة نجم ريال مدريد أمام قادش    حسام موافي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    المؤتمر الدولي لكلية الألسن بجامعة الأقصر يعلن توصيات دورته الثالثة    المحكمة الجنائية الدولية عن التهديدات ضد مسئوليها: يجب أن تتوقف وقد تشكل أيضا جريمة    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    خدمة الساعات الكبرى وصلاة الغروب ورتبة إنزال المصلوب ببعض كنائس الروم الكاثوليك بالقاهرة|صور    رئيس قوى عاملة النواب يهنئ الأقباط بعيد القيامة    في تكريم اسمه |رانيا فريد شوقي: أشرف عبد الغفور أستاذ قدير ..خاص    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    سوسن بدر تعلق على تكريمها من مهرجان بردية لسينما الومضة    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضحايا الفكر الظلامي

ولا شك أن هذا الفكر الظلامي قد نما وترعرع في بيئات متشددة غذته واحتضنته وربته واتخذت من تكفير المخالف منهجا، حتي صار التكفير لها سمة بارزة، وأهملت استخدام العقل، فضلّ بها السبيل حين عطلته
تتابعت علينا وتتابع أحداث جد مؤسفة، من حادث سيدني بأستراليا، إلي حادث مدرسة أبناء الجنود العسكريين بباكستان، إلي الهجوم الإرهابي الداعشي علي مقر المجلة الفرنسية، إلي ذبح داعش لأحد قادتها المدخنين، إلي الاعتداء المتكرر علي أبناء الجيش والشرطة الساهرين علي أمن الوطن واستقراره، المدافعين عن الدين والوطن والأرض والعرض وحمي الأمة كلها، ممن وقعوا ضحايا الفكر الظلامي أيا كان مصدره ودين من يقوم به، ومع أننا أكدنا مرارًا أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له، وأن محاولة ربط الإرهاب بالإسلام هي محاولة ظالمة وجائرة وغير منصفة علي الإطلاق، فإننا إنما نؤكد علي موقف الإسلام الثابت الرافض لكل ألوان الإرهاب وسفك الدماء، ونحاول أن نلقي الضوء علي بعض الحلول التي يمكن أن تسهم في القضاء علي الإرهاب الغاشم أو محاصرته والتضييق عليه مرحليا علي أقل تقدير.
فنؤكد ابتداء أن الإسلام كان صريحا وواضحا في التأكيد علي حرمة الدماء، فقال الحق سبحانه : « أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً « (المائدة : 32)، وقال سبحانه : « وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَي مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّي سَعَي فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» (البقرة : 204-205)، وما شدد الإسلام علي شئ مثل تشديده علي حرمة الدماء، فلايزال المرء في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما، ويقول سبحانه « وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا « (النساء : 93)، ثم تكشف الآية التي تليها عن واقع كأنما تصور به واقعنا الذي نعيشه، وكأنها أنزلت لأجله، حيث يقول سبحانه وتعالي : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَي إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..» (النساء : 94)، إذ تكشف الآية عن طبيعة من يتهمون غيرهم بالكفر، لا لشيء إلا ابتغاء تحقيق مصالح ومنافع دنيوية، فيبدأون بتكفير خصومهم حتي يستحلوا قتلهم ودماءهم، وعليه يعدون نساءهم سبايا وأموالهم غنائم، وهو عين ما يفعله إرهابيو ذلك التنظيم الإرهابي المسمي « داعش « وأمثالهم، حيث يكفرون من عاداهم ويعدونهم مرتدين يستبيحون دماءهم وأموالهم ويتخذون نساءهم سبايا يبيعونهن في سوق النخاسة والعبيد.
