من نعم الله علي الانسان نعمة النسيان، وإلا ماذا كان شكل حياتنا إن كانت مليئة بتجرع الاحداث الماضية خاصة المؤلم منها، ومن مزايا النسيان التمتع بما هو متاح لك في هذه الدنيا، والنظر إلي الحياة بتفاؤل، لكن هذا النسيان ليس معناه عدم تعلم الدروس مما حدث لنا، لان ذلك يضعنا في خانة الذاكرة البليدة، ويحرمنا من مزايا أخري في انفسنا ألا وهي التفكير والابداع. اقول هذا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لذكري ضحايا الطرق في 18 نوفمبر والذي يوافق الاحد الثالث من نوفمبر من كل عام، حيث عقدت الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم برئاسة المستشار سامي مختار مؤتمرا بمناسبة اليوم العالمي لذكري ضحايا حوادث الطرق تلبية لرسالة الأمين العام للامم المتحدة بان كيمون علي احياء ذلك اليوم لتوعية المواطنين باسباب حوادث الطرق لخفض معدلاتها التي فاقت كل تصور..والحقيقة ان الجمعية تقوم بمجهود كبير لنشر الوعي المجتمعي بالسلامة علي الطرق من خلال التدريبات وورش العمل خاصة للمدرسين والتلاميذ والسائقين..لكن علي رأي المثل « إيد لوحدها ماتصقفش»..نحتاج إلي جمعيات اخري مدعمة من الدولة والافراد والهيئات كما نحتاج الي الاهتمام من الحكومة، والمواطنين. الاحصاءات تقول ان 80 % من اسباب حوادث الطرق عامل بشري و20% موزعة بين الطريق والمركبة والعوامل الاخري.وتفقد مصر سنويا 13 الف قتيل و60 الف مصاب وهدر في النتاج القومي ما يقرب من 20 مليار جنيه.اذن الخطورة واضحة علي الدولة والمجتمع لما تترك الحوادث من آلام انسانية علي الأسر. لهذا لا تكفي الارادة السياسية وحدها لمواجهة المشكلة، بل لابد من خطط عاجلة لاصلاح الطرق والكباري وتعديلات في قوانين المرور تشدد العقوبات مع ضرورة تنفيذها علي الجميع من دون استثناء وتبني مشاريع العمل الاهلي لنشر الوعي بالسلامة علي الطرق بين جميع المواطنين. دعاء: يارب.. ياسامع الدعاء، يا واسع العطاء، اللهم اجعل يومنا هذا فرجا لكل صابر، وشفاء لكل مريض، ورحمة لكل ميت، واستجابة لكل دعاء، إنك علي كل شيء قدير.