في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في فبراير القادم مازالت جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة تواصل هجماتها الإرهابية، الأمر الذي قد ينعكس بصورة سلبية علي جهود جوناثان لإعادة انتخابه.. لكن يبدو أن أنصار الرئيس لديهم استراتيجية للتغلب علي الأمر بإلقاء اللوم علي الولاياتالمتحدة باعتبارها لم تقدم الدعم الكافي لأبوجا في حربها ضد بوكو حرام وذلك بحسب تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. فالرئيس النيجيري الذي أطلق حملته الانتخابية في العاصمة النيجيرية أبوجا تجاهل الحديث عن بوكو حرام وركز في المقابل علي التقدم الذي حققه في مجالات البنية التحتية والتعليم والشفافية الحكومية باعتبارها أحد أهم إنجازاته منذ وصوله للسلطة عام 2010. وبدون أن يذكر بوكو حرام كرر جوناثان وعوده التي لم تتحقق حول مكافحة الإرهاب قائلا "سأفعل كل شيء ممكن لإنهاء جرائم العنف في بلادنا". وخلال فترة حكم جوناثان نجحت بوكو حرام في توسيع نطاق عملياتها في عدد من الولايات شمال البلاد، وأعلنت مؤخرا سيطرتها علي مدينة في ولاية أداماوا شمال شرق نيجيريا لتضيف منطقة جديدة للمساحة الواسعة الخاضعة لسيطرتها منذ 2009. كما أعلنت بوكو حرام مسئوليتها عن الهجمات التي أدت إلي مقتل أكثرمن 3 آلاف شخص وتشريد آلاف آخرين لكن يظل الحادث الأخطر الذي نفذته الجماعة هو قيام الجماعة باختطاف 270 طالبة. وفي ظل فشل نيجيريا في مواجهة الإرهاب ألقي السفير النيجيري لدي الولاياتالمتحدة أديبوال أديفيوي باللوم علي واشنطن مؤكدا أن الدعم الأمريكي لبلاده يكفي فقط لتوجيه ضربات خفيفة لبوكو حرام في حين أن ما تحتاجه نيجيريا هو توجيه ضربة قاتلة لهذه الجماعة الإرهابية معتبرا أن "بوكو حرام هي النسخة النيجيرية من داعش". وفي تصريحات "لفورين بوليسي" قال أديفيوي إنه "من الصعب بالنسبة إلينا أن نفهم لماذا وكيف نجحت بوكو حرام في التوسع وفي قتل المزيد من الضحايا بالرغم من الوجود الأمريكي في نيجيريا وما تملكه القوات الأمريكية من تكنولوجيا عسكرية متقدمة؟". لكن البيت الأبيض كان قد نشر في أكتوبر الماضي "بيان حقائق" لتوضيح الجهود الأمريكية لمساعدة الحكومة النيجيرية في معركتها ضد بوكو حرام من بينها إرسال فريق إلي أبوجا لمشاركة المعلومات الاستخباراتية وتقديم المساعدة من أجل العثور علي الطالبات المختطفات. وفي أغسطس الماضي رحب الرئيس الأمريكي بنيجيريا في مبادرة "حوكمة الأمن" كما دشنت وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان "صندوق طوارئ الأمن العالمي" لتوفير 40 مليون دولار للكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا لمحاربة بوكو حرام. وتسعي نيجيريا للحصول علي سلاح أمريكي لكن الاتهامات الموجهة للجيش النيجيري بانتهاك حقوق الإنسان تقف حائلا أمام ذلك. وكانت الحكومة النيجيرية قد أطلقت حملة عسكرية واسعة لصد هجمات بوكو حرام وهي الحملة التي انتقدتها المنظمات الحقوقية بسبب ما وصفته "باعتداءات شائعة".