جنود تونسيون يقومون بتأمين عملية نقل صناديق الاقتراع استعدادا للانتخابات الرئاسية يتوجه اليوم الناخبون التونسيون إلي صناديق الاقتراع للانتخابات لاختيار أول رئيس للبلاد في أول انتخابات بعد «ثورة الياسمين» تكون نزيهة وديمقراطية وشفافة ومتعددة الأحزاب. وتجري الانتخابات الرئاسية علي مدي يوم واحد فقط داخل البلاد حيث تفتح مراكز الاقتراع من الساعة الثامنة صباحا وتنتهي في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لتونس في حين انها مستمرة لمدة ثلاثة ايام خارج تونس بدءا من يوم 21 من نوفمبر. وساد البلاد أمس صمت انتخابي وفقا للقانون. ويبلغ عدد المسجلين في قوائم الاقتراع للانتخابات الرئاسية الحالية ممن يحق لهم التصويت وفق ما اعلنته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نحو 5.2 مليون ناخب تونسي. ويتنافس في السباق نحو قصر قرطاج 26 مرشحا، أبرزهم المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية الحالي والرئيس الشرفي لحزب « المؤتمر من أجل الجمهورية «، والباجي قائد السبسي «رئيس حركة نداء تونس»، وحمة الهمامي « الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية «، ومصطفي بن جعفر «رئيس التكتل من أجل العمل والحريات» ورئيس المجلس الوطني التأسيسي، ولأول مرة في تونس يشهد السباق الرئاسي ترشح امرأة هي القاضية كلثوم كنو. وأظهرت استطلاعات الرأي ان الباجي قائد السبسي هو الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية. وتعهد السبسي في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية بإعادة هيبة الدولة وضمان حرية التعبير ومقاومة الإرهاب والعنف وكشف حقيقة الاغتيالات السياسية التي طالت بالأساس السياسيين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. ولقي هذا الخطاب صدي لدي تونسيين كثيرين منهكين من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011. أما المرشح المنصف المرزوقي فقد دعا الاطراف السياسية إلي تجنب سياسة التشويش التي قد تلجأ إليها بدافع الخوف من الهزيمة - علي حد تعبيره -، وأضاف في كلمه له أمام انصاره خوفه من خطر التغول عندما يكون رئيس مجلس البرلمان ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من نفس الحزب، كما أكد علي أن قصر قرطاج سيكون القلعة الحصينة التي تمنع عودة الاستبداد، داعيا أنصاره للخروج إلي الأزقة والساحات ليقنعوا التونسيين بأنهم لا يمكن بعد أن كسروا القيد أن يقيدوا به، وأن الثورة هي فرصة تاريخية تعطي للشعب لبناء أسس دولة سليمة والتخلص من كل ما هو بال ومتعفن وقديم، وأن علي الشعب التونسي عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية. أما المرشح حمة الهمامي زعيم حزب تحالف الجبهة الشعبية الفائز ب 15 مقعدا برلمانيا فقد دعا الي قبول فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن الحكومة المقبلة لا يجب أن تكون مجرد تقاسم للوزارات بقدر ما يجب ان تكون حاملة لمشروع تنمية حقيقة قادرة علي إخراج البلاد من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية التي انزلقت فيها. وتشكل الاوضاع الاقتصادية الأكبر والأكثر إلحاحاً أمام الرئيس المقبل لذلك فقد احتلت مكانة متقدمة في الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة، فالوضع الاقتصادي لتونس وباقي الدول العربي صعب ومتدهور، فقد كانت هناك وعود بجذب استثمارات وتحسين للعلاقات الدبلوماسية مع باقي الدول الأجنبية فالاستثمارات هي المحرك الاساسي لتوفير فرص العمل وخلق الثروة وذلك بإعادة الثقة للمستثمرين المحليين والاجانب.