انطلقت يوم الاثنين الماضي مسابقة الدوري العام المصري لكرة القدم لموسم 2014/2015.... وصاحبت تلك الافتتاحية مطالب عودة الجماهير لملاعب الكرة ، ولكنها حملت معها عدة شروط !!... وقبل أن نستعرض مسألة عودة الجماهير للملاعب وبعيداً عن مظاهر التعصب الجماهيري المعتادة ، فإننا نؤكد أن «التشجيع» خاصة في كرة القدم ، ابتعد بفعل فاعل عن أصوله الحقيقية وانقلب إلي أشياء أخري لا تمت له بأي صلة... أصبحنا نري ميلشيات داخل المدرجات علي امتداد الملاعب العربية وليس داخل الملاعب المصرية فقط ... رأينا جماهير خارج مصر تغلق مدرجات تخص جماهير أخري وتمنعها من الدخول ... ورأينا ... ورأينا!... المهم إننا أصبحنا نري نماذج عجيبة وغريبة من الجماهير التي يطلقون عليها «جماهير رياضية » .... وأود أن أقول في هذه المناسبة أن عدداً كبيراً من جماهير الاولتراس من الشباب الممتازين وليس جميعهم من المخربين ... والمطلوب فقط إرشادهم وتوجيههم ليبتعدوا عن القلة المنحرفة ولنكسب بهم ومعهم عناصر قادرة علي أن يكونوا نواة لروابط جماهيرية واعية ومحترمة ... ونعود إلي افتتاحية الدوري والمطالب المصاحبة لها بعودة الجماهير للملاعب... وفي هذا الصدد هناك وجهات نظر متعددة... وجهة النظر الأولي يتبناها عدد من خبراء اللعبة الذين يميلون الي الحذر في هذا الأمر خلال المرحلة الحالية ويرون أن الصالح العام يفرض اقامة المباريات بدون جمهور ولو في النصف الاول من الموسم الحالي علي الاقل لأن البلاد مستهدفة من قوي خارجية وداخلية والهدف في النهاية هو حماية الجماهير واستكمال المسابقة... ويتبني وجهة النظر الثانية - بطبيعة موقعها 0 كل من المهندس محمود طاهر رئيس النادي الاهلي والمستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك.... ويري المهندس محمود طاهر أن الجماهير الملتزمة عنصر رئيسي في منظومة كرة القدم وعودتها للمدرجات مسألة مهمة لاحياء اللعبة وزيادة متعتها ورفع القيمة التسويقية لها ولكن هذا لابد وأن يتم بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة وعلي رأسها وزارة الداخلية التي يبذل رجالها كل الجهود لتأمين البلاد والعباد.. ويري المستشار مرتضي منصور أن عودة الجماهير مهمة مع استئصال وإبعاد الفئة الضالة التي تضيع حقوق الجماهير الحقيقية وتحرمها من تشجيع فرقها.. ويري متفائلون أن عودة الجماهير للملاعب ضرورية ، ولكن يجب وضعها في إطارها الصحيح... وعلي الاندية وجماهيرها أن تعرف ان العقوبات لن تقف عند حدود الغرامات المالية مهما كان حجمها ، فنتائج الفرق يجب أن ينعكس عليها ما يحدث في المدرجات ، وقد تصل العقوبة الي خصم عدد كبير من النقاط أو الهبوط الي الدرجة الادني .... هذا الي جانب السرعة في اصدار قانون شغب الملاعب وتفعيله .... وهذه الاشياء مهمة من وجهة نظر المتفائلين ولكنها تحتاج الي وقت طويل نسبياً لتنفيذها!!! وفي استعراضنا لمسألة عودة الجماهير للملاعب يجب تحكيم العقل والمنطق بما يعود علي البلاد والرياضة بما يفيد ولا يضر وعمل دراسة متأنية لكل ما يحيط بعملية التشجيع والتوترات المصاحبة ، وتكوين وروابط حقيقية لها ارتباط عضوي وفعال مع المسئولين بالاندية والقيادات الأمنية ... كما يجب البحث لايجاد أسلوب مغاير وفعال في تعامل رجال الامن مع جماهير الكرة فبدلا من التنافر سنجد بالتأكيد وسيلة للوصول لمحطة مشتركة بين الطرفين وكما أشار المهندس محمود طاهر ان علي رجال الشرطة الذين يعتز الجميع بدروهم - أن يدعوا الجماهير تشعر بالمعاملة الطيبة - وهم قادرون علي ذلك - في الدخول والخروج أثناء المباريات ، وعلي الجماهير أن تلتزم في نفس الوقت بالتشجيع المثالي لانديتها دون التعرض للغير بالاساءة لفظاً أو فعلاً وأن تقدر هذه الجماهير درو الداخلية والجهد الكبير الذي تبذله لتأمين المباريات والآلاف من الجماهير وأعتقد أن عودة الجماهير للملاعب بصورة شبه كاملة لن تكون قبل النصف الثاني من الموسم الحالي ، وعلي ضوء ما يتم في مباريات النصف الاول من الموسم وما تقدمه الاندية من ضمانات إجرائية وقانونية لمواجهة أي خروج عن الروح الرياضية من جماهيرها ولاشك ان انتظام المسابقة واختفاء المشاحنات بين مجلس إدارة اتحاد الكرة ولجانه من العوامل المهمة والتي تنعكس إيجابياً علي جماهير اللعبة سواء كانت في المدرجات أو في منازلها ... وإني أوجه التحية إلي مجلس اتحاد الكرة علي قراراته الأخيرة وموافقته علي منح لجنة الأندية أحقية إدارة مسابقة الدوري الممتاز واختيار أعضاء لجنة المسابقات ووضع لائحة البطولة باستثناء تحديد عدد الهابطين إلي القسم الثاني في الموسم القادم وحددهم بخمسة أندية وعدد الصاعدين وحددهم بثلاثة فقط علي أن يتولي مجلس ادارة الاتحاد تعيين لجنة شئون اللاعبين والحكام دون تدخل من لجنة الاندية لتحقيق مبدأ الشفافية في اختيار الحكام بعيداً عن رؤساء الاندية..