يمنى الحماقي: التعويمات المتكررة تسببت في إفقار الطبقة المتوسطة    استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم    تعرف على أسعار ومميزات السيارة اليابانية سوزوكي سياز 2024 Suzuki Ciaz    «القاهرة الإخبارية»: قصف مدفعي للاحتلال على المناطق الشرقية لمدينة دير البلح    الولايات المتحدة تعلن عن مراجعة شاملة للتعاون الثنائي مع جورجيا    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    كولر: حظوظ الترجي أكبر من الأهلي    موعد مباراة جنوى وبولونيا في الدوري الإيطالي    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 24 مايو 2024    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 24 مايو في محافظات مصر    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    بعد انكسار الموجة الحارة.. تعرف على حالة الطقس اليوم    نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 برقم الجلوس الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني محافظة جنوب الوادي    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    مصرع شخص فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالفيوم    أسعار الدواجن واللحوم اليوم 24 مايو    هشام ماجد: أرفض المقارنة بين مسلسلي «أشغال شقة» و«اللعبة»    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    غير مريح للبشر، اكتشاف كوكب جديد "قريب من الأرض"    ألمانيا: سنعتقل نتنياهو    فلسطين.. اندلاع اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    عائشة بن أحمد تكشف سر العزوبية: أنا ست جبانة بهرب من الحب.. خايفة اتوجع    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    كسر محبس مياه فى منطقة كعابيش بفيصل وانقطاع الخدمة عن بعض المناطق    إصابة 5 أشخاص إثر حادث اصطدام سيارة بسور محطة مترو فيصل    «حبيبة» و«جنات» ناجيتان من حادث معدية أبو غالب: «2 سواقين زقوا الميكروباص في الميه»    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    الزمالك ضد فيوتشر.. أول قرار لجوزيه جوميز بعد المباراة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    تشييع جثمان شقيق مدحت صالح من مسجد الحصرى بعد صلاة الجمعة    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    الهندية كانى كسروتى تدعم غزة فى مهرجان كان ب شق بطيخة على هيئة حقيبة    بركات: مواجهة الترجي ليست سهلة.. ونثق في بديل معلول    السفير رياض منصور: الموقف المصري مشرف وشجاع.. ويقف مع فلسطين ظالمة ومظلومة    بوتين يصل إلى بيلاروس في زيارة رسمية تستغرق يومين    يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    الصحة العالمية تحذر من حيل شركات التبغ لاستهداف الشباب.. ما القصة؟    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    "قمة اليد والدوري المصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    في إطار تنامي التعاون.. «جاد»: زيادة عدد المنح الروسية لمصر إلى 310    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس في حوار شامل لصحيفة عكاظ السعودية:
الشعب لن يسمح لمن قتل أبناءه وحرمه قوته أن يتحدث بصوته
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 10 - 2014

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ثقته الكاملة في خيارات الشعب المصري، فهو صاحب الكلمة الفصل، وهو قادر علي تمييز الغث من السمين.. وقال إن الغالبية من طلاب الجامعات المصرية لا يبغون سوي العلم والمساهمة في صناعة مستقبل هذا الوطن، وان هناك قلة ينتمون إلي تيارات منحرفة فكريا، ومتطرفة عقائديا تحاول تأليب الرأي العام.. وطالب الرئيس الناخب المصري بأن يحسن ويدقق في اختيار القادر علي العطاء والانجاز في انتخابات البرلمان، كما طالب الاحزاب السياسية بمنح الفرصة لمن اشعلوا جذوة الثورة ليساهموا في صنع مستقبل مصر،
وقال للمرشحين إن السلطة في مصر لم تعد مغنما وان الشعب لن يسمح بالبقاء إلا للأصلح.. جاء ذلك خلال حوار مطول أجراه د. هشام عبده رئيس تحرير جريدة عكاظ السعودية مع الرئيس منذ عدة أيام.
