لو لم تكن الغلبة للمصالح الفردية أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكانت علاقتنا الاقتصادية بالصين وغيرها من الكتل الاقتصادية المهمة في العالم في أحسن حالاتها، ولاستفادت مصر من علاقاتها الاقتصادية الجادة في تطويركثير من المرافق الحيوية..المشكلة أن مجموعة من رجال الأعمال التي تعد علي أصابع اليدين والتي لم يكن يعنيها إلا مصالحها الخاصة نجحت في إحكام قبضتها علي الاقتصاد وجنوا من وراء ذلك المليارات في الوقت الذي وصل الحال بالطبقات المعدمة إلي أن تفتش في صناديق القمامة بحثا عن كسرة خبز تسد بها جوع أطفالها المحرومين. في زيارة للصين وصفت وقتها بأنها تاريخية رافق مبارك مجموعة من «الغيلان» أقصد من يسمون برجال الأعمال بهدف المشاركة في جلسات الحوار مع الصينيين.. وكما هي عادتهم أخذ الصينيون الزيارة مأخذ الجد واستعدوا لها أكمل ما يكون الاستعداد.. كانت المفاجأة - وهو ما صرح به الصينيون بعد الزيارة-أن رجال الأعمال المرافقين للرئيس لم يهتموا بالحديث عن أي مشروعات تخدم الدولة والشعب المصري، بقدر ما اهتموا بالبحث عن فرص للحصول علي المزيد من التوكيلات التي تصب مكاسبها أولا وأخيرا في حساباتهم البنكية دون أن يدور بخلدهم لحظة أنهم سافروا علي طائرة الرئاسة وأنهم أقاموا خلال فترة الزيارة في أفخم الفنادق وأكلوا ما لذ وطاب من أفخر أنواع الأطعمة علي حساب خزينة الدولة، أي من لحم ودم دافع الضرائب المسكين الذي ذكرت وأكرر أن الحال وصل بفقرائه إلي التفتيش عن طعامهم في صناديق القمامة..ناس بصراحة ماعندهاش ريحة الدم! من التسريبات الطريفة التي أعقبت الزيارة أن الصينيين أعطوا اهتماما شديدا لموضوع تطوير منطقة « شق التعبان « التي توسعوا وتوغلوا فيها باستثماراتهم إلي الحد الذي أصبح الرخام المصري الذي ينقل يوميا من موانينا إلي الصين دون أي معالجة يحمل في العالم علامة « صنع في الصين « وكأنها بلد المنشأ وذلك بعد معالجته بأحدث التكنولوجيا وتصديره للدنيا كلها في أبهي صورة..الطريف الذي تعمدت أن أذكره أن اسم « شق التعبان « يبدو أنه لفت نظر الرئيس الأسبق وكأنه يسمعه للمرة الأولي، لذلك فإنه بعد أن انتهت المباحثات سأل مبارك الدكتور أحمد نظيف عن تلك المنطقة التي يتحدث عنها الصينيون فشرح له حكايتها موضحا لماذا يهتم الصينيون بها إلي الدرجة التي جعلتهم يضعونها ضمن قائمة المشروعات التي تصدرت قائمة الاستثمارات التي يرغبون في توسيعها أكثر فأكثر. اليوم يبدأ الرئيس السيسي زيارته للصين..كم أتمني أن تكون الدنيا قد اختلفت وأن تكون الثورة التي قامت رفضا للفساد والظلم وتغليب المصالح الفردية علي مصالح البلاد والعباد قد هزت عقول فئة الغيلان الذين تعودوا الأخذ دون عطاء، وأن يشعروا أنه قد آن الأوان لأن يعملوا بحب وإخلاص لهذا الوطن ليسددوا بعضا من الدين الذي في رقبتهم للشعب المصري الذي تعود البذل والعطاء وحتي الآن لم يجن ثمرة ما أعطي. خرابة الحزب الوطني أزعم أنني كنت من أوائل الذين طرحوا فكرة هدم مبني الحزب الوطني وضم أرضه إلي المتحف المصري لتوسعته..إنها فرصة تاريخية لإنشاء واجهة للمتحف علي النيل ستعطيه بلا شك قيمة أكبر تجعل الزائر الأجنبي أو المصري يري منطقة المتحف سواء من ناحية ميدان التحرير أو من ناحية الكورنيش بعيون جديدة خاصة الأجانب الذين سوف تسعدهم مثل هذه التوسعة بعد عودة تدفق السياحة إن شاء الله..أقول هذا الكلام بعدما قرأت عن افتتاح إحدي مراحل تطوير المتحف..بالله عليكم أي تطوير في هذه المساحة المحدودة..أليس هذا إهدار للمال العام؟..أنا مازلت مع فكرة هدم مبني أقصد « خرابة « الحزب الوطني، وكنت أتمني ألا يرتعش المسئول الكبير الذي أعلن تأييده للفكرة ويتراجع لمجرد أن هناك حفنة من محدودي النظر والرؤية تريد أن نظل ندور في فلك الحزب الوطني ولو عبر تلك الخرابة السوداء بتاريخها وواقعها..ياناس فوقوا..الدنيا تغيرت..عشرات المباني ومنها المنشأ حديثا وفي دول كبري أزيلت بعد أن تبين تعارض وجودها مع الناحية الجمالية للمنطقة المحيطة بها، أو لظهور فائدة أعظم للمكان تعود علي الدولة وأهلها حتي لو وصل الأمر بالمكان ليتحول إلي حديقة تاريخية تكون متنفسا للمصريين والأجانب الزائرين للمتحف علي السواء. بالله عليكم يامن تدعون إلي بيع المبني إلي شركة فنادق عالمية..أيهما الأفضل أن نزيد المنطقة تكدسا وزحاما بإضافة فندق جديد إلي منطقة هي مخنوقة أصلا بالفنادق وما يتبع ذلك من تكدس للسيارات وزحام في المنطقة المحيطة بالمكان، أم أن الأمر يكون أبهي وأفضل سواء بإضافة المساحة بعد هدم المبني إلي المتحف أو حتي بتحويل أرض المبني إلي حديقة فاخرة تغير معالم المنطقة؟..من فضلكم فكروا بهدوء ودون تربص ثم أجيبوني.