ولقيت في الغربة كل الأهوال التي ضاعفت من آلامي وأحزاني.. ولم ألق منه أي مساعدة طبية أو إنسانية بل أصابني بعجز بعد أن قطع بإهماله عصب الساق اليمني فأماتها تماما بدأت الحكومة في إعداد قانون لإصلاح الجهاز الإداري للدولة للتطوير والتغيير، للحد من الآثار السلبية وأهمها ظاهرة الفساد.. ولي تساؤل هنا للمهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء ماذا عن فساد الضمير ؟ أليس له قانون لإحيائه داخل النفوس !..وفي هذا السياق أود أن أكتب عن مهنة الإنسانية والرحمة ألا وهي الطب.. ولكن إذا انتفت هذه الصفات فذلك هو الفساد المهني، وسأتناول في مقالتي هذه إحدي التجارب الشخصية التي مررت بها وكانت سببا في تدميري نفسيا وصحيا.. كانت الظروف قد أوقعتني في أيدي أحد الأطباء نتيجة لإصرار إحدي زميلاتي بالجريدة والتي وصفته بالعالمية لمجرد إقامته في ألمانيا، وبمشورتها ذهبت معها إلي عيادته بالقاهرة بشارع سليمان أباظة.. حقيقي قابلنا بترحاب، وبعد فحص الأشعات اقترح إجراء عملية بالنخاع الشوكي.. خرجت من عنده وأنا مقرره ألا أعود إليه مرة أخري.. ولكن قدري الأسود والظروف المرضية القهرية أعادتني مرة أخري إليه من خلال أحد معارفي، وامتثلت للعلاج الذي قال عنه إنه العلاج الوحيد والحديث لحالتي.. ذهبت ومعي أمل الشفاء، فأخذ عينة دم لإرسالها إلي ألمانيا لإجراء فصل خلايا لها، ليتم حقني بها مرة أخري.. وبعد يومين اتصل يخبرني بموعد الحقنة الأولي.. تعجبت كيف استطاع إجراء عملية الفصل في هذه المدة القصيرة.. وبعد حقني بثماني جرعات طلب مني إجراء علاج طبيعي داخل عيادته.. وأوصي الطبيب المعالج بجهاز لمساعدتي علي الحركة يتم تصنيعه في الوفاء والأمل. تحدثت مع رئيس تحريري في ذلك الوقت الأستاذ جلال دويدار فوافق علي السفر لتصنيعه في بلدة في «المانيا «..ولسوء حظي سألت الطبيب المدعي فأخبرني أن المصنع بجوار عيادته بألمانيا، ثم اقترح أن أجري عملية الحقن الجذعي والتي ستحقق شفائي، وستعيدني إلي حالتي الأولي، فطلبت منه عرض الأسعار لتقديمه إلي رئيس مجلس الإدارة في ذلك الوقت الذي وافق علي العرض ومقداره «34 الف يورو»..وأرسل مستشاره الطبي وطبيب المؤسسة للتأكد من نتائج العملية، فأخبرهما بأن نتائجها ستجعلني أعود إلي طبيعتي، وسأتحرك بسهولة.. وبعد السفر تلاشت كل الآمال التي كنت أحلم بها من خلال وعوده الوهمية، ولقيت في الغربة كل الأهوال التي ضاعفت من آلامي وأحزاني.. ولم ألق منه أي مساعدة طبية أو إنسانية بل أصابني بعجز بعد أن قطع بإهماله عصب الساق اليمني فأماتها تماما، ولولا رحمة الله التي تمثلت في طبيب التخدير الليبي الذي رفض التدليس عليه ونهره وأرغمه علي نزع «الحقنة «فورا وإلا لقيت حتفي علي يديه ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني عجزا شبه كلي نتيجة أخطاء مهنية، وفساد ذمم وضمائر من أحد ملوك الرحمة كما كانوا يقولون عنهم الذين يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا في مرضاهم بدلا من السعي لإنقاذهم، وشفائهم.. الغريب أنني تابعت من خلال وسائل الإعلام تعيين هذا المدعي في موقع حساس ليمارس فساده المهني، ووضاعته العلمية كأمين عام لصندوق رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة، ثم تمت إقالته.. وبعد ثورة 30 يونيو بدأ يظهر مرة أخري علي شاشة الفضائيات التي يعشقها..وهنا مر أمامي شريط ذكرياتي مع هذا المدعي منذ عام 2007 وحتي الآن، خاصة وأنا بيني وبينه قضايا في القاهرةوألمانيا.. ويوم الأربعاء الماضي فوجئت بالطبيب المدعي في برنامج ممكن يتحدث عن إحدي الشركات المساهمة الجديدة بمشاركة الحكومة باعتباره أحد المساهمين فيها لخدمة قطاع الشباب.. ويامعالي رئيس الوزراء انقذوا الشباب ومستقبلهم من المدعين الذين ليس لديهم سوي الكلام المعسول، والوعود البراقة التي لاترتكز علي قواعد علمية، وأصول مهنية، ولا حتي ضمائر إنسانية !!!