وقال الرئيس إنه يجدد عهده للشعب المصري بتحقيق آماله وطموحاته، وان الاصلاح المنشود يتطلب مزيدا من الوقت لتحقيقه دون اندفاع محفوف بالمخاطر.
واكد الرئيس ان الشعب المصري لن يسمح لمن قتل ابناءه وحرمه قوت يومه ان يتحدث بصوته او ان يعبر عن ارائه.
واضاف السيسي في حواره : إننا نؤسس لدولة سيادة القانون ولدولة المؤسسات الراسخة التي لا يتربط أداء مؤسساتها بتغيير النظم السياسية.
وقال الرئيس ان الاقتصاد المصري يتعافي وان مناخ الاستثمار يتحسن، وخطط الحكومة بدأت تؤتي ثمارها علي الصعيد الاقتصادي، كما اننا نعمل حاليا علي اصدار حزمة من التشريعات الاستثمارية تتضمن تطبيق نموذج الشباك الواحد، مشيرا إلي ان المفاوضات مع البنك الدولي للمساهمة
في تمويل استصلاح مليون فدان، تزيد الثقة في الاقتصاد المصري.
وحول الاوضاع في المنطقة قال الرئيس: إن الاستقرار لن يتحقق في ليبيا الا بضغط القوي الدولية علي الاطراف الداعمة للصراع
لكي تتوقف عن تقديم الدعم للمتصارعين مؤكدا دعم مصر لاستقرار ليبيا ولحكومتها الشرعية. وحذر الرئيس من أن المنطقة
أمام «سايكس بيكو» جديدة يجري تنفيذها علي الارض. وفيما يلي نص الحوار:؛
يجب علي الأحزاب أن تمنح الفرصة لمن أشعلوا جذوة الثورة
أقول للمرشحين:؛
السلطة لم تعد مغنما
وللناخب: اختر من لديه القدرة علي الإنجاز
نقيم دولة القانون والمؤسسات الراسخة
المفاوضات مع البنك الدولي تزيد الثقة في الاقتصاد
قلة من طلاب الجامعات ينتمون لتيارات منحرفة فكريا تحاول تأليب الرأي العام
الاقتصاد يتعافي .. ومناخ الاستثمار يتحسن .. والخطط تؤتي ثمارها
فخامة الرئيس.. بعد (أربعة) أشهر من تسلم السلطة.. ماذا تريد أن تقول لأبناء مصر.. وبماذا تعدهم؟!
أقول لأبناء مصر الآمال كبيرة والطموحات لا تنتهي.. والعمل والتفاني والإخلاص هي السبل الوحيدة لتحقيق هذه الآمال والطموحات، ونحن في سباق مع الزمن.. نحاول أن ننجز بمعونة من الله ما تحتاجه بلادنا علي كافة الأصعدة وذلك بجهد وسواعد أبناء الشعب المصري وبمعاونة أشقائنا الأوفياء، وفي القلب منهم المملكة العربية السعودية، كما أنني أود أن أشكر الشعب المصري العظيم علي وعيه وحسن تقديره للأمور، وتقبله لعدد من القرارات الصعبة.. ولكنها كانت ضرورية لإصلاح الخلل في الاقتصاد المصري، كما أود أن أشيد بالتفاف هذا الشعب حول الأهداف والمشروعات القومية، وليس أدل علي ذلك من توفير 64 مليار جنيه خلال ثمانية أيام فقط من أجل تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، إنني أجدد وعدي لهذا الشعب بتحقيق آماله وطموحاته، إلا أنني أؤكد مرة أخري أن الجهد المشترك والعمل الجماعي والمشاركة المجتمعية تعد عاملا محوريا لتحقيق الخير والرخاء لوطننا كما أن العمل السياسي في هذه المرحلة الدقيقة يتعين أن يراعي الأوضاع التي تسود مصر ومنطقة الشرق الأوسط، فالإصلاح المنشود يتطلب مزيدا من الوقت لتحقيقه دون اندفاع محفوف بالمخاطر، مع منح الفرصة للتجربة الديمقراطية المصرية لكي تنضج.
