القراءة الصحيحة لجريمة الإرهاب الجبانة التي وقعت ظهر الجمعة الماضي، وما سبقها من جرائم في سيناء وغيرها، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأننا في مواجهة عنيفة وحرب شرسة وممتدة، مع جماعات الإرهاب والظلام والتكفير، الساعية للدمار والقتل والتخريب دون رادع ديني أو وطني أو أخلاقي. ومن الواضح تماما أن الهدف الرئيسي وراء هذه الجرائم وتلك الحرب الإرهابية، هو إشاعة أكبر قدر من الترويع والقلق والخوف والإحساس بعدم الاستقرار في البلاد، ونشر مشاعر الإحباط واليأس في نفوس المواطنين، والسعي لكسر إرادة الشعب وقواته المسلحة واجهزة الأمن وذلك بهدف إسقاط الدولة وتفكك قواعدها الاساسية. وبعد ما حدث يوم الجمعة الماضي، بات مؤكدا لنا جميعا أن فلول الجماعات الارهابية يسعون بكل الطرق الإجرامية لدمار مصر، وخرابها وتحويلها إلي حطام كامل وكيان مهتريء ومتهالك لا يقوي علي حماية ذاته، ولا يستطيع التصدي للمؤامرة الإجرامية التي تحاك ضده وضد المنطقة العربية كلها. كل ذلك يدفعنا للتنبيه بشدة إلي ضرورة الادراك الواعي، بأن الحرب الشرسة التي تدور رحاها في سيناء وبقية المحافظات ضد فلول الارهاب، هي حرب طويلة تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة، واجهزة الامن ضد الجماعات الظلامية الارهابية المنضوية تحت جناح الجماعة وتحت راية الضلال والتطرف والتكفير والإرهاب والقتل. وفي هذا الاطار لابد أن ندرك أيضا، أن هذه الجماعات الإرهابية تأتمر بأمر قوي وتنظيمات خارجية اقليمية ودولية، لا تريد الخير لمصر ولا لشعبها، وأنها ضالعة في التآمر علي حاضر مصر ومستقبلها. وفي ظل ذلك علينا التنبه والادراك بأن هذه الحرب التي نخوضها الآن هي حرب شرسة وممتدة، وأي تصور يخالف ذلك هو تصور غير صحيح، وعلينا أن نؤمن في ذات الوقت أن الخيار الوحيد المتاح أمامنا هو خوض هذه الحرب والانتصار فيها، بالقضاء التام علي فلول الإرهاب وتطهير الوطن كله من المتآمرين والإرهابيين،...، وذلك ممكن بإذن الله وعونه والإيمان بقدرتنا علي النصر، والعمل الجاد من أجل ذلك بوحدة الكلمة والهدف، والوقوف جميعا علي قلب رجل واحد خلف قواتنا المسلحة ورجال الأمن.