استوقفني كما استوقف الكثيرين غيري من المتهمين بالشأن العام والمهمومين بالحواك المجتمعي في صورته الشامله؛ والمتطلعين للتوجه العام نحو المستقبل . ذبك النداء الملّح والمتكرر والصادق من المشير عبد الفتاح السيسي لشبابه .. للمساهمه الفعاله والإيجابيه في المسيره الوطنيه ؛؛ والمشاركه بقوه في كافة انشطة العمل العام . وعلي جميع مستوياته السياسيه والأجتماعيه . وشد انتباهي ان هذه ليست المره الأولي ولا الوحيده التي يوجه فيها المشير السيسي هذا النداء للشباب بصوره مختلفه وانماط واشكال متعدده ! ولكنها تصب جميعا في ذام المعني ونفس المضمون الذي يؤكد فيه ان الوطن في حاجه لجهد الشباب . بما يتميزون به من نبل القصد واخلاص العطاء وإقدام علي التضحيه وقدره علي العمل الشاق وحساره في اقتحام الصعاب ومواجهة التحديات . وفي هذا السياق سبق للمشير السيسي مطالبة الأحزاب المتعدده والكثيره ومناشدة القوي السياسيه المتنوعه والمختلفه اكثر من مره وفي اكثر من لقاء واكثر من مناسبه . بالأهتمام بالشباب وفتح الأبواب امامهم للمشاركه في جميع الأنشطه والدفع بهم للمساهمة في العمل العام،...، ولكن الاستجابة من جانب هذه الأحزاب وتلك القوي مازالت غير واضحة ولا محسوسة،..، هذا ان لم تكن معدومة أي غائبة وغير موجودة ولا حاضرة. وإذا ما بحثنا عن الاسباب وراء غيبة الاستجابة من جانب الاحزاب والقوي السياسية للاهتمام بالشباب، نجد ان هذا يرجع في اساسه إلي عدة عوامل رئيسية، يأتي في مقدمتها ضعف الأحزاب وغيبة تأثيرها وتواجدها في الشارع السياسي، وذلك نتيجة الظروف التي مرت بها طوال السنوات الماضية، والتضييق عليها في ممارسة دورها، وهو ما اثر بالسلب علي بنيتها العضوية والفكرية، وافقدها القدرة علي جذب الشباب والانتشار بين الجماهير. فإذا ما اضفنا إلي ذلك غيبة الاهتمام الجاد لدي عموم الشباب، النشاط الحزبي والعمل السياسي طوال سنوات ما قبل 25 يناير و 30 يونيو، وغياب المؤسسات، والهيئات القومية التثقيفية المسئولة عن بعث وذيادة الاهتمام لديهم،..، وكذلك عدم وجود ما يمكن ان يقوم بهذا الدور من بين هيئات ومؤسسات المجتمع المدني، لعرفنا لماذا وصلنا إلي ما نحن عليه الآن، من غياب للشباب عن المشاركة والفعل،...، ولكن هناك اسباباً أخر.؛