سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس للوفد الإعلامي السوداني ووسائل إعلام فرنسية وإيطالية : لا قوات مصرية في ليبيا.. ونبحث الإفراج عن صحفي الجزيرة
لسنا ضد أي فكر بشرط عدم فرضه علي المصريين بالقوة
الرئيس السيسى خلال لقاؤه بالوفد الإعلامى السودانى أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ان التطورات السياسية التي مرت بها مصر علي مدار العامين الماضيين، نابعة من إرادة شعبية خالصة، وقال الرئيس إن هذه التغيرات كانت تنشد التغيير نحو الأفضل، وترفض محاولات تغيير هويتها. وأشار السيسي إلي دور وسائل الإعلام في زيادة الوعي وتنمية القيم المعتدلة والعمل علي نشرها لدحض أية أفكار مغلوطة أو هدامة، لكي تسود روح التسامح والتعايش المشترك بين أبناء الشعب الواحد في كافة الدول العربية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي أمس بمقر رئاسة الجمهورية، بوفد إعلامي رفيع المستوي من جمهورية السودان الشقيقة، برئاسة ياسر يوسف إبراهيم، وزير الدولة بوزارة الإعلام السودانية، وبحضور الزبير عثمان، نائب مدير الهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون السوداني، وعدد من رموز الإعلام السوداني المرئي والمقروء، فضلاً عن السفير عبد المحمود عبد الحليم، سفير جمهورية السودان بالقاهرة. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استهل اللقاء بالتأكيد علي العلاقات الأخوية المتميزة والقواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين المصري والسوداني، مؤكدا أن مصر تنظر للسودان بكل احترام وتقدير، وتتطلع إلي تعزيز التعاون مع السودان الشقيق في كافة المجالات، لاسيما في ضوء توافق مصالح الدولتين والشعبين. وقال السفير علاء يوسف إن وزير الدولة السوداني نقل إلي الرئيس السيسي تحيات وتقدير الرئيس البشير، كما أكد المسئول السوداني أن بلاده تدعم اختيارات الشعب المصري، وتعتبر أن أمن ومصلحة مصر جزء من أمن ومصلحة السودان، وأضاف أن زيارة الوفد والحفاوة التي قوبل بها من جانب كافة الأشقاء المصريين سمحت لهم بالتأكد من أن ما شهدته مصر من تطورات سياسية كان نتاجاً خالصاً لإرادة شعبية مصرية، وأن القيادة السياسية في السودان حريصةٌ علي دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين والعمل علي تسوية أية خلافات بينهما. من جانبه، أشاد السفير السوداني بالمواقف المصرية المشرفة علي العديد من الأصعدة سواء علي مستوي العلاقات الثنائية مع السودان، أو عبر استعادة دورها في المحافل الدولية، والتي تبدت خلال اجتماعات الجمعية العامة في سبتمبر الماضي، بالإضافة إلي انفتاح مصر علي القارة الإفريقية ورغبتها الصادقة في تفعيل علاقاتها الإفريقية، وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس قد شدد علي أن خطورة التحديات ودقة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية تفرض علينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً، فلا مجال للخلاف أو طرح أية قضايا من شأنها عرقلة مسيرة التضامن والعمل المشترك، مؤكدا أن هذه الروح يجب أن تسود كذلك العلاقات مع الدول الافريقية وليس الدول العربية فحسب، كما أجري الرئيس حوارا