مصلحة الوطن
بعد تجدد الفوضي أمام جامعة الأزهر وجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية وسواها..كيف ستتعامل مع الحالة الطلابية للمحسوبين علي الإخوان وسواهم؟
إننا نؤسس لدولة سيادة القانون، التي تحترم استقلال القضاء وتؤمن بمساواته بين الجميع، من يسيء ويختار نهجا يستهدف النيل من مقدرات الوطن عليه أن يتحمل تبعات اختياره وأن يتحمل مسؤولية أفعاله، وأؤكد أن غالبية طلاب الجامعات المصرية لا يبغون سوي العلم والمساهمة في صناعة مستقبل هذا الوطن، ولكن القلة من المنتمين لهذه التيارات المنحرفة فكريا والمتطرفة عقائديا تحاول أن ترفع صوتها في محاولات يائسة للخروج عن النظام وتأليب الرأي العام، ولكنني أؤكد لك أن شعب مصر واعٍ ومدرك لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها وسيعمل دائما علي الإعلاء من مصلحة الوطن.
مصر آمنة
أصدقكم القول - فخامة الرئيس - إنني كنت أشعر بشيء من القلق وأنا أركب الطائرة قادما إلي مصر الغالية علي الجميع لكنني فوجئت بأن الحياة هنا لم تكن طبيعية فحسب، وإنما أصبحت - أيضا - مغرية بالتردد علي القاهرة والعمل والاستثمار أو الدراسة أو السياحة فيها.. وإن حاول البعض تصوير الوضع الأمني السائد علي أنه أقرب إلي فرض حالة الطوارئ..فماذا تقولون فخامتكم في هذا الصدد؟
أؤكد لك ولشعب المملكة الشقيق.. مصر آمنة مطمئنة.. «أهلها في رباط إلي يوم القيامة» وستظل بعناية من الله آمنة، مصداقا لقوله تعالي «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». أدعوك وجميع الأشقاء في المملكة من مستثمرين وسائحين لزيارة مصر فليس من رأي كمن سمع، اطلعوا بأنفسكم علي حقيقة الأوضاع وانقلوها نقلا أمينا صادقا دون تزيين أو تزييف.. فقط الحقيقة.. مصر بإذن الله مقبلة علي مرحلة جديدة وستشهد إصدار حزمة تشريعات استثمارية ستجعلها من أكثر دول العالم جذبا للاستثمار.. الفرص واعدة وفي شتي المجالات التجارية والصناعية والزراعية، وكافة المقومات متوافرة.
صاحب الكلمة
هناك أصوات تتردد من داخل مصر وخارجها تقول: إن الدولة المصرية تواجه تحديا حقيقيا.. فهي تقف أمام خيارين صعبين.. فإما أن تفتح صفحة جديدة وتستوعب كل الخصوم.. وإما ان تمضي في سياسة الفرز والإقصاء للإخوان من جهة والمحسوبين علي الحزب الوطني السابق من جهة ثانية.. فإلي أين تتجه الأمور في رأي فخامتكم.. وما هي حساباتكم في التوجه نحو أي خيار من الخيارين أو سواهما؟
أقدر أن هذه الأصوات إما أنها لم تع التغير الذي حدث في مصر علي مدار السنوات الثلاث الماضية أو أنها لا ترغب في تطور هذا البلد الطيب الآمن وتحوله ديمقراطيا واقتصاديا.. كيف يُغفل هؤلاء الإرادة الشعبية.. كيف نسوا أو تناسوا ما أنجزه الشعب المصري خلال تلك الأعوام الثلاثة.. الشعب هو صاحب الكلمة الفصل.. والقادر علي تمييز الغث من السمين، إنني أثق في خيارات الشعب المصري وأعول عليه، وكما سجل نجاحات ملموسة في إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية سيكمل طريقه عبر إجراء الانتخابات البرلمانية لتكتمل بذلك المنظومة المؤسسية للدولة المصرية بانتخاب البرلمان المقبل.. أما من قتل أبناء هذا الشعب أو حرمه قوت يومه فلا أعتقد أن الشعب سيسمح له أن يتحدث بصوته أو أن يعبر عن آرائه أو أن يطالب باحتياجاته مرة أخري.
