سعدت باصرار الارادة السياسية المصرية علي تنفيذ المشروع النووي المصري فالبرنامج المصري للطاقة النووية يختلف عن برامج الطاقة النووية الاخري بالمنطقة والتي اثارت ضجة وتم استخدام بعضها بالفعل لانتاج أسلحة نووية فبرنامج مصر النووي يتميز بالشفافية كل ما يتعلق به تم مناقشته منذ البداية علي الملأ فهو برنامج مدني. الهدف الاساسي منه هو توفير الطاقة وتحديث الدولة ولا يرتبط بأي ميول عسكرية ومع ذلك تم عرقلة اقامته لاكثر من اربعين سنة رغم احتياجنا الشديد إليه فالطاقة النووية سوف توفر مصادر عدة لا تقتصر علي الكهرباء فقط ولكن تمتد إلي توفير المياه فمن المعروف أن بضعة جرامات من الطاقة النووية نستطيع الحصول علي الطاقة بأضعاف المصادر الاخري التي يعتبرها العالم كله من الموارد الناضبة غير المتجددة كالبترول وغيره من مصادر الطاقة إذن الاتجاه الي الطاقة النووية أصبح أمرا حتميا في العالم كله الأمر المثير للشجن أن برنامج مصر النووي بدأ كمشروع في نفس الوقت الذي بدأت فيه( الهند) مشروعها النووي في عهد الزعيمان نهرو وجمال عبد الناصر لكن( الهند) نجحت وهي الان تستطيع تصنيع محطة نوويه بأكملها دون حاجة الي الخبرات والكفاءات الاجنبية بل إنها تمتلك الان العديد من القنابل النووية أما في مصر فقد كان لدينا كثير من الفرص الحقيقية لتنفيذ برنامجنا النووي والذي لايزال في حالة تطوير حتي الآن ولدينا من الكفاءات البشرية الفنية التي شاركت بل قامت علي أكتافها البرامج النووية في عدد من الدول الاوروبية والولايات المتحدةالامريكية فعلي سبيل المثال البرنامج النووي( الكندي) يقوم علي أكتاف 35 عالما منهم 16 عالما مصريا إلا ان الظروف الاقتصادية والسياسية وما مرت به مصر من حروب تسببت في توقف أو بطء تنفيذ برنامجها النووي الي جانب طبعا تقارير البنك الدولي التي كانت تري أن مصر ليست بحاجة الي إنشاء محطات نووية !! وكفاية عليها الفحم والبترول لكن ما يبعث في النفس الأمل أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عازم وباصرار علي إقامة محطة بل محطات نووية في( الضبعة ) فالي جانب الفائدة التي سوف تعم علي بلدنا فهو بالتأكيد ترمومتر لاستقلال الارادة الوطنية التي توقفت لاكثر من أربعين عاما.