سيطر الحوثيون الشيعة علي مدينة الحديدة الاستراتيجية علي البحر الأحمر دون مقاومة تذكر من السلطات، وانتشروا في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية، في الوقت الذي توافد فيه الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في اليمن إلي عدن كبري مدن الجنوب لبدء اعتصام مفتوح مطالبين بالانفصال والمشاركة في إحياء الذكري الواحدة والخمسين لثورة 14 اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني. وذكر موقع «سكاي نيوز» الإخباري إن الحوثيين سيطروا علي مدينة ذمار جنوبيصنعاء إثر سيطرتهم علي الحديدة. وأكدت مصادر أمنية وعسكرية لوكالة «فرانس برس» أن الحوثيين انتشروا بالزي العسكري في مدينة «الحديدة» والمناطق المحيطة بها وتمركزوا في المرافق الحيوية. وتقع الحديدة علي مسافة 226 كيلومتراً الي الغرب من صنعاء ويقطنها أكثر من مليوني نسمة وهي ثاني أكبر المدن في اليمن بعد مدينة «تعز» في وسط البلاد. وذكرت مصادر محلية وشهود عيان أنّ المسلحين أقاموا نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة وفي شارعها الرئيسي. وقال مسئول عسكري مقرب من جماعة «أنصار الله» التابعة للحوثيين إن مدينة الحديدة مرحلة أولي في طريق توسيع وجود الحوثيين علي طول الشريط الساحلي وحتي باب المندب علي مدخل البحر الأحمر وخليج عدن. كما ذكرت وكالة «فرانس برس» للأنباء أن الحوثيين يسعون إلي التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق حيث منابع النفط اليمني. وأكد مصدر قبلي وصول مسلحين حوثيين الي مأرب جواً من مطار العاصمة صنعاء التي كانوا قد سيطروا علي مؤسسات حكومية وعسكرية فيها قبل أسابيع. والحوثيون ينتمون إلي الطائفة الزيدية الشيعية ومعقلهم الرئيسي في شمال غرب اليمن، إلّا أنهم تمكنوا من توسيع رقعة انتشارهم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وتأتي هذه التطورات غداة تكليف خالد بحاح بتشكيل حكومة توافقية بموجب اتفاق السلام الذي وقعه الحوثيون مع الحكومة الشهر الماضي. في غضون ذلك، رفع أنصار الحراك الجنوبي الذين توجهوا من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت إلي عدن أعلام الدولة الجنوبية السابقة التي كانت مستقلة حتي عام 1990. وأكد رئيس المجلس الأعلي للحراك الجنوبي حسن باعوم علي ضرورة فرض مطالب الحراك ودعا الجنوبيين في المنفي للعودة إلي اليمن. وأشارت وكالة أنباء «فرانس برس» إلي أن الكثير من أنصار الحراك الجنوبي يرون أن ما تشهده صنعاء من سيطرة المسلحين الحوثيين عليها وانشغال النظام بالصراع الدائر في شمال اليمن عوامل تؤمن فرصة لانفصال جنوب اليمن.