تمر اليوم الذكري 145 عاما علي افتتاح قناة السويس فعلي مدار يومي ال17 و18 نوفمبر 1869 شهدت مدينة الاسماعيلية أكثر الاحتفالات بذخا وعظمة.. تجمعت في مياهها 50 سفينة 461 سفينة أبحرت في بورسعيد و6 سفن أخريات أبحرت في السويس اما المدينة فتزينت فنادقها وامتلأت شوارعها بأقواس النصر احتفالا بهذه المناسبة. بدأت عملية الحفر فعليا في 25 أبريل 1859، أما الأعمال التحضيرية لعملية الحفر بدأت منذ 1856.. تم تشكيل أعداد كبيرة في المجالس واللجان لحل مشاكل الرسو والطفو والتوقف في منطقة القنطرة ولذلك شهدت القناة تجارب عديدة لعمليات الابحار سبقت عملية الافتتاح الفعلية للتأكد من حل هذه المشاكل.. المصريون هم صانعو التاريخ علي مر العصور .. وهم كلمة السر وراء الإنجازات التي أبهرت العالم القديم والحديث .. فبناة الأهرام والحضارة القديمة مازالوا يبهرون العالم حتي وقتنا هذا .. ففي الماضي شق المصريون قناة السويس بدمائهم وعرقهم ليهدوا العالم أقصر طريق يصل بين الشرق والغرب واليوم يواصلون إعجازهم بتوسعة هذا الشريان المائي الحيوي ليستوعب أعدادا مضاعفة من حركة التجارة العالمية . أمس احتفلت قناة السويس بالذكري 145 علي افتتاح قناة السويس وذلك تزامنا مع الحفل الأسطوري الذي أعده الخديو إسماعيل في 17 نوفمبر عام 1869 ودعي إليه ملوك وأمراء وأباطرة العالم ليشاهدوا معجزة المصريين في حفر القناة بأيديهم . الحفل الأسطوري أعد بمنتهي الإتقان حيث أقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبري للملوك والأمراء والثانية لليمين لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفي العروسي والشيخ إبراهيم السقا والثالثة لليسار خصصت لرجال الدين المسيحي وجلس بالمنصة الكبري الخديوي إسماعيل ومسيو ديلسبس والإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا وملك المجر وولي عهد بروسيا والأمير هنري شقيق ملك هولندا وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة والأمير محمد توفيق ولي العهد والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا وشريف باشا ونوبار باشا والأمير عبد القادر الجزائري وقد بلغ عدد المدعوين من ذوي الحيثيات الرفيعة زهاء ستة آلاف مدعو وحتي يوم 15 نوفمبر كان قد تم استدعاء خمسمائة طباخ من مرسيليا وجنوة وتريستا. وفي المساء مدت الموائد وبها شتي أنواع الأطعمة والمشروبات وانطلقت الألعاب النارية والتي تم استيرادها خصيصاً لهذا الغرض وتلألأت بورسعيد بالأضواء وأنغام الموسيقي ، واستخدم إسماعيل تلك المناسبة لإظهار مدي حضارة مصر. وتعد قناة السويس بجانب كونها الممر المائي الأكثر تأثيراً في حياة البشرية حتي الآن إلا أنها كانت مصدر إلهام للمصريين علي مر العصور منذ الإفتتاح وحتي الآن فالمحطات التاريخية التي مرت علي القناة عديدة بدءا من 125 ألف مصري دفعوا أرواحهم ثمناً لشق القناة مروراً بقرار التأميم الخالد من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والحروب التي شهدتها المنطقة طمعاً في السيطرة عليها وحتي حرب أكتوبر المجيدة . والآن ياتي الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي في إعادة رسم التاريخ من جديد بقراره العظيم بشق قناة السويس الجديدة علي طول 77 كيلو مترا من بينها 35 كيلو مترا تقوم 83 شركة وطنية بحفرها .. وهو المشروع الطموح الذي ربما يعيد للإقتصاد المصري إزدهاره ورونقة من جديد ويكون هدية الرئيس للأجيال القادمة . ولن ينسي المصريون كلمة الرئيس السيسي خلال حفل إطلاق شارة البدء لشق القناة الجديدة حينما قال « نأذن- نحن عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية- ببدء حفر قناة السويس الجديدة، لتكون شريانا إضافيا للخير في مصر، ولشعبها العظيم، وللعالم أجمع. حفظ الله مصر وشعبها.. وإن شاء الله تفتتح القناة الجديدة في أغسطس القادم». وبالنظر للمشروع الجديد فهو لم يقتصر علي شق قناة جديدة فحسب بل يمتد لاقامة منطقة تنمية متكاملة علي طول أقليم القناة بجانب استصلاح ما يقرب من 4 ملايين فدان وانشاء عدد مِن المزارع السمكية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري البسيط. ستظل قناة السويس ممر الخير علي مر العصور ومصدر الهام الشعب المصري .