عمرو جمال مهاجم الاهلي والمنتخب الوطني واحد من المواهب التي تكاد تكون قد اختفت في مصر لدرجة أن يبحث شوقي غريب المدير الفني للمنتخب عن البديل بين اكوام القش.. فليست المسألة بالعدد وانما بمن يملأ الفراغ.. ويزهو المدير الفني فخرا بأنه من اكتشف اللاعب وضمه وهو في الثالثة والعشرين من عمره ولكنه حزين وغاضب بسبب الإصابة التي ستبعد عمرو عن الملاعب ستة أشهر بعد إصابته بالرباط الصليبي في مباراة ناديه مع الاسيوطي في الاسبوع الاخير للدوري.. الغريب ان شوقي كان قد افترض توقيع عقوبة مالية علي اللاعب يستحقها عند انضمامه لمعسكر الفريق يوم 6 نوفمبر القادم استعدادا للقاء السنغال وتونس في الجولتين الاخيرتين للتصفيات الافريقية وهي نفس العقوبة التي وقعت مؤخرا علي زميله وليد سليمان وكذلك شوقي السعيد من الاسماعيلي وهاني العجيزي في سموحة لخروجهم جميعا عن الروح الرياضية فاستحقوا الايقاف والعقوبات المالية من لجنة المسابقات. عمرو جمال كان يبحث عن فرصة احتراف في الخارج علي طريقة زميله رامي ربيعة المنتقل للعب في الدوري البرتغالي.. وقد تلقي جمال عرضا من نادي بازل كان النادي قد يستعد لتقديمه رسميا بعد تألق اللاعب في الدوري المصري لدعم بازل الدوري السويسري لكن أحيانا لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن فتأجل احترافه لفرصة أخري الي جانب حرمان النادي والمنتخب من جهوده.. ويبدو ان ثورة يناير وتوابعها غيرت أفكار الناس وبينهم لاعبو كرة القدم.. فلم يعد الأهلي الجنة الموعودة التي يهرب منها النجوم بحثا عن فرصة احتراف في الخارج حتي ولو كانت في اندية مغمورة واقل جماهيرية من الاهلي. فقد عقد علاء عبدالصادق المشرف العام علي الكرة في النادي جلسة مع اللاعب الموهوب يستحثه علي عدم التسرع في تلبية أول عرض احتراف نظرا لحاجة الاهلي لجهوده في هذه المرحلة حيث لا يوجد علي الساحة غيره واحمد عبدالظاهر وعماد متعب والاخير يحتاج لكثير من الوقت والجهد لاستعادة بريقه.. ويمكن ان تكون مشاركة النادي في نهائي بطولة الكونفدرالية واحتمال الفوز بها سيرفع من أسهمه في بورصة الاحتراف الخارجي.. وكان هذا في اطار نصائح عبدالصادق للاعب صغير السن قليل الخبرة.. لكن كما أسلفت تعطلت كل المشاريع الاحترافية. وعلي الرغم من صغر عمر النجم الصاعد الا أنه يشيد بتعامل زملائه معه خاصة النجوم امثال عماد متعب الذي يشعر نحوه بالاخوة ويلتزم بنصائحه وزميله احمد عبدالظاهر رغم المنافسة بينهم علي مركز رأس الحربة في الفريق لأن الجميع يضع في اعتباره تقديم مصلحة النادي علي الامور الشخصية وان الملعب هو الفيصل فمن يستحق الفرصة من عدمه وتمني لهما التوفيق.. كذلك وجد عمرو دعما معنويا من شريف اكرامي احد أقدم اللاعبين بالفريق والحارس الاساسي في النادي والمنتخب.. ولا ينسي دور الكابتن وائل جمعة مدير الفريق فهو يشعر أنه بين أسرته الكل يخاف عليه ويقوم له النصائح بهدوء.وفي اطار هذه الروح يشعر عمرو جمال بالاشتياق لعودة محمد ناجي «جدو» لمكانه بالفريق وكذلك عبدالله السعيد لكنه يستمتع كما يقول بوجود وليد سليمان بجواره حتي آخر مباراة لهما معا امام الاسيوطي قبل غيابهما عن صفوف الفريق للاصابة والايقاف.