ولا شك أن هذا الفكر الظلامي قد نما وترعرع في بيئات متشددة غذته واحتضنته وربته واتخذت من تكفير المخالف منهجا، حتي صار التكفير لها سمة بارزة، وأهملت استخدام العقل، فضلّ بها السبيل حين عطلته، وأسلمت قياده لأناس مأجورين أو عملاء أو خونة، كما قال الشاعر العراقي محمد المهدي الجواهري :
ولقد رأي المستعمرون فرائسا
منا وألفوا كلب صيد سائبا
فتعهدوه فراح طوع بنانهم
يبرون أنيابا له ومخالبا
مستأجرين يخربون بيوتهم
ويكافأون علي الخراب رواتبا
1- علي مستوي التفكير وإعمال العقل نؤكد علي أهمية ثقافة التفكير في سائر جوانب الحياة الفكرية والسياسية والاقتصادية والإدارية ، والخروج من دائرة القوالب الجاهزة والأنماط الجامدة إلي رؤية تتسم بالفكر وإعمال العقل، وعلينا جميعًا أن نعمل علي تحريك هذا الجمود من خلال العمل علي نشر ثقافة التفكير من خلال الصالونات والمنتديات والحلقات النقاشية التي نعد صالون الأوقاف الثقافي واحدًا منها أو من بواكيرها وأهمها في المرحلة الراهنة.وللقضاء علي هذا الفكر الظلامي لابد من أمور أهمها :
فقد تبني منهج الجمود والتكفير والتخوين والإخراج من الدين أناس لا علم لهم ولا فقه ، ولا هم من المجتهدين ولا حتي من أهل الاختصاص أو دارسي العلوم الشرعية من مظانها المعتبرة إذ يسرفون في التكفير ، غير مدركين لا فكرًا ولا شرعًا أن ما يحمل علي الإيمان من وجه معتبر وعلي الكفر من تسعة وتسعين وجهًا ينبغي أن نحمله علي الإيمان لا علي الكفر ما دام له وجه معتبر عند أهل العلم المعتبرين يدخل في الإيمان ويخرج من الكفر ، وأنه لايخرج الإنسان من الإسلام إلا جحد ما أدخله فيه وهو النطق بالشهادتين، وفي مناظرة بين الإمامين الجليلين الشافعي وأحمد حدثت مناظرة في شأن تارك الصلاة يكفر أو لايكفر ، فقال الإمام أحمد: يكفر ، وقال الشافعي : لا يكفر ، وبعد طول نقاش قال الشافعي لأحمد : الكافر إذا أراد أن يسلم فماذا يصنع ؟ قال أحمد : يأتي بالشهادتين، فقال الشافعي : الرجل ملازم لهذا القول لم يفارقه منذ ولدته أمه ، ويقول نبينا محمد (صلي الله عليه وسلم) : " من قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا ارتد عليه " (صحيح مسلم ) ، فلنحذر من الإسراع في التكفير أو الوقوع فيه دون علم أو بينة وحجة قاطعة يحكم بها القاضي لا عامة الناس ولا آحادهم.
2- علي المستوي الوطني، لا بد من تضافر جهود سائر مؤسسات الدولة الدينية من الأزهر، والأوقاف، ودار الإفتاء، والكنيسة، والمؤسسات الثقافية، والشبابية، والتعليمية، والاجتماعية، والحزبية، والمدنية، كل في مجاله وميدانه، مع العمل الجاد الدءوب للقضاء علي البطالة والفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية، واحتضان الشباب، والأخذ بأيديهم إلي طريق الرشاد، لأن النفس التي لا نشغلها بالحق تشغلنا بالباطل، ومن لم يشغل بالنافع شغل بما يضر، وقد تلقيتُ أمس دعوة أسعدتني من رئيس المجلس القومي للمرأة حول مؤتمر « هي والإرهاب «، وتخصيص محور هام حول : « تضافر جهود المجتمع لمواجهة الإرهاب «، مما يؤكد أن هبة مجتمعية قادمة لمواجهة التيارات الظلامية.
3- علي المستوي القومي والعالمي لابد من تضافر الجهود، وتكوين جبهة عربية وإسلامية وعالمية صلبة قوية صادقة تضم أحرار العالم الحقيقيين وحكماءه ومنصفيه لمواجهة هذا الفكر الغاشم قبل أن يأكل الأخضر واليابس في هجمة عابرة للقارات متجاوزة للحدود لا تبقي ولا تذر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.