أطلق الأزهر الشريف 244 قافلة من علمائه ووعاظه، في المحافظات والمراكز والقري لمواجهة دعوات الفتنة وحمل المصاحف في المظاهرات يوم 28 نوفمبر وتوعية المواطنين بخطرها . صرح بذلك د. محي الدين عفيفي أمين مجمع البحوث الإسلامية وأوضح أن ذلك يأتي طبقا لتوجيهات الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بضرورة تلاحم وعاظ الأزهر مع كل طوائف الشعب، لتوعيتهم بخطورة رفع المصاحف في المظاهرات مؤكدا أنه لا يجوز لمسلم أو مسلمة أن تقوم بالخروج ورفع المصاحف لأنها مصونة ويجب المحافظة علي حرمتها. وأشار إلي أن هذه الدعوة ليست إلا إحياء لأقوي فتنة قصمت ظهر أمة الإسلام ومزقتها ومازالت آثارها حتي اليوم ،وهي ليست إلا اتِّجارًا بالدِّين وإمعانًا في خِداع المسلمين باسم الشريعة وباسم الدِّين، فهي دعوةٌ إلي الفوضي والهرج، ودعوةٌ إلي تدنيس المصحف، ودعوة إلي إراقة الدماء، قائمة علي الخداع والكذب، وهو ما حذَّرَنا منه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - منذ أربعة عشر قرنًا، ودعوةٌ إلي جهنم، ودعاتها دُعاة إلي أبواب جهنم، مَنْ أجابهم إليها قذَفُوه فيها، وقد بيَّنَهم لنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عندما سأله الصحابي الجليل حُذَيفة بن اليمان عن الشر مخافة أنْ يُدرِكَه فقال - صلي الله عليه وسلم: «نعم؛ دُعَاة علي أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها، قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم». وقال إنه يوجد تنسيق بين الأزهر من جهة ، والمدارس والمعاهد من جهة أخري، من أجل توعية الطلاب بما يحاك للوطن من مؤامرات ، والعمل علي تصحيح المفاهيم الضالة ، وتوضيح رؤية الإسلام الصحيحة حول كثير من القضايا الإسلامية. وقد حذرت هيئة كبار العلماء من الزج بالمصاحف في الصراعات السياسية والحزبية، مؤكدة ضرورة الحفاظ علي حرمتها وقدسيتها في العقول والقلوب. كما حذرت في بيان لها أمس من مغبة التطاول علي الدين الإسلامي وأحكامه وتشريعاته وطالب وسائل الإعلام بعدم استضافة من يروجون للانحلال الفكري والعقائدي والأخلاقي والرجوع لأهل الاختصاص من علماء الازهر الشريف حفاظا علي ثوابت الأمة والنسيج الموحد للشعب المصري، وصيانة لفكر الشباب الذين هم عدة المستقبل. من ناحية أخري، أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن علماء الأزهر يتواصلون مع كل فئات الشعب لتبصيرهم بخطورة الأفكار المتطرفة . جاء ذلك خلال استقباله أمس للدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية. تم استعراض الأوضاع التي تعيشها الأمتان العربية والإسلامية. كما أكد الشيخ محمد عبدالرازق عمر رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف ، أن الدعوة إلي رفع المصاحف يوم الجمعة المقبلة هي دعوة إخوانية بغطاء من الجبهة السلفية، حيث إنه تم رصد ما تم عقب صلاة الجمعة الماضية من بعض المنتمين إلي جماعة الإخوان في بعض المساجد من الاعتراض علي بعض الخطباء، ودعوتهم إلي التظاهر يوم الجمعة المقبلة والمشاركة في رفع المصاحف. وأشار رئيس القطاع الديني في تصريحات له أمس إلي ما أعلنه التنظيم الدولي للإخوان أن الجبهة السلفية أحد مكونات تحالفهم الإرهابي، مشددا علي أن تلك الدعوة الآثمة هي دعوة إلي الفساد والإفساد والتلاعب بدين الله والاعتداء علي قدسية كتابه.