ما أشبه الليلة بالبارحة..فقد اعتادت الولاياتالمتحدة أن ترعي التنظيمات الإرهابية كما حدث في أفغانستان وتنظيم القاعدة ثم ينقلب السحر علي الساحر. فالعالم يشهد حاليا ولأول مرة في التاريخ الحديث علي الأقل انتفاضة دولية ضد تنظيم ارهابي يبلغ قوامه بضعة عشرات الآلاف من الأشخاص. فقد انتفضت الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية وفي ركابها معظم الدول العربية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم «داعش» بعدما وصفه المحللون الغربيون بأنه اﻷقوي والأشرس والأخطر في تاريخ الجماعات الجهادية الإرهابية. وفي إطار الحشد الدولي ل «حرب داعش» وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلي الشرق الأوسط لزيارة عدة دول بالمنطقة لتشكيل تحالف دولي ومحاولة ضم أكثر من 40 دولة للتحالف. وقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعضا من ملامح الخطة التي ينتوي إعلانها اليوم. وقراءة مجريات الأمور والحشد المتسارع للتحالف الدولي فإن ذلك لا يخفي النوايا الأمريكية من هذه الحرب.فالآلة الإعلامية الغربية تلهب اسماعنا وأنظارنا بخطورة وشراسة هذه الحرب.ويري المحللون الموضوعيون أن أمريكا بعد خروجها من العراقوأفغانستان تريد العودة مرة أخري إلي المنطقة العربية متذرعة بفزاعة داعش ولتكون بديلا لتنظيم القاعدة.وهناك تساؤلات عن طبيعة هذه الحرب هل ستتمكن الضربات العسكرية من التخلص من داعش؟ وماذا عن فكرها وايديولوجيتها وخاصة مع تزايد انضمام الكثير من الشباب من الدول العربية والأوروبية إليها؟وقد نبهت صحيفة الجارديان البريطانية إلي أنه لن يتم هزيمة تنظيم «داعش» من خلال رد فعل متعجل من الغرب ويجب هدم وتدمير أيديولوجية التنظيم وتأثيره خاصة في أوساط الشباب.فالضربات الجوية تعالج فقط الأعراض الحالية لأزمة سياسية أعمق من ذلك. فالمنطقة في حاجة إلي تغيير شامل في النواحي الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية لمواجهة داعش بالفكر لا بالمدافع.