«لو تأملنا آيات القرآن لوجدنا فيها تكليفاً إلهياً للمصريين بأن يحولوا طور سيناء لمكان مقدس تتعبد فيه البشرية كلها لرب العالمين» مازالت مصر تكشف كل يوم عن كنوزها الثمينة والكفيلة بأن تجعلها أكثر دول المنطقة ثراء بمواردها الطبيعية وكنوزها الأثرية وإنجازاتها الإنسانية وشواهدها الحضارية، والآن تخرج مصر للعالم كنزاً منسياً ظل مسكوتاً عنه آلاف السنين رغم قيمته الهائلة وهو ما أطلقنا عليه اسم «الحرم الرابع» المتمثل في الوادي المقدس طوي وجبل التجلي الذي تجلي الله بنوره عليه في أرض سيناء فجعله دكاً ليثبت لبنيه وكليمه موسي عليه السلام عدم قدرته علي رؤية الله. هذه الأماكن المقدسة والتي ذكرها الله في أكثر من سورة في القرآن الكريم، ماذا فعلنا بها لنجعلها مصدر جذب لملايين السائحين من كل لعالم ونحول سيناء التي لم يعد العالم يعرفها الآن سوي أنها مأوي للإرهابيين فتصبح ملتقي الأديان ومنارة للسياحة الدينية والعلاجية في العالم.. للأسف لم نفعل شيئاً علي الإطلاق وأخشي رغم القيمة الهائلة لهذا المكان الذي سلطت عليه «الأخبار» الأضواء في تقارير صحفية عديدة ورائعة أن يمر الوقت دون أن يحدث شيء.. والصورة ماثلة أمامنا حتي الآن في مشروع رحلة العائلة المقدسة التي أرادت مصر أن تجعلها منتجاً سياحياً منذ أشهر طويلة ومازال المشروع علي الورق رغم تحرق الكثيرين لأن يمضوا في نفس الطريق الذي مشت فيه العائلة المقدسة من القدس إلي مصر مروراً بأرض سيناء التي حظيت ببركات عظيمة من الله.. وانظر مثلاً لو صنعنا «لاند سكيب» هائلا لمنطقة الطور وربطناها بوسائل انتقال مناسبة من منطقة الفنادق المقامة بأساليب وطرق تتناسب مع البيئة إلي المناطق المقدسة التي يعتقد أن سيدنا موسي عليه السلام كلم الله فيها خاصة أن الله تعالي لم يصفها بهذه الدقة المتناهية في القرآن الكريم إلا لنعرفها ونصل إليها. حيث يقول سبحانه وتعالي في سورة القصص: «فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسي إني أنا الله رب العالمين».. ولا شك أن هذا الوصف المكاني الدقيق ليس زائداً عن الحاجة وإنما عن إشارة من رب العالمين إلينا لنعود إليه ونتعبد لله فيه. مثلما يقول سبحانه وتعالي في سورة طه: «فلما أتاها نودي يا موسي إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوي»، وبهذا فالمكان المقدس ليس لموسي عليه السلام فقط وإنما للبشرية كلها.. فالآيات ليس فيها أي لبس علي ما يجب علي البشرية أن تفعله في هذا الوادي من تقديس وعبادة والتزام ومناط التكليف بهذا الأمر هنا هو للمصريين بأن يعدوا المكان للتعرف علي ملكوت الله وقدرته، ليس هذا فقط بل إشارة الله لشجرة تنبت بالدهن تخرج في طور سيناء هي شجرة الزيتون فيها صبغ للآكلين وفيها شفاء لكثير من الأمراض، وتخيل لو قمنا بزراعات كثيفة للزيتون في تلك المناطق وصنعنا له علامة تجارية عالمية، وجئنا بعلماء وخبراء للتداوي بالزيتون في مصحات علاجية علي غرار مصحات سويسرا، ونستفيد أيضاً من رجال سيناء وعيون المياه الطبيعية في المنطقة.. مثلما تفعل سويسرا بينابيع الطين والتراب.. نحن بالفعل أمام مشروع يمتلك كل مقومات النجاح، حيث لفت الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار النظر إليه وأعلن استعداد مؤسسة أخبار اليوم للمشاركة في تسويقه وترويجه ودعمه ليصبح حرماً رابعاً يؤمه ملايين القاصدين إلي المنطقة، وفي تقديري أن العلامات الظاهرة في الآيات القرآنية تمثل أمراً من الله برعاية المكان وتأهيله للناس لعبادة الواحد القهار.. وهي فرصة عظيمة لأن تأخذ مصر مكانتها في مجال السياحة العلاجية والدينية.. قضيتنا فقط في توفير الإرادة اللازمة لتجميع كل من يعنيهم الأمر لوضع البرنامج التنفيذي لهذا المشروع العظيم بأبعاده المختلفة.. وغداً سيظهر في مصر كنز جديد يبهر العالم ويؤكد أن مصر محل كرم الله وعطائه.