اللوحة الرئيسية بالمركز القومى للتحكم يسيطر عليها اللون الأحمر تسبب عطل فني مفاجئ صباح أمس في انقطاع الكهرباء عن معظم محافظات مصر حيث نتج عن العطل خروج أكثر من 50% من قدرات التوليد البالغة 20 ألف ميجاوات عن الخدمة.. واسبتعد د. محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في تصريحات خاصة ل «الأخبار» وجود أعمال تخريبية أو شبهة جنائية أو مؤامرة وراء هذا العطل مؤكدا أنه يجري حاليا فحص شامل لمعلومات مركز التحكم القومي من الناحيتين الفنية والإدارية لكشف سبب هذا العطل الفني والمتسبب فيه وإعداد تقرير مفصل لعرضه علي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان علي اتصال مستمر به منذ الصباح لاطلاعه علي الموقف أولا بأول والخطوات التي اتخذت للاصلاح.. كما سيتم رفع تقرير شامل يقدم إلي المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الذي يتابع الموقف هاتفيا أولا بأول. ونوه الوزير الذي تواجد منذ السادسة صباح أمس مع المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر وقيادات الوزارة والشركات بأنه تم حتي ظهر أمس تم استعادة 16300 ميجاوات من قدرات الشبكة ويجري العمل لاعادة الأحمال تباعا لتشغيل كافة الدوائر خلال ساعات بالنظر لأن المحطات الغازية تعود للخدمة بشكل أسرع من المحطات الأخري.. وقال الوزير ان هناك أولوية في اجراءات استعادة التيار لمرفق مترو الأنفاق حيث تمت إعادة تشغيله خلال ساعات قليلة وكذلك محطات المياه ومدينة الإنتاج الاعلامي ومرافق الخدمة العامة وفي مقدمتها المستشفيات. وأفاد الوزير بأن العطل حدث عند إجراء مناورة فنية لفصل الدائرة 500 كيلو فولت بغرب القاهرة بهدف الصيانة وأثناء ذلك انتقلت الأحمال لخطوط أخري ذات قدرة عالية ما أثر علي الشبكة بأكملها بالنظر لارتباطها ببعضها وانقطاع التيار عن أجزاء كبيرة من محافظات الجمهورية.. وفي السياق ذاته أوضح مسئول بوزارة الكهرباء أن العطل حدث أثناء عزل شبكة الوجه القبلي عن الوجه البحري للصيانة ما أدي إلي توقف خط سمنود - أسيوط بالكامل وخروج جميع محطات التوليد المربوطة به.. مرجحا أن يكون ما حدث نتيجة خطأ بشري أو عطل مفاجئ.. وأكد أن العطل الفني تسبب في خروج خطوط الكهرباء الرئيسية من محطة محولات جنوب الكريمات وحتي السد العالي وأن جميع المحطات الموجودة في المكان الذي يوجد به العطل توقفت بالكامل وأهمها محطة كهرباء الكريمات1 بقدرة 1300 ميجاوات ومحطة الكريمات المركبة 1300 ميجاوات و السد العالي 1400 ميجا وات وخزان أسوان 1و2. . ووجه الوزير اعتذارا للشعب المصري عن التداعيات التي حدثت بسبب انقطاع الكهرباء، مشيرا إلي ان هذا أمر يحدث في جميع أنحاء العالم. وقال الوزير إنه لن يغادر مركز التحكم إلا بعد انتهاء المشكلة وعودة الأمور إلي طبيعتها، مشيرا إلي أنه اذا كان هناك شخص مسئول عما حدث فسوف يعاقب، وإن كانت لا توجد مؤشرات علي أخطاء متعمدة وأكد أنه لن يقفز إلي النتائج. من جهة أخري أكد مصدر مسئول بالمركز القومي للتحكم في الكهرباء أن انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ عن أغلب محافظات الجمهورية وقع في السادسة صباح أمس خلال عملية صيانة خط 500 فولت غرب القاهرة ووقوع تداعي مفاجئ لخط 220 فولت وانفصال شبكة الوجه القبلي عن الوجه البحري وتعطل كامل لخط نقل الكهرباء أسيوط - سمنود وأكد المصدر أن غياب الصيانة لشبكات الكهرباء وتهالك غالبيتها يعد سببا رئيسيا للأزمة التي وقعت علي مستوي الجمهورية وانقطاعها عن معظم المناطق الحيوية لأول مرة وعلي رأسها المترو والبنوك والقطارات ومحطات المياة والمستشفيات بخلاف انقطاعها عن المنازل في أغلب محافظات الجمهورية. وطالب المصدر بوضع أولوية صيانة شبكات الكهرباء وخطوط نقلها ومحطات التوليد علي رأس أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة حتي لاتتكرر الأزمة. وكشف المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر ل «الاخبار» أن العطل حدث في السادسة وخمس دقائق من صباح أمس عند فصل الدائرة 500 كيلو فولت غرب القاهرة للصيانة وتزامن مع ذلك خروج محطة كهرباء غرب القاهرة عن الخدمة بالكامل وقدرتها 1200 ميجاوات الامر الذي تبعه خروج وحدات أخري علي مستوي الجمهورية عن الخدمة بأوامر من أجهزة الوقاية ما أدي للوضع الذي آلت إليه الشبكة وفقدانها 9 آلاف ميجاوات وهو رقم كبير تسبب في هذه الانقطاعات. وأكد الدسوقي أنه تمت إعادة 17350 ميجاوات للخدمة حتي الرابعة من عصر أمس ومن المقرر استكمال باقي القدرات خلال الفترة المسائية لتعود الخدمة لكافة المناطق.. مشيرا إلي أنه تم تشكيل لجنة عاجلة لفحص معلومات اجهزة الكمبيوتر بمركز التحكم القومي لتحديد المتسبب في العطل ولن نتهاون في محاسبة من يثبت تقصيره فنيا وإداريا.