مع الأسف فنحن لا نساعد الحكومة ولا الدولة علي أن تكون عند حسن ظننا ننتظر منها دائما أن تحل مشاكلنا دون أن نمد لها يدنا لنعاونها واضح جدا ان الناس تعتبر الحكومة ماما وبابا وكل شيء فهم ينتظرون منها ان تقوم لهم بكل ما يريدون ويقفون يتفرجون عليها يعاتبونها ويهاجمونها مع انهم يرتكبون في حق مصر قبل الحكومة كل ما لا يصدقه عقل وكأنهم ينتقمون من الدولة في بلدهم. تلك الشكاوي التي نستمع اليها ليل نهار عبر الفضائيات والشكاوي المقروءة في الصحف والتي لا حصر لها هذه الحكومة الحالية ليست وحدها السبب فيها ولكنها موروث كبير وضع علي عاتقها من تراكمات ازمات وعقود لا اعفي المواطن بشخصه منها. نتكلم عن الرشوة ونحن مع الاسف اول من يقدمها بعد ان ابتدعناها وصارت تحمل اسماء اخري لتبريرها كالاكرامية ونشكو من تلال القمامة رغم ان كل منا يلقي بها في عرض الشارع لتتراكم فوق بعضها، مئات الاطنان يتم رفعها كل يوم بواسطة الاحياء.. وانا لا اعفيها هنا من المسئولية الكبري ولكن هل قدمنا لها يد المساعدة في كل حي اوكمباوند سكني بالامتناع عن القاء القمامة في الشوارع او مخلفات المباني! شاهدت علي احدي الفضائيات شكوي لاهالي احد الاحياء بمحافظة بني سويف ومن قبله في مكان اخر بامبابة بالجيزة عن غرق الشوارع في مياه المجاري واعترف ان ذلك راجع لاهمال من جانب الحكومة والمحليات فهي مسئوليتها الاولي ولكن اليس هناك من الحلول الذاتية ما يمكننا ان نساعدها به خاصة واننا المتضررون كسكان من ذلك؟ الصورة التي شاهدتها حوت بجانب تسرب مياه المجاري في بعض الشوارع في المنطقتين كميات هائلة من القمامة داخل اكياس النايلون او بمفردها ألقيت مع الاسف داخل بحيرات مياه المجاري المتسربة والغريب ان الناس سكان المنطقة يشكون من الزبالة وهم من القاها قطعا. الحكومة وحدها لا يمكنها ان تصفق بيد واحدة والرئيس السيسي الذي يتحمل فوق الطاقة اعلنها صراحة انني لا املك العصاه السحرية واذا لم نسارع بحل المشاكل التي يمكننا ان نحلها ذاتيا ونترك الحكومة للمسائل الجوهرية فسوف نغرق جميعا في تلك المشاكل التي تجعلنا نقف مكاننا بلا حراك. حادثة في مدرسة نطالب باقالة الحكومة، واضراب في مستشفي نسب ونلعن رئيس الوزراء ونتهم الجميع بالتقصير ومع التسليم ان كل ما يحدث اغلبه من قبيل القضاء والقدر ولكن هل مارسنا دورا ايجابيا واحدا نثبت فيه اننا مواطنون لبلدنا حق في اعناقنا ان نحافظ عليها ونساعدها علي النهوض، الطلبة الذين راحوا ضحايا حادث البحيرة ولا علاقة لي هنا بالحادث وظروفه ولكن في تصريحات الاهالي الذين اوضحوا انهم شكوا المدرسة لسوء حالة السيارات وانا لا اعرف علي وجه الدقة لمن اشتكوا ولكن هل لو هؤلاء الأهالي اتخذوا موقفا ايجابيا بمنع اولادهم من ركوب السيارات المتهالكة حتي يجبروا المدرسة علي تغييرها الم يكن ذلك كافيا لحماية ابنائهم؟ التقصير يمكننا ان نحقق فيه كدولة حول ما وقع من تأخر المطافي او الاسعاف ذلك ما يمكننا ان نحاسب فيه الحكومة واجهزتها ولكن ماذنب الحكومة في سائق متهور ائتمنته مدرسة علي طلابها فخان الامانة وتعاطي مخدرات او ما شابه واخر قاد سيارته تحت تأثير المخدر فتسبب في كارثة، تخيلوا الرقم عندما يصبح 62٪ من سائقي النقل يتعاطون الترامادول والحشيش والافيون مع انها مسألة أخلاق قبل ان تكون تطبيق القانون. اذا اردنا ان نحل مشاكلنا فعلينا ان نبحث عن حلولها الذاتية بجانب ما تقدمه الدولة.