أسامة شلش هذه سقطة للتليفزيون المصري كنت أتمني الا يقع فيها بأن يعرض لنا في اوج احتفالاتنا بأكتوبر افلام مهلهلة لا تصلح للمشاهدة مع انها تحكي قصة النصر وحلاوته اعترف بكل صراحة أن كثيرين منا جاهلون بتاريخ بلادي رغم انه ضارب في القدم فمصر صاحبه حضارة كبري واسوأ عاداتنا اننا صرنا لا يهمنا كتابة التاريخ بل ونحوره حسب الهوي ولا يهمنا مع الأسف تسجيله وثائقيا وان سجلناه لا نعتني بالحفاظ عليه نهمله حتي يضيع بلا ندم اللهم إلا من قليل القليل الذين يقدرون ما هي مصر وماذا قدمت للبشرية وللانسان؟ هذه الوثائق النادرة التي مع الأسف جزء كبير منها في مكتبة مبني التليفزيون بماسبيرو يبدو أن المسئولين عنه لا يدركون أهميتها ولا ارشفتها حسب النظام الذي يحافظ عليها لتخرج عند الطلب أو الحاجة إليها وهو ما ادي حسب ما يتردد من ضياع وثائق وخطب وتسجيلات وأفلام ومسرحيات سجلت في مناسبات عديدة ولكنها بسبب الإهمال اندثرت وصارت ترابا. هذا العام كما كتبت في الاسبوع الماضي عاد اكتوبر لنا جديدا اكتوبر بروح اكتوبر العظيم في 1973 وكم سعدنا ان نري علي الهواء الكثير من أبطالنا ممن خاضوا غمارات الحرب الحقيقية وحققوا النصر في عبور القناة في عز الظهر وواجهوا العدو وغروره وصلفه ولكن الطامة الكبري التي اصابتني بالذهول هي تلك النسخ الرديئة التي قاربت علي الاندثار ومن بينها اثران نادران أولهمها تمثل في خطاب الرئيس البطل الشهيد أنور السادت أمام مجلس الشعب يوم 16أكتوبر 1973 وهو خطاب النصر وكانت مصر في أوج المعارك الكبري ومن منا لا يذكره وهو يردد أن القوات المسلحة قامت بمعجزة علي أي مقياس عسكري حين تمكنت من عبور قناة السويس وحطمت العدو في 6 ساعات. أما الثاني فكان فيلما نادرا عن أسر العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 المدرع الإسرائيلي في الحرب بعد أن تم حصاره برجال الجيش الثاني وتم اسره بعد ان دمر رجال الصاعقة 80٪ من دباباته ولواءه ومن منا ينسي كيف قام هذا الاسير الكبير بتحية الجندي محمد المصري الذي دمر دبابه القيادة الخاصة به. رأيت الخطاب كاملا علي اكثر من قناة ومن بينها بعض القنوات الإقليمية للتليفزيون المصري وليس فضائيات في نسخة مهلهلة ولا ادري لماذا كان يتم قطع الصورة ومواصلة الكلام بدونها حتي تعود مرة اخري. وليس لي تفسير إلا أنها صارت لا تصلح للعرض مطلقا رغم أهميتها التاريخية اللهم إلا إذا كان بيننا من لا يريد ان يتذكر مطلقا رغم انه وثيقة لها أهميتها لانها وثيقة النصر أو أن الإهمال علي مدي 30 سنة هو ما أدي لذلك. كذلك فيلم عساف صوره باهتة وتسجيل لا ادري كيف نضيع مثله وهو دليل قوي علي ماحققه الجيش المصري في حرب اكتوبر يكفينا إننا لم نسجل لحظة العبور العظيمة فعلينا إن نحافظ مخلصين لهذا الوطن علي كل اجزاء تاريخه خاصة تلك الفترة الناصعة البياض وهي انتصار اكتوبر والحمد لله ان القوات المسلحة سجلت لكل قادة وجنود وضباط النصر في وقائق صوتا وصورة في العيد الفضي للحرب وكم اتمني ان تخرج كل تلك الشهادات للنور. عيب علي تليفزيون بلادي ان تكون تلك النسخ التاريخية بهذا العيب ألا يملك التليفزيون ما يمكنه من حفظ تلك الوثائق وتنقيتها؟ إذا كان لا يملكها فعليه السعي لذلك وإذا كانت ظروفه لا تسمح فعليه الاستفادة من تجربة روتانا التي اشترت مع الاسف تراثنا من اغاني ام كلثوم وقامت بتنقيته علي اعلي مستوي أو ارسالها لهم ليقوموا بذلك مشكورين. تاريخ مصر أهم شيء فما بالكم إذا كان لأهم صفحة ناصعة فيه انتصار اكتوبر.