بعد تصويت الأمريكيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بدأ الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2016، وهو ما يمثل بداية غير رسمية للحملات الانتخابية للمرشحين في حملات قد تكون الأطول في التاريخ الأمريكي، والأكثر تكلفة أيضا، وهو ما دفع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لاستعراض أبرز 12 مرشحا للانتخابات المقبلة. منهم اثنان فقط من الديمقراطيين وتسعة من الجمهوريين وواحد مستقل. وفيما يلي المتنافسون الاثنا عشر: هيلاري كلينتون تحلم بأن تكون أول امرأة تصل الي البيت الأبيض، تتمتع هيلاري كلينتون (67 عاما) بشعبية كبيرة في اوساط الحزب الديمقراطي، وينتظر أن تكون حساباتها بشأن الترشح مرتبطة بحظوظ حصولها علي ترشيح الحزب، بعد تجربة فاشلة خاضتها من قبل أمام الرئيس الحالي باراك أوباما، وبعد عقود من العمل السياسي تريد هيلاري العودة للحياة العامة والسياسة التي شكلت جزءا كبيرا من حياتها وحياة زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون. جيب بوش يعتبر جيب بوش (شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ونجل الرئيس الأسبق جورج بوش الأب) أقرب الجمهوريين لنموذج هيلاري كلينتون إلا أنه يوجد شكوك قوية داخل الحزب الجمهوري حول ترشحة فعليا. جيب (61 عاما) لم يخضع لاختبار صندوق الاقتراع منذ عام 2002، كما أنه قد لا يرغب في الدخول في انتخابات الحزب التمهيدية التي قد يخسرها، بالإضافة الي أن مواقفه المؤيدة لوضع تعديلات تشريعية علي الهجرة ومعايير أساسية للتعليم تجعله علي خلاف مع الجناح المحافظ داخل الحزب الجمهوري. راند بول لا يبدو ان أياً من المرشحين الجمهوريين المحتملين يملك قاعدة شعبية مثل التي يمتلكها بول، ولكن السؤال الأساسي حول ترشحه يكمن في قدرته علي تشكيل تحالف واسع يضم المؤيدين للأفكار الليبرالية والمتبرعين الصغار الذين يؤيدون والده السيناتور السابق رون بول لتمويل حملته الانتخابية. التحدي أمام بول (51 عاما) سيكون كبيرا لإقناع القوي التقليدية داخل الحزب الجمهوري بانه يمتلك الشعبية الكافية ليكون مرشح الحزب . بوبي جيندال مثل روبيو، يقدم جيندال نفسه كمعبر عن التنوع والاختلاف داخل الحزب الجمهوري، كما يعتمد علي كونه حاكم ولاية لويزيانا للدورة الثانية وعمله في الكونجرس ومكتب الصحة الفيدرالي.ولا يخفي ابن المهاجرين الهنود نيته للترشح للرئاسة، إلا أن الكثيرين داخل حزبه يعتقدون أن انتخابات 2016 قد تشهد ترشحه علي مقعد نائب الرئيس، أو اطلاقه حملة بشأن ترشحه لاحقا. جيندال 43 عاما يحمل تأييد الجناح المؤسسي داخل الحزب إلا أنه يحتاج أيضا لكسب دعم الجناح المحافظ. مارتن أومالي إذا نظرنا لتحركاته وإنفاقه الضخم فإن أومالي يعتبر أكثر المرشحين الديمقراطيين الذين يعلنون بوضوح عزمهم التقدم للحصول علي ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة المقبلة، وكان أومالي خلال انتخابات 2008 من أكثر المؤيدين لترشيح هيلاري كلينتون ورغم ذلك فانه اكثر من أبدي استعداده لمنافستها. أومالي (51 عاما) بدا أكثر ليبرالية وتحررا في أفكاره ويستطيع كسب أصوات من يسعون فقط إلي التغيير، وهو ما لا يكفيه للفوز ولكنه سيعزز حظوظه. تيد كروز تابعه الأمريكيون في مجلس الشيوخ طيلة العامين الماضيين لطريقته الحادة في المواجهة