المكاسب الشخصية
ماذا تقول لشعب مصر الذي سينتخب نوابه؟ وماذا تقول لمن سيخوضون هذه الانتخابات أو يتقدمون لاختيار ممثليهم، وماذا تقول لكل من يتابعون الشأن المصري؟
كما ذكرت لك أنني أثق في خيارات الشعب المصري، وأعاود تذكير الجميع بأن الصلاحيات الممنوحة للبرلمان المقبل موسعة، ومسؤولياته جسيمة، سواء في شق الرقابة علي أعمال الحكومة أو في شق التشريع، حيث ستحتاج البلاد إلي صياغة وتعديل العديد من القوانين لتتوافق مع نصوص الدستور الجديد الذي أقره الشعب في يناير 2014، ومن ثم فإن الناخبين المصريين مدعوون إلي التدقيق وحسن الاختيار، والبعد عن الكلمات الرنانة والوعود الجوفاء، والتركيز من أجل اختيار العناصر التي لديها القدرة علي الإنجاز والعطاء للوطن ولأبناء الشعب المصري.
أما من سيخوضون هذه الانتخابات فأقول لهم إن تولي السلطة في مصر أو القرب من دوائرها لم يعد مغنما والمجال لا يتسع إلا لمن يجد في نفسه القدرة علي العمل والعطاء والإنجاز دون البحث عن مكاسب شخصية أو مصالح ضيقة لن تتحقق، وأذكرهم جميعا بأن الوصول إلي المنصب ليس نهاية المطاف، ولهم في الماضي القريب عبرة، فالشعب لن يسمح بالبقاء إلا للأصلح.. وأدعو الأحزاب السياسية المصرية إلي العمل معا، فضلا عن تشجيع الشباب علي المشاركة في الحياة السياسية والدفع بالكوادر الشابة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.. يجب أن نعد جيلا ثانيا وثالثا من السياسيين والحزبيين والبرلمانيين.. نجدد الدماء في شرايين مجلس النواب.. ونمنح الفرصة لمن أشعلوا جذوة الثورة ليساهموا في صنع مستقبل مصر.
رمز الانضباط
أتساءل عن خطوط التماس والالتقاء والتكامل (الآن) بين رئاسة الجمهورية.. وبين المؤسسة العسكرية التي توليت قيادتها في أدق الظروف وأصعبها؟
إننا نقيم دولة المؤسسات.. الدولة الراسخة التي لا يرتبط أداء مؤسساتها بتغير النظم السياسية.. ومؤسسة القوات المسلحة.. جزء عزيز ليس فقط من مؤسسات الدولة وإنما من نسيج هذا الوطن، كما أن العلاقة بين الشعب المصري والجيش علاقة فريدة، قوية ووطيدة، فدور الجيش المصري لا يقتصر فقط علي زمن الحرب وإنما يمتد في أوقات السلم فعلي سبيل المثال تشارك القوات المسلحة في المشروعات القومية الكبري وشق الطرق وإنشاء الكباري، فضلا عن تقديم الخدمات العلاجية للعديد من المدنيين في مستشفيات القوات المسلحة، التي تنحاز دائما لإرادة الشعب، ولأن هذه المؤسسة العريقة هي رمز الانضباط والالتزام فهي تؤدي دورها وواجبها الوطني علي أكمل وجه وتتحمل أعباء جسيمة في المرحلة الراهنة تضاف إلي دورها الرئيسي في الدفاع عن أرض الوطن وأمن شعبه..إلا أن ذلك يتم في إطار الالتزام بدورها دون افتئات علي صلاحيات لمؤسسات أخري تجاوز حدود دورها المشرف.
