الإسلام جاء بِدرء الحدود، أي أنها تُدْفَع إلي أن تَثْبُت ثباتا بيِّنا والْمَجَاعَة التي كانت في زمان عمر بن الخطاب شُبْهَة تُدفَع بها تُهمة السرقة طالعنا في الصحف الاسبوع الماضي الخبر التالي : قضت محكمة جنح مستأنف أحداث بني سويف في جلستها المنعقدة اليوم، ببراءة الطفل «عبد المسيح.ع» (9 أعوام) من تهمة سرقة 5 أرغفة من مخبز منذ نحو عام و7 أشهر، وذلك بعد أن تنازل صاحب المخبز. وجاءت الجلسة بعد استئناف محامي الطفل ضد الحكم الصادر بإيداع الطفل بالأحداث غيابيا بتهمة سرقة 5 أرغفة من الخبز البلدي من أحد المخابز بمركز الفشن، وحرر علي إثرها صاحب المخبز محضرًا ضد الطفل في شهر مايو 2013 يتهمه بسرقة 117 رغيفًا من الفرن. «ابني أخد خمسة أرغفة فعلاً بس مسرقش، وهيسرقهم إزاي وابني بيشتغل عندهم في المخبز، كل العمال في «الفرن» بياخدوا العيش اللي عايزينه، هكذا لخصت مريم عيسي والدة الطفل عبد المسيح عزت عزيز 9 سنوات والذي يقيم هو وأسرته الفقيرة بمدينة الفشن جنوب المحافظة قصة حكم إيداعه و2 من أصدقائه مؤسسة الأحداث في تهمة سرقة الخبز.أي أنها ليست قضية الطفل عبد المسيح وحده، ولكنها قضية مجتمع أصابه الحول الحيثي، بعد أن أجرم في حق هؤلاء ثم علي حين غره استدعي البعض من نخبته الخايبة قيم التدين والنزاهة والشرف والعدالة، واستدعي البعض مظلوميات وبكائيات الطائفية فقال أنها قضية «عبد المسيح» !! يامن تستدعون الدين لتظلموا أطفالنا، فإن الإسلام جاء بِدرء الحدود، أي أنها تُدْفَع إلي أن تَثْبُت ثباتا بيِّنا والْمَجَاعَة التي كانت في زمان عمر بن الخطاب شُبْهَة تُدفَع بها تُهمة السرقة ؛ لأن السارق في سِنِيّ المجاعة إنما ألجأه إلي السرقة الجوع والفاقة، تقول الأية القرآنية الكريمة «فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم «..يَعْنِي مَنْ دَعَتْهُ ضَرُورَةٌ إِلَي أَكْلِ الْمَيْتَةِ وَسَائِرِ الْمُحَرَّمَاتِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ.وَالْمَخْمَصَةُ الْجُوعُ وَخَلَاءُ الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ. وَالْخَمْصُ ضُمُورُ الْبَطْنِ، وَرَجُلٌ خَمِيصٌ وَخُمْصَانٌ وَامْرَأَةٌ خَمِيصَةٌ وَخُمْصَانَةٌ ؛ وَمِنْهُ أَخْمَصُ الْقَدَمِ، وَيُسْتَعْمَلُ كَثِيرًا فِي الْجُوعِ وَالْغَرَثِ ؛ قَالَ الْأَعْشَي : تَبِيتُونَ فِي الْمَشْتَي مِلَاءً بُطُونُكُمْ ** وَجَارَاتُكُمْ غَرْثَي يَبِتْنَ خَمَائِصَا.. وصدق الكاتب الجميل منير بشاي (أخي في البشائيات) عندما قال «ايها المسيح : انت عندما رأيت الجموع اشفقت عليهم وقلت لتلاميذك اعطوهم ليأكلوا ولم تشأ ان تصرفهم جياعا لئلا يخوروا في الطريق. ولما لم يكن مع التلاميذ مال او طعام غير خمسة خبزات وقليل من السمك امسكت بالخمسة خبزات وباركتها ووزعتها علي الآلاف من الناس فأكلوا وشبعوا وفاض من الطعام الشيء الكثير. اللهم امسك بهذه الخبزات الخمسة التي كادت ان تودي بعبد المسيح إلي السجن وباركها كما فعلت منذ ألفي عام واشبع بها كل جوعان في ارض مصر. العبارة التي قالها السيد المسيح ان «الفقراء معكم في كل حين» لم تكن قبولا لظاهرة الفقر في العالم، بل كانت ادانة لكل انسان يساعد علي الفقر في كل جيل...»... وصدق علي بن أبي طالب ومقولته الخالدة «لو كان الفقر رجلاً لقتلته ». [email protected]