كامل توفيق دياب أدخل أصنافاً جديدة من المحاصيل ووضع الزراعة علي خارطة الاقتصاد التصديري كان مجموعه يؤهله للطب ولكنه فضَّل الالتحاق بكلية الزراعة.. تفوق فيها وترشح إلي بعثة خارجية إلا أنه قرر البقاء في مصر ليستصلح 250 فدانا في محافظة البحيرة كانت كل ما تبقي من أملاك والده توفيق دياب صاحب جريدة "الجهاد" إنه رائد الزراعة الراحل كامل توفيق دياب. بدأت رحلة كفاح دياب باستصلاح 250 فدانا واستطاع أن يزرعها بعد بوار، بل إنه نجح أيضا في مضاعفة عائدها وأنفق منها علي أسرته.. كان نجاحه في أرضه بداية لسلسلة جديدة من النجاحات ولكن في القطاع العام فقد أسندت إليه الدولة في ستينيات القرن الماضي رئاسة شركة الوادي للحاصلات الزراعية، وبعد أن كانت صادراتنا من الموالح تفسد في الموانئ لسوء التعبئة والتخزين استطاع دياب في زمن قياسي أن يصل بصادرات الموالح إلي 500 ألف طن في الموسم الزراعي الواحد، وتمكن من فتح أسواق عالمية واسعة أمام الموالح المصرية فتوسعت زراعتها بطفرات غير مسبوقة، لينجح بذلك في وضع الزراعة المصرية علي خارطة الاقتصاد التصديري ووفقا لبعض التقديرات في حينها بلغت إيرادات الصادرات الزراعية ما يقرب من نصف الحصيلة السنوية لقناة السويس. وبعد عام 1973 عاد الراحل كمال دياب إلي قطاعه الخاص من جديد ليبدأ رحلة مختلفة ليس فقط في تصدير منتجاته الزراعية ولكنه أدخل زراعات جديدة في الحاصلات البستانية حيث كان له السبق في إدخال زراعة الفراولة وأدخل عدة سلالات من العنب كثيفة الإنتاج كما أدخل سلالة جديدة من الموز تملأ الأسواق المصرية حاليا.. وكان شعاره " نزرع ما يمكن تصديره بدلا من أن نزرع ثم نفكر في التصدير " وبفضل مجهوداته تصدرت مصر قائمة الدول الأكثر تصديرا للفراولة حيث احتلت المركز الرابع عالميا وفقا لآخر الإحصاءات. نجح دياب في الخروج بالزراعة المصرية من التقليدية المتوارثة إلي الإبداع والحداثة حيث اتجه دياب إلي إنشاء معمل للزراعة بالأنسجة وجعل مقره في برقاش حيث توصل إلي سلالات جديدة صالحة للزراعة في مصر.. ويعتبر دياب رائد الزراعة الصحراوية في مصر ولم يتوقف دياب عند حدود ريادة الزراعة الحديثة ولكنه طور الري حيث ادخل نظما جديدة للري الرشيد وألغي نظام الري بالغمر في مزارعه ليوفر بذلك 90٪ من المياه المستخدمة.