علاقة راسخة
هناك من يحاول تسميم العلاقة بنشر شائعات صفيقة عن أن هناك حالة عدم رضا داخل الجيش عن الوضع العام برمته.. وأن الجيش قد يضطلع بمهمة مماثلة لتلك المهمة التاريخية التي حفظت مصر من الانهيار.. فكيف تردون علي مثل هذا الدس الإعلامي الرخيص؟
لقد تضمن سؤالك الإجابة ذاتها فقلت «شائعات» ووصفتها بأنها «صفيقة».. إن أي حديث يثار في هذا الاتجاه، إنما هو نابع من حقد البعض علي العلاقة الراسخة بين الشعب والجيش، والتي لن تتزعزع بإذن الله بل تزداد متانة وقوة يوما بعد يوم.
مشكلات متراكمة

كيف ترون – فخامة الرئيس - وضع مصر الاقتصادي الآن.. وبماذا تفسرون بطء الدورة الاقتصادية واستمرار توقف مئات المصانع عن الإنتاج وتردد المستثمرين الأجانب في المجيء إلي بلادكم؟
أود أن أطمئنك بأن الاقتصاد المصري بخير ويتعافي.. وأستند هنا إلي لغة الأرقام.. فلقد شهد الربع الرابع من العام المالي 2013 - 2014، تحسنا في معدل النمو ليصل إلي 3.7 % وهو ما يشير إلي بدء دوران عجلة النشاط الاقتصادي بعد تحقيق الاستقرار السياسي، كما ارتفع حجم الناتج المحلي الإجمالي خلال العام 2013 / 2014 حيث قدر بنحو تريليوني جنيه، وبلغ معدل نمو الاستثمارات الكلية 12.9 % بإجمالي 280.6 مليار جنيه بعد أن كانت قد تراجعت بنسبة 3.7 % خلال عام 2012/ 2013 مما يعكس تحسن مناخ الاستثمار وعودة الثقة في الاقتصاد المصري. ولقد قامت مؤسسات التصنيف الاقتصادي الدولية، وآخرها وكالة «موديز» برفع درجة استقرار الاقتصاد المصري من سلبي إلي مستقر، وهو الأمر الذي يوضح أن خطط الحكومة علي الصعيد الاقتصادي بدأت تؤتي ثمارها المرجوة.
كما أود أن أؤكد علي أن إرث عقود من المشكلات المتراكمة لا يمكن تسويته في غضون أشهر قليلة.. فزمن المعجزات قد ولي.. إننا نعمل حاليا علي إصدار حزمة من التشريعات الاستثمارية تتضمن تطبيق نموذج «الشباك الواحد» للتيسير علي المستثمرين سواء المصريون أو العرب والأجانب.. وكلما تعافي الاقتصاد المصري، ازدادت الاستثمارات في مصر.
الثقة في الاقتصاد

تخوضون - فخامة الرئيس - معركة بالغة التعقيد.. ففي الوقت الذي يتطلب الإصلاح الاقتصادي الشامل إيجاد موارد جديدة ووقتا وجهدا وعملا واسعا وخلاقا وتضحيات كبيرة.. فإنكم تسارعون إلي البدء في تنفيذ مشاريع عملاقة مثل قناة السويس الثانية.. هل مصر قادرة علي المضي بنفس القوة والصلابة في هذا الاتجاه، وما هي خططكم وبرامجكم لدعم هذه التوجهات.. وتوفير الموارد الكافية لإعادة بناء مصر من جديد؟
إن مرحلة البناء المقبلة وما ستشهده من مشروعات ضخمة تتطلب توفير التمويل علي كافة المستويات، إلا أن ذلك لن يمنعنا من تعبئة مواردنا الوطنية وتعظيم الاستفادة من مساهمات المصريين سواء بالداخل أو بالخارج، وذلك جنبا إلي جنب مع جهود التعاون الدولي للمساهمة في تنفيذ المشروعات الوطنية، سواء من خلال المنح والمساعدات أو القروض الميسرة من مؤسسات التمويل العربية والإسلامية. وأود في هذا الصدد أن أنوه إلي القروض التي يتم الحصول عليها من المؤسسات المالية الدولية، ومنها علي سبيل المثال المفاوضات الجارية مع البنك الدولي للمساهمة في تمويل مشروع استصلاح المليون فدان، تزيد الثقة في الاقتصاد المصري وتؤكد علي قدرته علي الوفاء ببعض المعايير الاقتصادية التي تحددها هذه المؤسسات، مما يصب في صالح بيئة الأعمال في مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية، وكذا رفع التصنيف الائتماني لمصر، وهو ما حدث مؤخرا بالفعل كما ذكرت لك.