أمس مع كل من قناة «فرنسا 24» الاخبارية وجريدة «وربيرا ديلا سيرا» الإيطالية، وذلك بمناسبة زيارته المرتقبة لكل من إيطالياوفرنسا. ووجه الرئيس التحية للشعب الفرنسي بمناسبة أول زيارة يقوم بها إلي الاتحاد الاوروبي، لأن هناك دائما بين دول الاتحاد ومصر علاقات قوية وعميقة ممتدة علي مدي سنوات طويلة. وأضاف الرئيس أمس في مقابلة مع قناة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية ، أن زيارته المقررة إلي ايطالياوفرنسا تأتي ضمن الجهود التي يبذلها لاستعادة مكانة مصر وشرح وجهة نظرها للأوروببين ليتفهموا ما يحدث في مصر والمنطقة. وردا علي سؤال حول آفاق التعاون العسكري مع فرنسا، قال الرئيس السيسي إن العلاقات العسكرية بين البلدين ليست وليدة اليوم، فمصر لديها طائرات ميراج 5 وميراج 2000 الفرنسية بالاضافة الي صواريخ الكروتال التي تعمل ضمن نظام الدفاع الجوي واسلحة الميلان المضادة للدبابات، مشددا علي أن مصر لها علاقات تعاون عسكري مع فرنسا من سنوات طويلة، وحريصون علي استمرار هذه العلاقات.. ولفت الي أن عقد صفقات جديدة بين البلدين مرتبط بمدي ما يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر في ظل الظروف الراهنة، وتفهمها للمطالب الأمنية لمصر بما يتناسب مع ظروفنا الاقتصادية الحالية، مشيرا إلي أن مدي استعداد فرنسا لتقديم تسهيلات لنا هو الاعتبار الذي سيحكم إبرام صفقات من عدمه. وحول استمرار الهجمات الإرهابية في سيناء وإمكانية مشاركة مصر في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، قال الرئيس السيسي إن مصر تبذل جهودا منذ أكثر من عام في مكافحة الارهاب ونحن منضمون لهذا التحالف، ولكننا نقوم بهذا الجهد في سيناء وعلي حدودنا الغربية والجنوبية، وذلك حتي قبل التحالف ضد «داعش». وأوضح ان اقامة منطقة خالية علي الحدود في سيناء هو امر كان يتعين ان يتم من سنين طويلة لما له من تأثير كبير علي الامن في سيناء وربما مصر ككل، ويتم تنفيذ هذا القرار بمنتهي التفاهم مع السكان في سيناء، كما جرت لقاءات مع اهل المنطقة وتم التفاهم معهم ومنحهم التعويضات المناسبة، فضلا عن انشاء مدينة رفح الجديدة بالشكل الذي يليق بهم وبمصر. وحول شكوي اهل سيناء من اضطرارهم لترك منازلهم، قال الرئيس السيسي ان المنطقة الخالية جزء رئيسي من الحل، مشيرا الي ان سكان المنطقة كانت لهم حدود مباشرة مع قطاع غزة دون سيطرة كاملة علي حركة العناصر والانشطة في هذه المنطقة الحدودية ، علاوة علي اننا خلال التعامل مع الارهابيين علي مدي اكثر من سنة كنا حريصين للغاية علي الا يكون هناك اي ضحايا من المدنيين او الابرياء سواء فيما يتعلق بحقوق الانسان او فيما يتعلق بأعمال القتل او الاصابات بينهم. وقال الرئيس السيسي انه كان هناك تفاهم مع سكان المنطقة بهذا الخصوص نظرا لحاجة الامن القومي المصري لاخلائها لصالح بلدهم وهو امر لن ننساه لهم ونسعي الي تعويضهم بمساكن قربية بذات المنطقة. وحول حالة الفوضي الحالية في ليبيا المجاورة لمصر ، قال السيسي ان مصر اذا تدخلت تدخلا مباشراً في ليبيا فانها لن تتردد في اعلان ذلك ولكن كل ما نفعله حتي الان هو مساعدة الجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي من خلال