لقي 13 صيادا مصرعهم غرقا وتم انقاذ 13 آخرين مصابين في حادث غرق مركب صيد قرب منطقة رأس شقير بالبحر الأحمر بعد ان صدمتها سفينة شحن حاويات تجارية تحمل الجنسية الكويتية وترفع علم بنما في ساعة مبكرة من صباح أمس. وتجري القوات البحرية ولنشات الصيادين البحث عن 17 صيادا آخرين مازالوا مفقودين في مياه البحر باستخدام اللنشات البحرية وطائرة بحث وإنقاذ في محاولة لانقاذهم أو انتشال جثثهم. وقد تحفظت القوات البحرية علي سفينة الحاويات (الصافات) المتسببة في الحادث بميناء سفاجا لحين الانتهاء من التحقيقات. وصرح اللواء هشام أبو ستة رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر انه تلقي أول بلاغ عن الواقعة في تمام الساعة الرابعة من صباح أمس بوقوع حادث غرق لمركب الصيد (بدر الإسلام) قرب منطقة رأس شقير أثناء توقفها للصيد علي مسافة 50 كيلو مترا من ميناء الغردقة وكانت تحمل علي متنها 43 صيادا معظمهم من مدينة المطرية بالدقهلية وبعضهم من أبناء السويس والتي خرجت من ميناء الاتكه منذ3 أيام في رحلة صيد.. وأضاف ان سرعة الرياح وقت وقوع الحادث قد بلغت 50 عقدة في الساعة وارتفاع الموج إلي ثلاثة أمتار. وأكد اللواء العربي السروي محافظ السويس ان الأمواج وسرعة الرياح دفعت جثث الغرقي وحطام المركب في اتجاه شرق الخليج قرب مدينة الطور وان السفينة المتسببة في الحادث كانت قادمة من ايطاليا عبر قناة السويس في طريقها إلي ميناء جدة السعودي وعلي متنها 220 ألف طن بضائع وحاويات وان الحادث وقع شمال جزيرة شدوان قرب جبل الزيت وقد تم نقل 4 جثث غرقي و6 مصابين من ضحايا المركب إلي مستشفي طور سيناء العام. ومن ناحية أخري صرح المهندس أحمد أبو السعود رئيس جهاز شئون البيئة ان الجهاز شكل لجنة من الفرع الاقليمي ومحميات البحر الأحمر لمعاينة مكان الحادث.. وتبين عدم حدوث تلوث بالزيت بموقع الحادث. وقال عبدالرحيم مصطفي المتحدث الرسمي بهيئة الموانئ بالبحر الأحمر أن السفينة البنمية تم التحفظ عليها بموجب القانون البحري وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها في حال خروج الربان عن المسار المحدد للسفينة التجارية العابرة للقناة التي تبحر بالمياه الاقليمية المصرية. ومن ناحية أخري أشار مصدر ملاحي ان الجهات الأمنية قررت تشكيل لجنة من هيئة التفتيش البحري تضم في عضويتها مهندسين بحريين من هيئة السلامة البحرية لفحص جسم ومقدمة السفينة ∩الصفات∪ لمعرفة كيفية وقوع الحادث مع مراجعة خط سير السفينة بالممرات البحرية من خلال أجهزة متابعة التحرك والرصد بغرفة القيادة و التحكم ورفع تقرير بذلك للنيابة والجهات الرسمية. كما قام اللواء أحمد فوزي سكرتير محافظة جنوبسيناء بزيارة لمعاينة الحادث وأعطي توجيهاته بتوفير جميع صور الرعاية الصحية للمصابين.. وأشار د. محمد فتح الله وكيل وزارة الصحة بالمحافظة الي ان معظم الناجين من الحادث تم اسعافهم وحالاتهم الصحية جميعا مطمئنة وتم وضعهم في غرف تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة كإجراء وقائي ومن المحتمل خروجهم جميعا خلال الساعات القادمة. وأكد فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بجنوبسيناء بأنه تقرر صرف مبلغ 5 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي وألف جنيه للمصاب وقد تم رفع مذكرة عاجلة للدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بزيادة قيمة التعويضات.. امتلأت مستشفي طور سيناء بصراخ وعويل الناجين حزنا علي فراق اصدقائهم وعشرة عمرهم الصيادين الذين لقوا مصرعهم في الحادث. وفي لقاء مع محمد الأباصيري وشقيقه مسعد: كنا نقوم بأعمال الصيد في عرض البحر كعادتنا والبعض نائم والآخرون يمزحون ويضحكون وهم يتلقون رزق البحر والأسماك وهي تتراقص في الشباك وما لبث ان فوجئنا بالمركب الآخر يصطدم بنا وتغير كل شيء في الحال وارتج المكان بصراخ وعويل الباقين والذين يصارعون الموت وفوجئت بالمركب ينقلب ومنا من انغمر في المياه تحت المركب وهو يصارع الموت والبعض الآخر لم يجد أمامه سوي الصناديق الخشب التي نضع فيها الأسماك بعد اصطيادها وهكذا فعلت أنا وصديقي محمد الصياد وظللنا نصارع الأمواج حتي قابلتنا إحدي المراكب وانتشلتنا أنا وعددا من الزملاء المحيطين إلي أن وصلنا إلي مستشفي طور سيناء العام عن طريق الاسعاف واكتشفت فقدنا لوالدنا الحبيب وزوج شقيقتنا. أضاف غريب النجدي والذي فقد عديله عبده أبو شلبي ريس المركب الذي يعول أسرة مكونة من أربعة أطفال الذين أصبحوا بلا عائل فجأة وصهري الأباصيري مسعد متولي والمتزوج ويعول ثلاثة أبناء وبذلك فقد 8 أفراد عوائلهم وأصبحوا بلا مصدر للرزق فلقد صدمتنا الفاجعة بفقد اثنين من أعز الأحباب. ويشير محمد زكريا أحد الناجين إلي أن قائد المركب عبده أبو شلبي قام بالاتصال عبر المحمول بالمركب أبو علاء والذي كان أقرب مركب لهم واستغاث بهم لنجدتهم. بينما يقول علي عزت صياد ومن الناجين: لقد عشنا ساعات الموت منذ مشاهدتنا للسفينة الضخمة التي اصطدمت بنا وقد شعرت بأن هناك شيئا سيحدث عندما وجدتها تتجه نحونا علي بعد 50 مترا واستعددنا للمجهول وفجأة وجدنا أنفسنا نسبح علي سطح الماء نقاوم الأمواج والأسماك الضخمة حتي التقطتنا المركب الشنشيلا (أبو علاء) ووجدنا العناية الطبية الجيدة بالمستشفي وسأخرج الآن لاستلام بعض جثث زملائي لمرافقتهم إلي بلدتنا المطرية دقهلية لتسليمهم إلي ذويهم.