الملف الليبي
هل مصر علي تواصل مباشر مع كافة أطراف الصراع في ليبيا؟ وكيف ترون المؤشرات الأولي لمستقبل ليبيا؟
الملف الليبي أحد أبرز البؤر الملتهبة علي حدود مصر، وتؤثر حالة عدم الاستقرار في ليبيا علي الأمن القومي المصري، وتجلي ذلك بوضوح خلال السنوات الثلاث الماضية. هناك تناحر بين فصائل مسلحة بعضها يرتدي ثوب الإسلام، وتدعمه بكل قوة بعض الأطراف الطامعة في زعزعة الاستقرار وتأجيج الصراع الداخلي وتشكيل أداة ضغط إرهابية علي مصر. ويروجون أن هناك في ليبيا حكومتين إحداهما إسلامية، والأخري مشكوك في شرعيتها رغم أنها منتخبة شعبيا، ونؤكد مرارا للحكومة الشرعية في ليبيا مساندة مصر الدائمة لاستقرار هذا البلد الشقيق، والذي لن يتحقق سوي بأن تمارس القوي الدولية ضغوطا علي الأطراف الداعمة لتأجيج الصراعات في ليبيا، من أجل أن توقف أفعالها. وفي هذا الإطار جاءت استضافة مصر لمؤتمر دول جوار ليبيا في أغسطس الماضي، كما أعلنت مصر عن مبادرتها للتسوية السياسية السلمية للوضع في ليبيا، فضلا عن استعدادنا لتدريب القوات الليبية وتوفير متطلبات الحكومة الشرعية في ليبيا، ودعم المؤسسات الشرعية التي جاءت بإرادة حرة للشعب الليبي، وفي مقدمتها البرلمان والحكومة الجديدة، بالإضافة إلي دعم الجيش الوطني الليبي.
سايكس بيكو جديدة
هل نحن بانتظار «سايكس بيكو» جديدة.. فخامة الرئيس؟
عندها طرح فخامته سؤالا استنكاريا قائلا: هل نتوقع؟!.. ثم أجاب: لا.. «سايكس بيكو» موجودة.. وجار تنفيذ بنودها علي الأرض..
وكيف تتعاملون مع هذا الوضع.. وما الذي يجب علي سائر دول المنطقة أن تفعل للحيلولة دون تطبيق هذا المخطط الخطير؟
ما نقوم به الآن في بلادنا.. من تعزيز وترسيخ أركان الدولة المصرية القوية.. وما يتم من تفاهمات عالية المستوي مع دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وغيرها.. يصب في هذا الاتجاه.. ولا خيار لنا دونه البتة.. وكما قلت سابقا فإن وضع أيدينا معا.. وتسخير قدراتنا وإمكاناتنا الهائلة لهذا الغرض كفيل بأن يعطل أي مشاريع تتم علي حسابنا وضد مصالح أوطاننا وشعوبنا.. ولحسن الحظ فإن الشعوب العربية وفي مقدمتها شعب مصر متنبهون لما يحاك ضدهم ويراد بأوطانهم ولن يدخروا أي جهد أو عطاء أو تضحية من أجل صيانتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.