الحكومة الليبية، ونري ان الجيش الليبي قادر علي حماية امن ليبيا وعلي المجتمع الدولي مساعدة الجيش الليبي علي ان يستعيد مكانته ليكون قادرا علي مواجهة الارهاب واستعادة الامن والاستقرار. ونفي الرئيس تماما وجود قوات جوية أو ارضية او طائرات عسكرية مصرية في ليبيا، مشددا علي ان مصر تؤمن حدودها من داخل حدودها. وحول استعداد مصر لتطبيع علاقاتها مع قطر، قال الرئيس السيسي في مقابلته مع قناة فرانس 24 ، «دعونا ننتظر ونري نتائج اتفاق الرياض بشأن قطر».. واضاف ان مصر اصدرت بيانا ردا علي دعوة خادم الحرمين الشريفين لها لتهيئة المناخ لموقف اكثر ايجابية، وبدأت في تنفيذ ذلك من اليوم.. وحول العلاقات المصرية مع تركيا، قال الرئيس السيسي ان مصر منذ 30 يونيو و3 يوليو وحتي الان لم تصعد الموقف مع اية دولة باي اجراء سلبي علي الاطلاق. وحول تسليم الولاياتالمتحدة للطائرات الاباتشي لمصر، قال الرئيس السيسي ان الحدود المصرية ممتدة لمسافة 1200 كم مع ليبيا و1000 كم مع السودان بجانب حدودنا مع قطاع غزة واسرائيل وهذه المساحة الضخمة تحتاج الي حجم قوات ومعدات متطورة وايضا لكي لا تكون هناك خسائر في المدنيين، موضحا أن الطائرات الاباتشي العشر كان مخططا ان تصل مصر منذ اكثر من عام بالاضافة الي 12 طائرة اف 16، وهذه بداية لاستئناف توريد المعدات لمصر. واضاف الرئيس انه قد لا يكون هناك تصور جيد للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقد يكون هناك تخوف ولكني اتصور ان الإقدام والشجاعة علي اتخاذ هذه الخطوة سيخلق واقعا جديدا يفرض نفسه علي المنطقة بالكامل، ومصر مستعدة للاسهام في تقديم الضمانات التي تحقق السلام وألا يكون هناك شكل من اشكال التهديد لا للاسرائيليين ولا للفلسطينيين. وبالنسبة للاخوان المسلمين ومقارنة ذلك بوضعهم في تونس ، قال الرئيس السيسي ان مصر بها 90 مليونا وأنه مع كل التقدير لما حدث بالنسبة للاسلاميين في تونس فان عدد سكانها لا يتجاوز واحد علي عشرة من تعداد سكان مصر، كما ان ما تقوم به الدولة المصرية ازاء الاخوان المسلمين هو رد فعل وليس فعلا ، وأكد أن المناخ متوافر لكي يعيش كل المصريين باختلاف افكارهم، ولسنا ضد فكر اي طرف بشرط الا يحاول فرض فكره علي الناس بالقوة وهي مشكلة موجودة عندنا.. واضاف ان التعامل معهم تفرضه ظروف استثنائية صعبة. وردا علي سؤال حول أوضاع حقوق الانسان والناشطين والصحفيين وإمكانية تسليم صحفيي الجزيرة المسجونين الي دولهم، قال الرئيس السيسي ان القانون الخاص بإمكانية تسليم مسجونين أجانب الي دولهم إنما يؤكد انني لم اكن مسئولا او صاحب قرار عندما تم القاء القبض وتحويل الصحفيين الي المحكمة، واقول لو كنت موجودا في السلطة وقتها لوجدت انه من الانسب لمصر وامنها القومي ان يتم ترحيلهم الي بلدهم وغلق القضية. واضاف ان الدول الاوروبية تحترم القانون والقضاء ولا تعلق عليه فلماذا لا تريدون أن يتحقق هذا ايضا في بلادنا وان من حقنا في مصر ان يكون هناك قانون وقضاة يجب ان يحترم قانونهم وكلمتهم ولا نعلق عليها. وحول امكانية منح صحفيي الجزيرة عفوا رئاسيا، قال الرئيس السيسي ان هذا الامر يتم بحثه لحل المسألة، واذا وجدنا ان هذا الامر مناسب للامن القومي المصري سنقوم به».