في مناخ ثقافي وإعلامي متخبط وعشوائي، مليء بالتسريبات والأكاذيب.. وسط تصاعد ثقافة الخوف والوعيد، والتشكيك، لابد أن يرتبك الجميع، ويمارس كل شخص دوره بصورة خاطئة.. يفهم الطالب حريته خطأ.. ويمارس مدير المدرسة دوره خطأ.. وتلعب مديرية التعليم دور الأمن، ويلعب رجل الأمن دورالمخبر.. وهكذا كل شيء مقلوب علي رأسه !! في مدرسة (علي مبارك) الثانوية، مركز دكرنس بالدقهلية، حدث أن صعد الطالب حازم رمضان السعيد (بالصف الثاني الثانوي) أمين اتحاد الطلبة بالمدرسة، والمسئول عن النشاط الاذاعي... حدث أن قرأ في طابورالصباح، عبر ميكروفون الاذاعة، نشرة الأخبار وعناوين الصحف، منتقدا أحكام البراءة التي حصل عليها مبارك ووزير داخليته، وتساءل: (اذا كان مبارك، وحبيب العادلي والمساعدون جميعا أبرياء، فمن قتل الشهداء؟) يقال إنه هتف بعبارات مسيئة للجيش والشرطة (بالتأكيد أن الهتافات علي هذه الصورة داخل المدرسة، هي خطأ الطالب وتجاوزه، رغم نفي الطالب مهاجمته للقضاء، أو ترديده هتافات تهاجم الجيش والشرطة).. نصر رشدي مدير المدرسة علق فورا، موجها خطابة للطالب، بأنه لا يحق له التعليق علي أحكام القضاء، وأن المدرسة ليست مكانا لممارسة السياسة.. لكنه قام في نفس الوقت، بتصعيد الأمر إلي مدير المديرية التعليمية بالدقهلية (!!) الذي صعده بدوره إلي د.محمود ابو النصر وزير التعليم (!!)... وهكذا شارك الجميع في (كونسولتو عقابي) وقرارات معاقبة الطالب بالفصل 10 أيام، واستبعاده من اتحاد طلاب المدرسة، واستبعاده من نشاط الاذاعة المدرسية.. وقرارات أخري باستبعاد مدير المدرسة من عمله ونقله إلي ديوان عام الادارة التعليمية.... يقال أيضا ان مركز الشرطة المجاور للمدرسة، استمع إلي نشرة أخبار الاذاعة المدرسية عبر الميكروفون، والي هتافات الطالب، فأرسل مخبريه للاستفسار حول الطالب (وطبعا زورونا تجدوا ما يسركم)!! كيف نمارس تعليما وتربية وتوجيها سليما لطلابنا، ونحن نهدد ونتوعد، ونراقب، ونكتب البلاغات والتقارير، وننشر ثقافة الخوف والعقاب، لمجرد أن طالبا أعلن رأيه بصورة صحيحة، أو حتي بصورة خاطئة..؟!