سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تبرئة ضابط أبيض من المحاكمة بتهمة قتل شاب أسود مظاهرات الغضب العنصري تجتاح أمريكا.. وأوباما يدعو للهدوء
حرائق وإطلاق نار واشتباكات في أسوأ ليلة من العنف بضاحية فيرجسون
شهدت ضاحية فيرجسون في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية أسوأ ليلة من العنف منذ أغسطس الماضي فيما اجتاحت المظاهرات الغاضبة أمس جميع أنحاء الولاياتالمتحدة وخرج آلاف الأمريكيين إلي الشوارع من سياتل إلي نيويورك مرورا بشيكاغو ولوس أنجليس احتجاجا علي قرار هيئة المحلفين بعدم توجيه اتهام للضابط الأبيض دارين ويلسون الذي قتل الشاب الأسود مايكل براون ب6 رصاصات في 9 أغسطس الماضي. وكان المدعي العام قد أعلن أن الضابط الأمريكي لن يخضع لأية ملاحقة قضائية وقال المدعي العام إن «واجب المحكمة هو فصل الوقائع وإن القضاة قرروا أنه لا يوجد سبب كاف لبدء ملاحقات ضد الضابط». وأضاف «ما من شك في أن ويلسون تسبب في موت مايكل براون» واصفا حادث القتل بأنه «وفاة مأساوية». وفور إعلان القرار اندلعت أعمال عنف وحرائق وحدث إطلاق كثيف للنار خارج مركز الشرطة في ضاحية فيرجسون التي شهدت مقتل براون. وقال قائد شرطة مقاطعة سانت لويس جون بيلمار إنه سمع بنفسه نحو 150 عيارا أطلقت خلال الليلة التي شهدت إحراق حوالي 12 مبني إلي جانب عمليات سلب ونهب واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة أسفرت عن اعتقال 29 شخصا علي الأقل دون وقوع قتلي. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لإجبار موجات المحتجين علي الابتعاد عن المركز عقب سماع أصوات أعيرة نارية متقطعة وارتفاع ألسنة النيران من سيارات محترقة. ورشقت الحشود أفراد الشرطة الذين شكلوا حائط صد باستخدام دروع مكافحة الشغب خارج المبني بزجاجات وعلب معدنية. ومع استمرار أعمال الشغب طوال الليل طلب حاكم ميزوري جاي نيكسون تعزيزات إضافية من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة. ومع تفجر الاحتجاجات العنيفة أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية تقييدا مؤقتا للرحلات الجوية فوق ضاحية فيرجسون. وفي نيويورك توجه مئات المتظاهرين إلي ساحة «تايمز سكوير» حاملين لافتات سوداء كتب عليها «العنصرية تقتل» و»لن نبقي صامتين» وردد المتظاهرون الذين تزايدت أعدادهم بمرور الوقت «لا عدالة..لا سلام». كما تجمع المتظاهرون أيضا في ساحة يونيون سكوير جنوب مانهاتن في حين قررت مجموعة ثالثة من المحتجين التحرك إلي «هارلم» سيرا علي الأقدام خلف لافتة تطالب ب»العدالة من أجل مايكل براون». وفي واشنطن تجمع مئات المحتجين أمام البيت الأبيض وهتفوا «ارفعوا أيديكم لا تطلقوا النار» وهو الشعار الذي اعتمده المتظاهرون منذ وقوع الحادث في فيرجسون. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «أوقفوا ترهيب الشرطة العنصري« و»حياة السود لها أهمية» وتوجهوا نحو مبني الكابيتول مقر الكونجرس. كذلك خرجت مظاهرات في بوسطن وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وأوكلاند وشيكاجو وسولت ليك سيتي ولوس أنجليس. من جانبه دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما سكان فيرجسون إلي الهدوء والاحتجاج بطريقة سلمية وقال في كلمة مقتضبة استمرت بضع دقائق «نحن أمة قائمة علي احترام القانون». وأقر أوباما أن الغضب هو «رد فعل مفهوم» محذرا من إخفاء المشاكل المرتبطة بالعنصرية في الولاياتالمتحدة» وقال «في كثير من مناطق البلاد هناك مشكلة عدم ثقة بين قوات الأمن والمجموعات الملونة». من جانبها أعربت أسرة براون عن «خيبة أملها العميقة» لأن قاتل ابنهم لم توجه إليه اتهامات. لكنها حثت المحتجين علي تفادي العنف والحفاظ علي سلمية احتجاجاتهم.