لعل أهم ما يمكن أن نستلهمه يوم ميلاد السيد المسيح, ونحن نعيش في منطقة باتت ببشرها وحجرها وتاريخها علي صفيح ساخن,هو دعوته الأبرز ورسالته العظيمة لنشر السلام في العالم..قال السيد المسيح في عظته علي الجبل "طوبي لصانعي السلام. لأنهم أبناء الله يدعون" ( مت 5: 9)... وهي الدعوة الواقعية وليست من قبيل الأحلام الرومانسية فقط, ولكن السلام كمنهاج حياة في كل مايعانيه البشر من صراعات ونزاعات وتحزبات وانقسامات كالتي تلقي بظلالها علينا الآن.. «لِتَكْثُرْ لَكُمُ الرَّحْمَةُ وَالسَّلاَمُ وَالْمَحَبَّةُ» (رسالة يهوذا 1: 2)..هذه هي طلبة الرسل لشعبهم, يطلبون لهم مراحم اللّه التي لا تُحد, وسلام اللّه الذي فوق كل عقل, والمحبة التي مصدرها اللّه.لا تكف الكنيسة في بداية كل صلاة عن أن تطلب علي لسان الكاهن قائلة من أجل أولادها «السلام للكل», وتطلب الرعية من أجل الراعي قائلة»ولروحك أيضًا». ولقد عشنا في مصر من قبل تلك الحالة من السلام بين الناس دون تمييز أو صراعات علي حساب الهوية الدينية أو الجنسية أو الفكرية كما بات البعض منا للأسف يشعلونها الآن بغباوة قلب وبشاعة ضمير وبتراجع معرفي وحضاري رذيل وكراهية وخيانة وطن عظيم !! ومادمنا في حضرة الصحافة وعلي صفحات « الأخبار « الجريدة الأكثر تواصلا مع الناس وقرباً من متطلباتهم الحياتية اليومية, أذكر بتلك الحالة الرائعة من السلام الاجتماعي والوئام والتراضي والتسامح بين الناس كما وصفها الكاتب الصحفي والفيلسوف الرائع أنيس منصور برشاقة قلمه.. يقول « في أول ثورة يوليو سنة1952 كنا نتلقي بطاقات المعايدة: المرحوم كمال الملاخ بمناسبة عيد الأضحي وأنا بمناسبة عيد الميلاد . لأنه مسلم ولأنني قبطي. مع أن اسمه كمال وليام الملاخ وأنا أنيس محمد منصور. ولما ضحكنا كثيرا. انقطعت هذه المعايدات.. كل سنة وجميعنا بخير, ومبارك شعبي مصر..