«بنحب مصر» عبارة سمعناها عشرات المرات من مجموعة من الصحفيين الاجانب المشاركين في المؤتمر السنوي للاتحاد العالمي للصحفيين والكتاب السياحيين «فيجت» والذي عقد في العاصمة المجرية بودابست وشرفت بالمشاركة فيه ضمن الوفد المصري وأعرب العديد من المشاركين عن رغبتهم في زيارة مصر بعد الاطمئنان علي امنها واستقرارها وهذا ما أكده رئيس الوفد المصري صلاح عطية نائب رئيس «فيجت» عندما القي الكلمة التي بعث بها هشام زعزوع وزير السياحة لاعضاء المؤتمر في محاولة من جانبه لتنشيط السياحة. حظي هذا الاجتماع السنوي رقم 57 للاتحاد بأهمية خاصة لانه تزامن مع الاحتفالية بمرور 60 سنة علي انشاء الاتحاد، بدأ بثلاث دول بلجيكا وفرنسا وايطاليا واليوم يضم 57 دولة من بينها مصر ويبلغ عدد الاعضاء اكثر من سبعمائة من جنسيات مختلفة والكل يعمل تحت شعار واحد وهو دعم السياحة العالمية في كل مكان سياحي وفي نفس الوقت العمل علي إزالة الحواجز بين البشر ونشر السلام الدائم بين الشعوب والحفاظ علي الموارد الطبيعية، هذا إلي جانب التركيز علي اهمية السياحة كمصدر لدخل الدول حيث اصبحت تشكل 30٪ من الدخل العالمي. طوال فترة الاستماع لكلمات الافتتاح والترحيب في المؤتمر المهم الذي حضره كبار المسئولين في المجر ومنهم وزيرة الاقتصاد المحلي المجري وتيجاني حداد رئيس «فيجت» كان ذهني يشرد في أحوال بلدي الحبيب، والصدمات المتتالية التي تعرضت لها المناطق السياحية مما أصاب هذه الصناعة المهمة بنكسة شديدة جعلت العديد من الدول تحذر مواطنيها من زيارة مصر حتي اصبح عدد السائحين ضئيلا وينحصر في الافواج ذات الاسعار الرخيصة، ونحن نزيد البلة طينا بما تروجه وسائل الاعلام عن عدم الامان وانقطاع الكهرباء. لاحظت من خلال كلمات اعضاء المؤتمر ان الترويج للسياحة لم يعد يعتمد علي كم الاثار والمزارات السياحية وحلاوة المناخ بقدر الاهتمام باضفاء جو من الرومانسية والاسترخاء علي المكان فقد اختارت وزارة السياحة المجرية رسما تجريديا للقلب ليرمز للسياحة المجرية، تحدثوا عن المطاعم والمقاهي اكثر ما تحدثوا عن المتاحف والقصور التاريخية، تحدثوا عن الاسترخاء بسماع الموسيقي والسباحة من المياه المعدنية اكثر ما تحدثوا عن فخامة دار الاوبرا أو مبني البرلمان.. اختلفت طريقة الترويج السياحي. أهمس في أذن من يهمه أمر اجتذاب السياحة يحتاج إلي الأساليب العصرية وعلينا تغيير الصورة الخاطئة المرسومة في أذهان الغرب عن مصر بعد ثورة 25 يناير وفترة حكم الإخوان.