والصدام، وسيعتمد في تمويل حملته علي شبكة من المتبرعين الصغار، إلا أن كروز (43 عاما) يحتاج الي إقناع الجناح المؤسسي داخل حزبه الجمهوري بانه قادر علي الفوز بالبيت الأبيض. وفي ظل الاعتقاد بانه سيدخل الانتخابات التمهيدية، فقد قام بتشكيل فريقه السياسي، كما قام بزيارات متكررة للولايات الرئيسية، وينتظر أن يأتي الدعم لكروز من المتشددين داخل الحزب، خاصة من نشطاء حزب الشاي والمسيحيين المحافظين. كريس كريستي تبدو احتمالات ترشح كريستي مرتبطة بقرار جيب بوش للترشح، حيث يعتمد الاثنان علي نفس الشبكة من الأنصار والمتبرعين. وقد يعتمد كريستي علي فوزه العام الماضي في انتخابات عمدية الولاية بفضل أصوات الأقليات، كما قد يكون كريستي (52 عاما) من اكثر المتمتعين بمهارات سياسية، إلا أن الحالة المالية للولاية التي يرأسها قد تؤثر عليه حيث تضاعف تراجع التصنيف الائتماني لنيوجيرسي منذ تولي عمديتها. مايك هوكابي ترشح سابقا في الانتخابات التمهيدية 2008، ومنذ ذلك الحين حافظ علي شعبيته وسط المسيحيين المحافظين (مؤيديه في 2008) عبر ظهوره الدائم في قناة فوكس نيوز ومقالاته وكتبه. التمويل كان مشكلة أمام هوكابي في 2008، وقد يكون مشكلة مجددا، ولكن السؤال يظل حول مدي جدية هوكابي (59 عاما) في الترشح للانتخابات. برنارد ساندرز علي الرغم من اجتماعاته الدائمة مع أعضاء الحزب الديمقراطي فان ساندرز النائب عن ولاية فيرمونت يعد مستقلا، وهو يؤكد أنه سيترشح للرئاسة سواء مستقلا أو عن الحزب الديمقراطي، وعل أي الأحوال فانه يحظي بدعم المنتمين للجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي. ترشح ساندرز لا يبدو انه يمثل تهديدا كبيرا لحظوظ هيلاري كلينتون، ورغم ذلك فانه قد يزيد من النقاش حول الشفافية الاقتصادية التي يتحدث عنها ساندرز دائما. ماركو روبيو برز نجم روبيو مدفوعا بنشطاء حزب الشاي، وهو يقدم نفسه كمرشح يصلح كهمزة وصل بين الجناحين المحافظ والليبرالي المتحرر. وعلي روبيو (43 عاما) لكي يترشح أن يقنع قيادات الحزب الجمهوري والمتبرعين أنه يملك مقومات الرئاسة، وذلك في ظل مواجهته لهجوم من الجناح اليميني لدوره الرئيسي في تعديلات تشريعية بخصوص الهجرة، كما يجب علي روبيو ان يحدد أي من المناصب سيترشح لها في 2016 التي تشهد انتخابات تجديد آخر بالكونجرس إلي جانب الانتخابات الرئاسية. سكوت ووكر بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة قبل أيام فان ووكر يعتبر تحقيقه للفوز مرتين في اخر 4 انتخابات لمنصب عمدة ولاية ويسكونسن وأثبت نفسه كرقم جمهوري صعب في المعادلة، متخطيا الدعوات للاطاحة به من المنصب، بفضل العمل المنظم والدعم الشعبي. ويحظي ووكر بشبكة تمويل قوية وإعجاب في صفوف المحافظين داخل الحزب الجمهوري، إلا أن "الكاريزما" هي ما ينقصه. ريك بيري تعرضت محاولاته للترشح في عام 2012 لفشل كبير، إلا أنه يأمل في محاولة ثانية، كما يري أعضاء في حزبه الجمهوري أنه هذه المرة سيكون ذا تأثير أكبر. البعض داخل الحزب الجمهوري معجب بخبرته التنفيذية كونه قضي 14 عاما حاكما لتكساس، ولكن التحدي الأكبر أمام بيري (64 عاما) هو انه في يناير المقبل لن يصبح حاكما للولاية، ما سيفقده الكثير من الدعم المادي الذي تمتع به في المحاولة السابقة للترشح للرئاسة، كما سيشهد منافسه داخل بيته الحزبي من السيناتور تيد كروز.